زاد الاردن الاخباري -
أنس القطاطشة - نعم هناك خلل..والخلل قد لا يكون في الخارطة السياسية او الاجتماعية الاردنية رغم عدم نفي وجوده، المشكلة ان الجميع لا يدرك ولا يريد ان يدرك الخارطة السياسية الاردنية وفهمها من خلال الخطاب الملكي الواضح المعالم والموجه الى الاردنيين.
في الربع الآخير من العام الماضي ومن القيادة العامة للقوات المسلحة اطلق الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مجموعة من الاشارات ذات الطابع الجدي في الطرح والواضح في الفكر والمعنى وقال ما يجب قوله في تلك المرحله ولأن مناسبة الحديث الملكي ما زالت حاضرة وهي التهديدات التي تواجه وحدة الصف الاردني على المنسوب الاجتماعي ومحاولة اصابة الفكر الاردني بمرض التشكيك في الوقت الذي تقتضي فيه الحاجة التفكير بجدية في الفعل ورد الفعل ومن ثم القول الذي يصدر من بين التجمعات الاجتماعية والسياسية والتي يقف خلفها اشخاص او جهات تسعى الى تعزيز خرق الصفوف والترويج لفكر مريض يهدف الى جعل الاردن حل من حلول \"الدولتين\" او ساحة لفرض النفوذ وصراع العقائد ومأسسة الفكر الهدام!
ولأن السياسية ترتكز على التاريخ والاستمرارية ،وفهما يتطلب قراءة الايماءات والاشارات المنطلقة من صاحب الامر ومدير المطبخ السياسي صاحب الولاية الشرعية في صناعة القرار
وفي ذات الوقت استطلاع الفكر عن المسببات والاهداف والتي تدعو الى صياغة الخطاب الملكي الموجه نحو الفهم وادراك خطورة المرحلة القادمة.
الملك عاد للحديث مره اخرى عن القضايا الملحة والتي لا يجب الصمت امامها وعلى رأسها اطروحة الوطن البديل في خطابة بمناسبة يوم الجيش وعيد الاستقلال وعيد الجلوس في اطار التوعيه السياسية لضرورة فهم ما يجري في الوقت الذي يتشدق فيه البعض بالحديث عن شيء قد يأتي ولكن بنمط وشكل مختلفان عن المتوقع.
الملك يتحدث وهو يعتمر البزة العسكرية ويراهن على الشعب الاردني للمواجهة التحديات واحباط المؤامرات من خلال وحدة الصف الاردني وتعزيز مفردات الوحدة الوطنية والسير في العمل والتنمية في وجه التحديات التي تعصف بالمنطقة.
رؤوى الملك واضحة ولكن البعض يصر على النظر الى الموقف من خلال الضبابية..،نعم هناك خلل وهناك مؤامرات والحل هو موجهتها قبل الحديث فيها والتشكيك لا يخدم القضية بقدر ما هو العمل على التصدي لهذه المرحلة والتي لا تغيب عنها الخطورة.
ولأن السياسة هي فن وعلم تجاذب وتوازن الاطراف وفن ادراك وقراءة الموقف بعينين مصوبه على الداخل وفكر مستطلع ومتفهم للخارج لفهم منحنى ووجهة سير الساسة في العالم الخارجي المحيط، كان لا بد من تدخل الملك الذي يندرج تحت مفهوم الحسم والجزم في اطار الموقف الداخلي والخارجي، والحديث عن المؤامرة هو حديث جدي لا يجب تجاوزه قبل فهمه وتحليله ومعرفة مصدره.
خطابات الملك تحمل الكثير من المعنى والاشارات وعلى الجميع تبني الفكر الصحيح في اطار ما يصدر من صاحب الامر وهي البوصلة والتي يمكن من خلالها يمكن فهم ما يجري وما سيجري.