سطوح منازل عمان المزروعة ستزيدها جمالا

زاد الاردن الاخباري -

وفاء مطالقة -

الاف اسطح المنازل سيتم زراعتها ضمن مشروع الزراعة الحضرية الذي تعتزم امانة عمان الكبرى تنفيذه خلال ثلاث سنوات بهدف زيادة الرقعة الخضراء وتعزيز المشهد الجمالي للعاصمة .

وبدأت بالفعل اولى خطوات هذا المشروع الممول من البنك الدولي باقامة حديقة صغيرة فوق احد الاسطح المقابلة لمطل القلعة من خلال احواض نباتية مختلفة حيث تم رصف ارض السطح بانواع من التربة البديلة (التوف والبيتموس) لتشكل منظرا جماليا رائعا .

ستكون بداية المشروع في صحن عمان وسيطغى منظر الحدائق الخضراء فوق اسطح المنازل على الكتل الاسمنتية في هذه المنطقة خلال ستة اشهر بحسب قول مدير مشروع تخضير الاسطح في الامانة المهندس هشام العمري .

واضاف لوكالة الانباء الاردنية انه تم حصر خمسين منزلا في المنطقة المحيطة بجبل القلعة والتي تتمتع بمواصفات فنية ملائمة للزراعة فوق اسطحها , في حين ان النية تتجه في الامانة لزراعة عشرة الاف بيت في مختلف مناطق عمان .

وبين ان ميزة العاصمة انها منطقة جبلية وبالامكان رؤية الاسطح بسهولة وقد بُدىء بمنطقة القلعة باعتبارها مطلة على معظم وسط المدينة .

وقال العمري الذي يشغل كذلك نائب رئيس الشبكة العربية للزراعة الحضرية انه تمت دراسة مناخ عمان وتحديد النباتات الملائمة للزراعة على الاسطح صيفا وشتاء مؤكدا اهمية العناية بها من قبل سكان المنازل الذين سيتم تدريبهم على ذلك .

واشار الى ان الزراعة ستكون اما على كامل السطح او من خلال احواض معينة تقدمها الامانة , ويعتمد ذلك على نوع بناء المنزل مستعرضا الخطوات التي سيتم اتباعها لزراعة الاسطح والتي تبدأ بالتأكد من قوة تحملها للتربة والنباتات والاحواض حيث تعتبر جوانب وحواف الابنية الاكثر قدرة على التحمل .

واكد ان تصريف مياه الري وايجاد الحلول الملائمة لذلك من الامور المهمة لضمان نجاح المشروع .

وحول اهداف المشروع قال انها تشمل اهدافا بيئية وصحية وإجتماعية تتمثل بتقليل التلوث البيئي الناتج عن زيادة مساحات المباني والمنشآت مع قلة الغطاء النباتي في المدن , وتنقية الهواء من الملوثات حيث يعتبر النبات الأخضر مرشحا لها.

واشار مدير المشروع الى اهمية التخلص من المهملات التي تلقى على الاسطح واضفاء منظر جمالي على المدينة .

وقال ان المشروع يتيح فرص عمل لربات البيوت والشباب وتوفير عائد مادي ما يسهم في زيادة دخل الاسرة وتعزيز الروابط الاجتماعية بين افراد المجتمع في العمارة الواحدة والحي الواحد .

وعن البيئات التى تستخدم للزراعة فوق أسطح المنازل اشار الى انه نظرا لأن التربة الزراعية العادية ثقيلة الوزن فانه يجب استخدام بيئات بديلة عن التربة الزراعية العادية مثل استخدام البيئات العضوية التي تشمل ( البيتموس) الذي يعتبر مادة عضوية متحللة وتمتاز بخفة وزنها اضافة الى استخدام البيئات غير العضوية مثل الرمل و( الخفاف - التوف ) وهو عبارة عن صخر سليكاتي من أصل بركاني يحتوي على عناصر الألمنيوم والبوتاسيوم والصوديوم .

وبحسب قول العمري فانه سيتم استخدام مادة ( البرلـيت) وهي مادة خفيفة الوزن تمتاز بسهولة الصرف مع الاحتفاظ بالماء بصورة جيدة .

واكد اهمية دور المواطنين لنجاح المشروع والاستفادة منه ماديا باعتباره حدائق منتجة من خلال تنظيف الاسطح وتجهيزها والمحافظة على النباتات والمستلزمات الاخرى التي سيتم تقديمها من قبل امانة عمان مجانا .

مختار منطقة القلعة فراس زوانة الذي اشاد بالمشروع قال ان مواطني المنطقة متحمسون جدا لتنفيذه بالتعاون مع الامانة مضيفا ان المواطن هو المستفيد الاول من المشروع الذي يسهم بتجميل عاصمتنا الحبيبة .

ونوه الى ان السائح الى منطقة القلعة سيتمتع من مطلاتها بمنظر جميل يضفي على المنطقة سحرا من نوع خاص .

مواطنو المنطقة والمناطق المحيطة بها اشادوا كذلك بفكرة المشروع حيث قال احد السكان المستفيدين بسام الامام ان زراعة اسطح المنازل فكرة جميلة وهي ليست جديدة اذ ان امهاتنا اعتدن على الزراعة في الاحواض قديما وان احياءها بطريقة علمية امر مهم في حين قال فيصل حلاوة ان المشروع يضفي منظرا جماليا على المدينة اضافة الى التعريف باهمية الزراعة والعناية الدائمة بالنباتات .

ام حكيم قالت انها اعتادت على زراعة سطح منزلها وحواف النوافذ باصناف عديدة من النباتات مثل البندورة والبقدونس والباميا والنعناع والزعتر اضافة الى اصناف عديدة من نباتات الزينة مضيفة ان تعميم فكرة الزراعة على الاسطح من شانه التشجيع على الزراعة باسلوب علمي جيد .

نائب عميد كلية الزراعة في الجامعة الاردنية الدكتور جمال صوان قال ان زراعة الاسطح فكرة رائدة لزيادة الرقعة الخضراء .

وشدد على اهمية حماية المنزل قبل البدء بالزراعة من احتمال تسرب الرطوبة من السطح الى المنزل من خلال وضع عوازل خاصة او من خلال الزراعة باحواض مرتفعة عن ارض السطح .

وقال ان الزراعة باستخدام بدائل التربة او في الاحواض من شانها توفير مياه الري من خلال تجميع المياه المتسربة من الاحواض واعادة استخدامها بالري مرة اخرى اضافة الى تجميع المياه المتسربة من بدائل التربة عبر قناة خاصة واعادة استخدامها للري مرة اخرى بعد تجميعها في مكان واحد واعادة ضخها .

وبين صوان ان المناخ في الاردن يناسب العديد من النباتات مثل البندورة والخيار والبقوليات صيفا والبطاطا والملفوف والزهرة شتاء .


بترا