نحن الآن على أبواب امتحانات الثانوية العامة .. هذه الامتحانات التي أدخلت الرعب والهلع إلى كل أسره أردنيه بفعل أيادي المنظرين الجدد الذين قلبوا الحقائق والنتائج وعقول ألطلبه والأهالي ليدخل الجميع في صراع نفسي لا يمكن التقليل من أهميته بأي حال خاصة وأن العيون ترنو الى الأمس القريب والذي أعلنت فيه نتائج الفصل الأول وما احدثته هذه النتائج المشوبه بالشكوك من جدل وفقدان ثقه بكافة كوادر التربيه والتعليم وعلى رأسها وزير التربيه حيث كانت تلك النتائج اشبه ما تكون باليانصيب الخيري .!!!!
ولأن التعليم هو جوهر الحضاره ومفتاحها الأصيل وحصنها الحصين ولأنه أيضاًً الثروه الحقيقيه للمجتمع فإن الواجب يحتم علينا ان نقرع الناقوس قبل ان تكثر الأصوات وتعلو ومن ثم يصبح قرع النواقيس اسلوباً كلاسيكياً لا يسمن ولا يغني من جوع ..!!
بداية اقول انه لا بد لرجل القرار في وزارة التربيه ان يكون على قدر المسؤولية هذه المره ولا نشك في ذلك وأن يكون ملماّ بكل شارده ووارده في وزارته وأن يساهم بإطفاء النيران التي اشعلتها نتائج الفصل الأول في عقول وقلوب الطلاب وذويهم وذلك بالظهور العلني لبعث الطمأنينه في النفوس لعله يبعدهم عن شبح الخوف وعدم ارغامهم على امتطاء سفينة مثقوبه ..!!
كما نتمنى على صاحب المعالي وطاقمه في حرم الوزارة إيجاد آليات واضحة ودقيقه لا لبس فيها تجنب الجميع الإنزلاق خلف قرارات غير مدروسه تضيف مزيداً من التعقيد بدل الانفراج سواء كان بسؤال من خارج المنهاج او بما يتعلق بمراقب جاء يؤدي الواجب وهو مثقل بالهموم .. كما ينبغي على قادة الأسره التربوي إيجاد تشريع يضمن سلامة المرحله منذ بدء الإمتحانات وحتى ما بعد اعلان النتائج لكي لا يذهب الصالح بعروى الطالح ونحن ندرك اننا لسنا بحاجه لمراقبين دوليين لمراقبة الإمتحانات ومخرجاتها لأن لدينا معلمين أكفاء لإنجاز المهمه مهما بلغت لكن التسهيلات المقدمه من الوزاره ضرورة ملحه تقتضيها مصلحة الجميع سواء كان للمصحح أو للمراقب أو لرئيس القاعة أو حتى للطالب الذي هو أساس تقدم وبناء المجتمع بما يحصل عليه من علم .. كما ينبغي أن تكون هناك أناقة وطنيه منظمه تضطلع بها وزارة التربية والتعليم لإنصاف الطلبه ليبرز المجتهد ويندحر كل من أدمن التعربش على سلم الغش والواسطة والمحسوبية .. كما نتمنى على الأسره التربويه ممثله بوزيرها عدم اغفال أية مشكله ربما تلازم فترة الإمتحانات واعلان النتائج ليكون الحل للمشكله سريع بحيث تكون الحلول حسب مقاسات المشكله وليس حسب مقاسات الحل او حسب ما يجنب البعض مسؤولية ما ..!!!!
أعتقد أن الأمر يستحق ألمراجعه والمتابعة المستمرة خصوصاًً عندما يتعلق الأمر بعقول الطلاب ومستقبلهم وذوقهم الأدبي والتربوي وشخصياتهم التي هي في طور التشكل .. نقول مجتمعين كشعب أردني وكما تعلمنا من جلالة الملك اننا نرفض الاعتداء على عقول ومستقبل طلابنا كما نرفض من أي كان الإعتداء على حرمة الأموات الذين أسسوا لتعليمنا وتربيتنا وثقافتنا وأسهموا في بناءها .!
وبعد ... أقول لإبنتي وصغيرتي مجد أن الثلوج لا تميت البذور الحيه ..
MOQEEM98@YAHOO.COM