بداية لابد أن نشيد بدور أحرار الشعوب ، هؤلاء الاحرار الذين شكلوا اسطورة بعملهم البطولي من اجل كسر الحصار الجائر على اهلنا في قطاع غزة وموقف دولها الحرة وعلى رأسها تركيا وزعيمها اوردجان في تحريك قضية فك الحصار عن غزة العزيزة وعملوا على استنهاض الرأي العالمي لكشف الوجه البشع لحكومة العدو الصهيوني لتأخذ هذا الاهتمام العالمي فتحولت قضية فك الحصار عن غزة الى قضية عالمية وقضية انسانية .
حيث استطاع اسطول الحرية ان يفرض على العالم اطلاق دعوات ، صادرة من أعلى المستويات فها هو بان كي مون (الامين العام للامم المتحدة) يدعوالى فك الحصار عن غزة ودعوات من روسيا وغيرها، هذا لم نسمع به قبل اسطول الحرية، لكن حقيقة ما استوقفني وجعلني اطرح تساؤت عديدة هي دعوة كل من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إلى كسر الحصار الإسرائيلي وإنهائه ضد أهالي غزة، معززة هذه الدعوات بتغطية اعلامية مكثفة بكافة وسائل الإعلام العالمية ، فهاهي صحيفة ذي إندبندنت البريطانية تكتب( إن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة هو حصار قاس وغير مجد وإنه يجب أن يتوقف وينفك، منددة بالهجوم الإسرائيلي الدموي على أسطول الحرية في المياه الدولية) هذا السلوك السياسي والاعلامي ،لم نعهده من قِبَلِ دول ومؤسسات عالمية ذات شان وتأثير، وخصوصا من تلك الدول المعروفة تاريخيا بدعمها المطلق واللامحدود لدولة اسرائيل ، كل ذلك جعلني اقف عن اندفاعي واضع نقطة في آخر السطر. وهو ما يدفعني للقول أن هناك ابعادا أعمق بكثير مما صرّح و لفهم ما يجري نضع تصورين لهذا الاهتمام العالمي بقضية فك الحصار عن غزة:
التصور الاول :
انه وفي ظل التعنت الإسرائيلي برفضها كل المبادرات السلمية، وتحديها للمجتمع الدولي ، ظهرت حالة سأم من الإدارة الأمريكية والاوروبية بنتنياهو وحكومته، وكان اسطول الحرية هو المنقذ لها بحيث خلق فسحة لانتقاد إسرائيل على مستويات دولية عليا وشجعها على اعطائها كل هذا الزخم من الاهتمام العالمي، فها هو بان كي مون رئيس الأمم المتحدة وإلى جانبه زعماء دول عديدة ،يصرح بالمطالبة بإجراء التحقيقات اللازمة فيما وقع من مجزرة على ظهر اسطول الحرية بالاضافة إلى رغبة احرار الشعوب ان يوضع حد للحصار المضروب على غزة!!.وحقيقة بدأ المجتمع الدولي خطواته بمواجهة التعنت الاسرائيل قبل هذا بشهور من خلال طرحها لملفات لإسرائيل كانت سابقا تعتبر خطا احمر لايجوز لاي دولة الحديث عنه كبرنامجها النووي الذي أثير في مؤتمر دولي ،وداخل اروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولهذا بدأت تزداد الضغوط السياسية والإعلامية والدبلوماسية والقانونية على حكومة إسرائيل (بذريعة فك الحصار عن غزة)، قد يضطرها للاستقالة وتشكيل حكومة جديدة بقيادة حزب اكاديما أو التنازل والانصياع لرغبة المجتمع الدولي بقبول التسوية السلمية وفق الطروحات الامريكية واللجنة الرباعية.
التصور الثاني:
أنه تم توظيف اسطول الحرية ودماء الشهداء الزكية بدهاء وخبث من قبل اللوبي الصهيوني المسيطر على اهم وسائل الاعلام الغربية والمؤسسات الحاكمة في اوروبا والولايات المتحدة واعطائها هذا الاهتمام العالمي وهذا الدعم اللامحدود لتحويل القضية الفلسطينية واختزالها الى قضية فك الحصار عن غزة !!!، ، هذا الاهتمام العالمي وخصوصا من زعماء دول اوروبية عُرف عنهم أنهم اصدقاء اسرائيل الحميمين وعُرف عنهم انهم يكنون اشد انواع العداء والحقد والكراهية لامتنا العربية والاسلامية وخصوصا اتجاه فلسطين المجروحة بطعنات خناجر هؤلاء الاعداء، والتاريخ القديم والمعاصر يشهد على ذلك بكل وضوح وجلاء. فما الذي يخفونه ؟؟؟
هنا نثير نقاطا وهي محل نقاش وحوار هاديء بعيدا عن الاندفاع بعواطفنا ، هل هناك من خطط في الخفاء وتم حياكتها بدهاء، وينفذها أحرار شعوب العالم بقيادة تركية حرة - بحسن نية - ، وهل هذا الزخم الاعلامي والاهتمام الدولي محض الصدفة ؟؟؟؟
ام ورائه اهداف خبيثة !!، نتوقع وفق تصورننا ان هناك عدة نقاط وهي:
1. توجيه الاهتمام العالمي نحو فك الحصار عن غزة ،للتغطية عما يجري من استمرار في بناء المستوطنات وتهويد للقدس ، وان يتم استكمال تنفيذها بعيدا عن الضجيج العالمي.
2. التغطية على فشل مسار المفوضات الغير مباشرة ؟؟ و اعطاء فترة كافية لتنفيذ المخططات الاسرائيلة بتوجيه الاهتمام العالمي نحو هدف اخر وهو فك الحصار عن غزة ... ويبدو ان الاوراق قد تم ترتيبها من جديد فاصبحت الورقة الاولى فك الحصار عن غزة ضمن خطة مدروسة تنفذها الهيئات الانسانية والشعوب الحرة ، وبالتزامن مع مصالحة فلسطينية- فلسطينية وبضوء أخضر أمريكي- أوروبي غربي ورضا ايراني- سوري وتحت رعاية تركية بقيادة الزعيم اردوجان ، متزامنا مع ضغط عالمي واعلامي ودبلوماسي على حكومة نيتنياهو اليمينية المتطرفة مما يؤدي في نهاية المطاف الى استقالتها وتشكيل حكومة بقيادة حزب اكاديما ، ويبدو ان هذا الضغط بدا بتحقيق بعض نتائجه فها هي صحيفة -هارتس كتبت
(ألم يحن الوقت لصرف ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان وحزبيهما من الحكومة وضم كاديما؟ العالم كله ضدنا – هذه لم تعد أنشودة، بل تهديد لوجودنا). وهي من ضمن التكتيكات السياسية لزعماء اسرائيل ، فتبادل الادوار بين احزاب اليمين والوسط واليسار الاسرائيلي هي لعبة الاسرائليين يتقنونها ببراعة ، ويستخدمونها عادة للخروج من الازمات اولكسب الوقت لاستكمال تنفيذ مخططاتهم وهي باستكمال بناء مستوطنناتها وبالنسبة للقدس فتستكمل عمليات تهويدها وأسرلتها واخراجها فعليا من ملف السلام ... وعندها فقط تعلن انها جمدت بناء المستوطنات وانها مستعدة للدخول بمفاوضات مباشرة او غيرمباشرة بقيادة حزب اكاديما..وبذلك تكون اسرائيل استكملت مشروعها الكامل.... ولا نستبعد ان نسمع اصوات هنا وهناك تصفق بحرارة وتعلن انها استطاعت ارغام اسرائيل على قبول شروطها بوقف الاستيطان ....!!!!!!!!!