تزداد هذه الايام وتيرة الحديث عن الاستحقاق الوطني المتمثل بانتخابات المجلس النيابي السادس عشر والتي لا يفصلنا عنها الا شهور قليلة وقد بدئت قبل ايام بعض الاجراءات المتعلقة بالانتخابات باضافة اسماء الناخبين واعداد الجداول النهائية مطلقة ماراثون الوصول لقبة البرلمان.
ولما كانت الحركة الاسلامية جزءا اساسيا من المجتمع الاردني يسعى لنهضته وبناء مقدراته وفق برنامج اسلامي اصيل مبني على مبدا الايمان بالله وكتابه وقائم على خدمة الوطن والحفاظ على مصالح الامة وتمثيل امالها وتطلعاتها فان الحركة تعتبر ان المشاركة في الانتخابات البرلمانية هي الاساس وغيره الاستثناء كما فعلت قديما وحديثا بمصر والجزائر والاردن والكويت وفلسطين ومن هذا المنطلق جاء تصريح الاستاذ جميل ابوبكر اليوم بخصوص دراسة القانون الجديد لتحديد موقف الحركة وفق ضوابط الحركة الشرعية والوطنية والسياسية.
ان الظروف التي تحياها الحركة الاسلامية في الاردن داخليا وخارجيا وما تشهده الساحة الوطنية والعربية والاسلامية والتحديات الكبرى التي تعصف بالعالم يتطلب التدقيق والتفكير العميق والتفاعل والتواجد في كل مفاصل حركة المجتمعات بطريقة مؤثرة وايجابية بعيدا عن الانفعالية وردات الفعل والنكاية واشفاء الغليل والثار والانتقام.
وعليه وبالرغم من دقة الظروف وحساسيتها الا اني ادعو الحركة للمشاركة في الانتخابات النيابية للاسباب التالية:
1- للتفاعل مع المجتمع والشعب بالطريقة الصحيحة والمعهودة عن الحركة الاسلامية بالقيام بواجبها وعدم ادارة الظهر لاستحقاق وطني كبير يهم كل فرد من ابناء المجتمع والوطن والحرص على خدمتهم وتمثيلهم في منبر وطني مهم.
2-ايصال رسالة واضحة وقوية لكل الاطراف و اللاعبين مفادها ان الاوضاع الداخلية للحركة هي مجرد اختلاف رأي وان الحركة صاحبة برنامج ومشروع اسلامي ووطني ثابت وراسخ.
3- ان الظروف التي يتعرض لها الاردن والقضية الفلسطينية وما تمارسه القوى العالمية من ضغوط للاسراع بفرض حل على الطرف العربي ( الاردن وفلسطين) يتطلب من القوى السياسية كافة وعلى رأسها الحركة الاسلامية اخذ دورا رئيسا في الدفاع عن الامة وقضاياها العادلة وعدم التفريط بحق الامة بفلسطين او المساس بحقوق اهلنا بالداخل او الشتات وذلك بالالتصاق بالمشهد الوطني ومنابره بكل قوة وعدم الادبار وادارة الظهر والسماح لقوى ضعيفة او انتهازية بالسيطرة على المشهد والانفراد به.
4- على الرغم من الملاحظات العديدة على قانون الانتخابات الا ان الية الدائرة الفرعية تعطي فرصة لتفعيل الصوت الوطني والسياسي واخراجه من الاطر الضيقة والمرفوضة مما يصب لمصلحة المرشح الاسلامي الوطني .
5- اعطاء صورة عملية وحقيقية عن تقديم العام من الامر على الخاص واثبات حقيقة راسخة ومبدأ ثابت بالترفع عن الاختلاف في سبيل الاسمى والاعم فكيف اذا كان هذا الاسمى والاعم هو منهاجنا وبرنامجنا وليد قراننا الكريم وسنة نبيه الامين وطريق الصحابة المهديين.