زاد الاردن الاخباري -
مع انقشاع غبار معركة انتخابات الدورة الثانية لنقابة المعلمين الاردنيين، اظهرت النتائج فوزا كاسحا لمرشحي التيار الإسلامي، وحلفائه، حيث حصدوا حصة الأسد في مقاعد الهيئة المركزية للنقابة، والذين بدورهم سينتخبون مجلس النقابة، بمن فيه النقيب ونائبه، إضافة إلى 13 عضوا آخر.
الإسلاميون، جددوا في انتخابات الهيئة المركزية لنقابة المعلمين التي جرت أول من أمس وظهرت نتائجها كاملة فجر أمس، سيطرتهم على النقابة المهنية الأكبر بين النقابات المهنية الأردنية، والتي ولدت مع تباشير رياح الربيع العربي قبل ثلاث سنوات، وبعد نضال طويل ومرير، توج بالحصول على فتوى دستورية من المجلس الأعلى للدستور بحق المعلمين بنقابة مهنية.
وأكد مصادر مطلعة في نقابة المعلمين أن مرشحي التيار الإسلامي وحلفاءه نالوا 235 مقعدا، من أصل 314 في الهيئة المركزية للنقابة، تمثل جميع الهيئات بالمحافظات، وأنهم تمكنوا في العاصمة عمان نيل 53 مقعدا، من أصل 69.
وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات تقدم مرشحي الإسلاميين وحلفائهم في الانتخابات على مستوى القوائم، في كل المحافظات، باسثتناء محافظتي عجلون والعقبة، وإن كانوا حصدوا مقاعد فردية بهاتين المحافظتين.
ففي العاصمة عمان، ووفق النتائج الرسمية التي أعلنها رئيس اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات صطام عواد، فإن قائمة "المعلم"، التي يدعمها التيار الاسلامي، فازت بمقاعد العاصمة، حيث تضم القائمة 12 عضوا، هم: (نائب النقيب الحالي) حسام مشه، عبير الأخرس، غادة شاهين، وليد جابر، غازي الثوايبة، مصطفى القضاة، ايمن عزات، عامر الحيصة، محمد المناصير، محمود الجبور، محمد العضايلة وموسى عزت، إضافة إلى 41 مقعدا على المستوى الفردي ذهبت للتيار الإسلامي وحلفائه ايضا.
وبهذا يكون الإسلاميون وحلفاؤهم تصدروا المشهد الانتخابي لمرشحي القوائم المغلقة والمفتوحة، في تقدم كاسح للانتخابات، حيث كان الإسلاميون رموا بثقلهم في هذه الانتخابات، حيث عقدوا تحالفات مع آخرين، وخاضوا معركة انتخابية بتنظيم وتنسيق كبيرين، ضمن لهم بسهولة الحصول على غالبية المقاعد، وفق مراقبين.
وبلغ عدد المقترعين في الانتخابات نحو 78775 معلما ومعلمة في جميع المحافظات، من أصل 115 ألفا يحق لهم الاقتراع، حيث ارتفعت نسبة المشاركة 68.5 % على مستوى المملكة، فيما انخفضت نسبيا في العاصمة عمان الى 51.7 %.
ونافس في الانتخابات 509 مرشحين عن المقاعد الفردية، إضافة إلى 24 قائمة.
وأكد نائب نقيب المعلمين حسام مشة، الذي فاز عن قائمة المعلم في الانتخابات أمس، أن مجلس النقابة في دورته التأسيسية (سيطر عليها التيار الاسلامي ايضا)، كان يعمل على ملفات تحتاج إلى استكمال من قبل مجلس النقابة المقبل، ومن ضمنها حماية المعلمين، حتى يغدو المعلم في المرتبة الأولى في مجتمعه، «لأن كرامة المعلم تساوي كرامة الوطن».
كما لفت إلى أهمية إيجاد علاوة للمعلم الذي يمارس التعليم في الغرفة الصفية، «خاصة في ظل وجود هجرة عكسية من قبل المعلمين إلى الوظائف الإدارية»، مشيرا في هذا السياق إلى أن هناك نحو 110 آلاف موظف في التربية والتعليم، منهم 75 ألفا يعملون في مجال التعليم، و35 ألفا في مجال الأعمال الإدارية.
وأوضح أن المعلم «يهاجر إلى الوظائف الإدارية لوجود علاوات خاصة بالإداريين، في حين لا علاوة للتعليم».
وأكد ضرورة تحسين التأمين الصحي الحكومي للمعلم، ومنع الازدواجية في الاقتطاع لاشتراك التأمين الصحي، مشددا على ضرورة تعديل بنود نظام الخدمة المدنية الجديد، لأنه يتعامل بـ»عرفية واتهامية» مع الموظف بصورة عامة، والمعلم بصورة خاصة، وتؤدي في نهايتها لـ»سلب الأمان الوظيفي، والاعتداء على حقوق الموظف المادية والمعنوية».
وشدد مشة على أن النقابة «للجميع»، وأنه «لن يتم إقصاء أو تهميش أي طرف، وسنتعامل مع جميع المعلمين لإيجاد نقابة مهنية هدفها الأساس خدمة المعلمين والارتقاء بالعملية التعليمية».
وأوضح مشة أن التيار الإسلامي «لم يتخذ» بعد أي قرار، بشأن ترشيح أحد الفائزين بالانتخابات من قائمة المعلم لمنصب النقيب، لافتا إلى أن ذلك سيتم «بعد المشاورة داخل القائمة والتيار».
يذكر أن القائمة الوطنية، التي مثلت التيار الإسلامي ومستقلين في أول انتخابات لنقابة المعلمين مطلع 2012، حصدت أغلبية مقاعد الهيئة المركزية، ليتحالف التيار الإسلامي يومها مع نقيب المعلمين الحالي النائب مصطفى الرواشدة، الذي يعد من خارج التيار الإسلامي، والذي قدم لمنصب النقيب، فيما امتنع الرواشدة عن خوض الانتخابات الأخيرة.
وحصد الاسلاميون وحلفاؤهم في الانتخابات الماضية 190 مقعدا من أصل 286، كانت تمثل الهيئة المركزية للنقابة.
الغد