زاد الاردن الاخباري -
أصدرت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” تقريرها حول انتخابات اتحاد طلبة الجامعة الأردنية، وتالياً أهم ملاحظات الحملة:
1_ استمرار آلية توزيع المقاعد للعام الخامس على التوالي وفق آلية غير عادلة. فعلى الرغم من تعديل تعليمات الانتخابات في كانون أول 2012 إلا أن غياب العدالة بقي السمة البارزة لهذه التعليمات، حيث تم تقسيم القسم الواحد (القسم الذي يضم 1200 طالب له مقعدين كما هو الحال في قسم الهندسة المدنية) إلى دائرتين والكلية الواحدة (التي لا تضم أقساماً في داخلها كالطب وطب الأسنان) إلى ثلاث دوائر يدلل على حجم الاستخفاف بالعملية الانتخابية و”استعباط” الطلبة.
هذا التقسيم يعني أن دائرة مثل قسم الهندسة المدنية سيتم تقسيمها إلى دائرتين: دائرة لطلبة السنة الأولى والثانية، ودائرة لطلبة السنة الثالثة والرابعة والخامسة!!!
أي أنه لم يتم الاكتفاء بتقسيم كلية الهندسة –على سبيل المثال- بل تم تقسيم القسم نفسه إلى قسمين. والأمر نفسه ينطبق على كلية طب الأسنان حيث تم تقسيمها إلى ثلاث دوائر: دائرة لطلبة السنة الأولى والثانية ودائرة لطلبة السنة الثالثة ودائرة لطلبة السنة الرابعة والخامسة !!
وقد أدى هذا التقسيم إلى حصول طالب على مقعد في اتحاد الطلبة ب37 صوت فقط لا غير –قسم الفلسفة-، فيما احتاج طالب آخر للحصول على 2013 صوت للحصول على مقعد في الاتحاد!!!
2_ إن وضع قائمة على مستوى الجامعة تمثل أقل من 10% من المقاعد (9 مقاعد من أصل 93 مقعد) يدلل على مدى عدم الجدية في تحقيق إصلاح حقيقي على الصعيد الطلابي.
وتساءلت “ذبحتونا” عن مدى جدية إدارة الجامعة في فكرة القوائم على مستوى الجامعة في الوقت الذي يتم فيه منع الطلبة من العمل السياسي داخل الجامعة؟! وأي قوائم تلك التي يتم تشكيلها في ظل أنظمة تأديب تجرّم العمل الحزبي وتمنع توزيع البيانات والمنشورات الطلابية؟!
ورأت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا” أن العقلية التي وضعت قانون الانتخاب لبرلمان 2013 هي نفس العقلية التي وضعت تعليمات انتخابات اتحاد طلبة “الأردنية”. فهل من الصدفة الإبقاء على “الصوت الواحد” في القانونين؟! وهل من الصدفة أن تكون هنالك وعود من كبار المسؤولين على مستوى الدولة والجامعة بإلغاء الصوت الواحد برلمانياً وجامعياً ومن ثم يتم التراجع عن هذه الوعود؟!!
3_ للعام الخامس على التوالي (منذ الغاء نظام التعيين) استمرت ظاهرة العزوف عن الترشح، فقد وصلت عدد مقاعد التزكية لهذا العام 20 مقعد أي ما يقارب ال24% من المقاعد الفردية، ما يدلل على سوء توزيع المقاعد على الكليات وغياب الوعي الطلابي لأهمية اتحاد الطلبة كجسم يمثل الطلبة ويدافع عن حقوقهم.
وعلى صعيد العملية الانتخابية نفسها فقد سجلت الحملة الملاحظات التالية:
1. كانت الأجواء العنصرية والإقليمية هي الأجواء السائدة ما قبل وأثناء العملية الانتخابية، وعلى الرغم من قلة المواد الإعلانية ذات الطابع العشائري والإقليمي –على عكس العام الماضي-، إلا أن الأجواء كانت محتقنة أكثر في هذا العام.
2. نتيجة لهذه الأجواء فقد ساد جو من الترهيب أثناء العملية الانتخابية وخاصة في الكليات الإنسانية، ما أثر على عملية التصويت وحجمها.
3. في ظل منع العمل السياسي، لم تؤدي معظم القوائم العامة الهدف المرجو منها. حيث غلب عليها الصبغة المناطقية والعشائرية والعلاقات العامة
4. استمر عزوف الطلبة عن التصويت، حيث بلغت نسبة التصويت للمقاعد الفردية لهذا العام ال56.67 %، وهي النسبة الأدنى منذ خمس سنوات. كما انخفضت نسبة التصويت على القوائم عن العام الماضي، حيث لم تتجاوز ال45% فيما كانت في العام الماضي 49%.
5. لاحظت الحملة أن البعد العشائري والمناطقي هو الأساس الوحيد في اختيار المرشحين في الكليات الإنسانية، فيما كانت شروط نجاح المرشح في الكليات العلمية تعتمد على تحصيله الأكاديمي وعدد “الدوسيات” التي ساعد الطلبة في تصويرها ودروس التقوية للطلبة إضافة إلى البعد العشائري والمناطقي
6. لاحظ وفد الحملة غياب البرامج الانتخابية عند معظم مرشحي المقاعد الفردية، وانحصرت الدعاية الانتخابية بالفليكسات الضخمة والبوسترات التي لا تحمل أي برنامج انتخابية أو شعارات مطلبية.
7. أما على مستوى القوائم، فقد اقتصرت البيانات الانتخابية على الجمل الإنشائية والشعارات الفضفاضة، فيما خلت من أي حديث عن جوهر القضايا الطلابية مثل أسس القبول الجامعي، أنظمة التأديب، منع العمل السياسي في الجامعات، الاتحاد العام لطلبة الأردن .. الخ.
8. في مخالفة صريحة، قام الموقع الرسمي لاتحاد الطلبة بالترويج لإحدى القوائم على حساب القوائم الأخرى، ما يضرب مفهوم أن اتحاد الطلبة هو لكافة الطلبة وليس لجهة طلابية بعينها حتى لو كانت مسيطرة على مقاعده.
9. وفقاً لمشاهدات الحملة فقد قامت مجموعة من الطلبة باغلاق باب كلية الأعمال، واللغة العربية والحقوق والتربية والمحاسبة ومنع الطلبة من التصويت لأكثر من مرة، وفي بعض الحالات كان يتم الغلق بوجود عميد الكلية من الأمن الجامعي، حيث كان العميد والأمن الجامعي يقفون متفرجين دون حول ولا قوة. كما تم إطلاق قنبلة صوتية وقنبلة غاز أمام قسم اللغة العربية، كما حدثت مشاجرة أدت إلى تعرض طالب للطعن في وجهه وحدوث حالة إغماء لطالبة.وحدثت مناوشات محدودة في كلية الهندسة.كما قام بعض الطلبة بالاعتداء على مصور كان قد صورمشاحنات بين بعض الطلبة في كلية الهندسة.كما تم الاعتداء على مندوبي المركز الوطني لحقوق الإنسان بالضرب وأخذ أوراقهم عنوة أمام أعين الأمن الجامعي وبعض الإداريين.
10. لاحظت الحملة استخدام معظم المرشحين خطابات عنصرية وإقليمية من مثل التأكيد على اسم عشيرة أو منطقة المرشح أو التذكير بأصول المرشح المقابل.
11. لاحظت الحملة استخدام بعض الطلبة –وخاصة الطالبات- للدين كوسيلة لتسويق أنفسهم، مثل: “لاتنسي ان هناك جنة ونار” .. “صوتك أمانة ستتحاسبين عليه يوم القيامة”.
12. رصدت الحملة قيام بعض المرشحين –من كافة القوائم- بجعل الناخبين يقسمون على المصحف لضمان انتخابهم.
13. لاحظت الحملة قيام بعض الطلبة ب”الزفات” ذات الصبغة العشائرية والمناطقية والتي يشارك فيها العشرات من الطلبة ويتم في بعضها إطلاق عبارات وألفاظ “معيبة” في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة من قبل إدارة الجامعة.
ملاحظات حول انتخابات فرع العقبة
- نسبة عزوف كبيرة عن الانتخابات في فرع العقبة، فمن أصل 14 مقعد فاز 6 طلاب بالتزكية وبنسبة 43% من مجموع المقاعد !!!!
- المقعد الخامس عشر والذي لم يقم رئيس لجنة الانتخابات الدكتور عزمي محافظة بذكره هو مقعد إدارة الفنادق حيث حصلت مشاجرة عشائرية أدت لتأجيل الانتخابات في هذا القسم للأسبوع القادم …
- مشاجرة عشائرية أخرى وقعت في فرع العقبة بعد نتائج الانتخابات وكانت في تخصص السياحة والسفر.
الخلاصة
إن غياب الوعي الطلابي وأسس القبول الجامعي غير العادلة ومنع العمل السياسي داخل الجامعات وإضعاف القوى الطلابية الفاعلة من خلال نظام التعيين لثماني سنوات متتالية والصوت الواحد والطريقة غير العادلة في توزيع المقاعد، كل هذه العوامل أدت بنا للوصول إلى انتخابات طلابية باهتة تعزز العنصرية والعشائرية والمناطقية وتشكل أرضية خصبة للعنف الجامعي، وبدلاً ن ان تكون الانتخابات الطلابية محطة يتابعها المحللون لمعرفة توجهات الرأي العام، أصبحت هذه الانتخابات مناسبة لإظهار كافة الأمراض الاجتماعية .
التوصيات
1. إعادة النظر بأنظمة التأديب بحيث يتم السماح للعمل السياسي والحزبي.
2. الغاء آلية توزيع المقاعد الحالية “الصوت الانشطاري”.
3. الغاء آلية التصويت الحالية “الصوت الواحد”
4. منع أية دعايات انتخابية تعزز من الانتماءات ما تحت الوطنية.
5. تقسيم الدوائر الانتخابية إلى دوائر كبيرة ، فعلى سبيل المثال دمج الكليـات الطبيـة ( طب ، طب أسنان ، صيدلة ، تمريض ) في دائرة واحدة ، وكلية الهندسة والهندسة الزراعية في دائرة واحدة … إلخ .