نحن نعيش في عالم غريب وعجيب كل شيء فيه منافي للواقع ترى أمور كثيرة وأنت في حيره وذهول ولكنك تسلم أخيرا أن هناك تفسير واحد لهذه الأشياء وهو أن السائد القوي يفعل ما يريد ويبرر أفعاله ما يشاء وعلى الجميع الالتزام بتبريره وتأييد مايقوله ولا يحق لأحد التشكيك في ذلك .
وعلى سبيل المثال استنفار العالم بكل إمكانياته البحرية ووسائل إعلامه الهائلة ضد ما يسمى بالقراصنة الصوماليين الذين يتصيدون لبعض السفن المحملة بالمواد المختلفة لحاجاتهم الماسة والضرورية وخاصة إذا علمنا الأوضاع المأساوية التي يعيشها الصومال.
ولو استعرضنا القرصنة الصومالية لوجدنا أن هؤلاء لهم أهداف واضحة وهي إما من اجل السيطرة على حمولة هذه السفن أو البواخر إذا كانت تحمل مواد غذائية وإيصالها إلى إخوانهم وعائلاتهم التي قتلها الجوع وحاصرتهم الأمراض والاوبئه أو من اجل الحصول على تعويض مادي مقابل الإفراج عن السفينة وحمولتها وطاقمها وفي كلا الحالتين فهناك مبرر لما يقومون به ومن ناحية أخرى إن مايجري من ما يعتبر قرصنه يكون أمام السواحل الصومالية وليس في المياه الاقليميه كما حدث عندما هاجمت القوات الاسرائيليه قافلة الحرية وهي في طريقها إلى قطاع غزه لتقديم مساعدات لأهلها المحاصرين حيث وقع الهجوم في داخل المياه الاقليميه وليس أمام ما يسمى السواحل الاسرائيليه فهناك اختلاف بين الصورتين ولكن للدول الكبرى رأي أخر .
في الجانب الصومالي ما حدث هو قرصنه ويجب إعلان الحرب على القراصنة الصوماليين أما في الجانب الإسرائيلي فالأمر مختلف وهو أن إسرائيل تدافع عن نفسها كما برر ذلك نائب الرئيس الأمريكي جو بإيدن في جولته الشرق أوسطيه.
إسرائيل تفسر القانون الدولي بما يتناسب مع مصالحها وعلى دول العالم أن ترضخ لتبريرها على الرغم من ارتكابها المجزرة البشعة بحق المتضامنين القادمين من مختلف دول العالم والتي راح ضحيتها أكثر من 15 متضامن وأكثر من 60 جريح وفي داخل المياه الدولية ولكن في المثال الصومالي فالقراصنة لم يعتدوا على احد ولم يقتلوا ولم يجرحوا أي من ركاب السفن والبواخر التي تم احتجازها ومع ذلك أقامت الدول لهم محاكم خاصة بهم وتم الحكم عليهم بالإعدام و على كل من يقع في قبضه الدول المطيعة أن تنفذ الأوامر.
والفرق بين الصومال وبين إسرائيل أن الأولى تحت القانون الدولي وأما الثانية فهي فوق القانون الدولي والصوماليون قراصنة يجب محاسبتهم أما إسرائيل قرصنتها هي دفاع عن النفس وعلى من كان في أسطول الحرية أن يحاسب على انتهاكه للقانون الإسرائيلي والاعتذار لها .
ونحن نقول لا للقرصنة الاسرائيليه. ونعم لتطبيق القانون الدولي ,ونعم لمحاكمه المجرمين , وتحيه وتقدير لتركيا اردوغان وحسبي الله في المتخاذلين.