هموم ومطالب المعلم الإردني ؟
بدأ العالم يهتم بعلم اطلق عليه علم الشباب ويرصد همومه وحاجاته وحقوقه وضغوطات العصر الحديث المحلية والعالمية وتشخيصها وطرق معالجتها ... الخ وبما ان المجتمع الإردني 70% او ما يقارب هذه النسبة قد تشرع للباحثين والدراسين الاهتمام بها واستقصاء بعض الشرائح منها واستكشاف همومها من خلال واقع موجود . لذا أرتأيت أن اقدم هذا الاهتمام الشخصي والميداني من خلال خبرتي الى طاولة المرشحين
للإنتخابات البرلمانية القادمة وأحاول توصيف الحالة من خلال شريحة عريضة هامة ألا وهي المعلم الإردني وخاصة القطاع العام ثم القطاع الخاص
وكل ذلك حسب علم الباحثة . والتوصيف للحالة اكتسب زخم ميداني وإعلامي تحركت معه الحكومة الرشيدة بفتح أبواب الحوار والنقاش وقام الإعلام بنقل وجهات نظر اللجان التحضيرية من كلا الطرفين سواء لجنة معلمي الاردن واللجنة الوطنية . كل مشكور على دوره .
بل إن الدور الأكبر والأهم والأبرز ظهر شخصياً وبشكل يكتب تاريخيا وحاليا ومستقبلاً لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه مؤكداًعلى اهتمامه ورعايته ونظرته الى دور المعلم بإصرار وتكرار بقوله التعليم ... التعليم ... التعليم ... بل إن خطابه التاريخي الشامل في 8 _6_2010
بمناسبة عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وضعنا كلنا أمام مسؤولية المواطنة الصالحة ومسؤوليات وامانات باعناقنا
وحرص على بعضنا البعض ما أمكن ... وافتبس من خطاب جلالته ومليك القلوب التوصيات والتوجيهات الملكية الآتية فقال سيد البلاد حفظه الله :
\"المعلم يا إخوان، هو بمكانة الأب، وهو صانع الأجيال وباني المستقبل، ورسالته في هذه الحياة، هي أنبل وأعظم رسالة، ويجب أن يحظى المعلم، بكل الدعم والاحترام والتقدير من قبل الجميع.
نتحدث دائما عن حقوق الإنسان، وكرامة الإنسان الأردني، التي هي عندي أهم وفوق كل الاعتبارات \".
واعتماداً وبناءا على ماسبق فمعلمنا الكريم هو فرد يعيش في مجتمعه ليصل إلى حالة من التكيف والتوافق السليم ما أمكن ....فقبل الدور لحامل الرسالة والمهنة الشريفة تبرز أمامنا ...صورته كفرد و الفرد يحاول بشكل فطري إحداث نوع من التواؤم والتوازن بينه وبين بيئته المادية
او الاجتماعية وذلك عن طريق إيجاد حل وسط بينه وبينها . وهذه المحاولة عملية مستمرة . فكل سلوك يصدرعن الفرد ما نوع من التكيف . وتبدو الصورة جلية وواضحة حين تعرض للفرد مشكلة في موقف جديد . غير معهود ولا تكفي لحله خبراته السابقة او سلوكه المألوف . مما يخفض من التوافق والتكيف على مستويات عديدة .
وكعينات غير متحيزة من شرائح المعلمين في الاردن تعيننا لاستنتاج ما قد يستنتج .
وكظاهرة او مشكل مطالب وهموم المعلم الإردني ... يستحق الدراسة والاهتمام والاعتناء بمطالبه التي وراءها حاجات ودوافع نفسية ومعيشية والإجتماعية وإقتصادية كوحدة كلية . ففقدان الأمان الوظيفي وفقدان الاكتفاء الاقتصادي وانخفاض درجة التقدير الإجتماعي والقدرة على تعبير وقبول الذات . ومستقبل ضبابي في صيانة حقوقه لفقدان مظلته ككيان مادي واجتماعي ومهني يسمى النقابة . كلها عوامل قد تزيد من تخفيض
طموحاته وحماسه الأكاديمي وعطاءه الإنساني المتوقع كفرد فاعل وفعال ... وتنعكس على حياته الأسرية ثم تمتد الى الدوائر الأكثر اتساعا .ايضاً
استنزاف طاقته وجهده بالتعليم لا يتعادل مع الطموح المعيشي اليومي والأسري والعائلي يتمدد الى الطموح نحو الأمل الأكاديمي والتعليمي لإبناء المعلمين . من ابحاث الرضا الوظيفي والحصول على الشعور التفاؤلي . وبالتالي الحصول على درجات من التفكير الإيجابي .
استنزاف طاقته وقلة المصادر المالية امام ارتفاع معدل المعيشة الإقتصادية ومحاورها من تكلفة الحياة اليومية والشهرية .
مواجهة الضغوطات العامة التي يلمسها المعلم وغيره من ضغوطات الثقافة العالمية والحياة الإستهلاكية والتقلبات العالمية التي تؤثر بأغلب شرائح المجتمع منها تسارع الوقت وسباق مع الزمن .... ربما بطريقة ما تخفف من حالات التامل والتأني و التحمل والجلد في مهنة التعليم مما يخلق عوامل غير صحية على الجسد الإنساني والحالة النفسية... من توتر وقلق قد يفرط به ... وقد تتدنى حالة الشعور بحاجات الآخرين والتعاون الجماعي المرغوب . وهذا الرأي يعتمد على دراسات اهتمت بالتفكير التأملي وكيفية الوصول الى المناعة الجسدية والصحة المدرسية والنفسية .
لإن المحروم والفاقد لما يطمح نحو الوجود الإنساني السوي والسليم بدرجته المتوسطة شخص لا يعطي الكثير وفق التوقعات فهو بشر... مقارنة بالفرد الذي تتوازن واجباته مع حقوقه بدرجة متوسطة تثير دافعيته المتوقعة منه بدوره المهني والانساني حتى بدون مكأفات خارجية وتقوى بواعثه وارتباطاته وتتدفق حيويته الذهنية وهذه من نتائج دراسات اهتمت بالدافعية الداخلية والتعلم المستند الى الدماغ والصحة النفسية.
وربما بعض دراسات العنف أشارت الى دور الإحباط كدور كامن لظاهرة العنف الموجودة في المدارس عند الطلبة . مما زاد البلة طينا امام المعلم والتربويين .
أما الناحية الإقتصادية فتحديات الخصخصة ساهمت لحدما في تهميش وإهمال مطالب المعلم :
وربما أطرح مشكل يواجه بعض مطالب المعلم من خلال ارض الواقع وهذا مشكل عالمي وليس محلي ... نظام الخصخصة بحالته التي تفقد الانسان الهوية الثقافية القومية والإنتماء للجماعة فيصبح حله وترحاله جيوب شركته او مؤسسته فقط دون تفعيل دورها الإقتصادي الإجتماعي المرتبط
بجغرافية وقومية الأرض التي هي عليها :
فهناك فرق كبير بين كأس ماء به مقدار من السكر يذاب به فلا يميز وبين كأس ماء به مقادير معينة تستخدم بطريقة سليمة تحافظ على كميات السكر بدون هدر وتبذير
مما يفقد مخزون السكر ويذهب الماء المحلى به . فمعلم القطاع الخاص قد يبدو للآخرين اكثر إطمئنانا واستقرار رغم وجود حالات تفقد الأمان الوظيفي واستغلال البعض لوجود غرفة مصادر لكي يدفع اكثر من رسوم الطالب ولا يوجد معلم تربية خاصة بل معلم صف يحتوي طالب يعاني صعوبات التعلم وطالب عادي . او معلمة حامل استقالتها أفضل من بقاءها وتحمل
تكلفة الإجازة الأمومية والاستعانة ببديلة يدفع لها راتبا . بجانب فترة دوام تزيد عن 6 ساعات . وهذا فيض من غيض . فلماذا لإن التعليم صنف كقطاع خدماتي وصنف كقطاع جزءا منه ....
يرضخ لنظام الخصخصة والقطاع الخاص . وعندما يبرز الدور الخاص الإستقلالي الانفرادي المالي فلا بد لحد ما أن ينعكس نموه على حساب القطاع المحلي القومي من زاوية نموه وإنتاجه ومسيرته . ولا يعني بروزه ان خالي من عقبات وعوائق لنموه واستمراره بل هناك مشكلات تطال معلمين هذا القطاع الخاص . فهل غياب النقابة وإهمال مطالب المعلم وتسويف الوقت الى إجل غير مسمى ... يساهم ويحرص كمسؤولية
في تثبيت حق ومطلب المعلم الذي قد ينسى او تختلط به الأوراق او تختلف الآراء ...أو تتراكم مشاكله ؟؟؟ ؟. وهل القطاع الخاص خدماته تنصف المعلم الذي اختار الراتب الاعلى والمكان الاكثر تقديرا إجتماعيا من حيث المظهر العام والأدوات التقنية المتوفرة والفرص المتنوعة . وربما عدد طلابه اقل في الغرفة الصفية ومناهجه متنوعة ومختارة بحسب سياسيات المدارس الفرعية . تجعلنا نكف النظر عن معلم القطاع العام ونكتفي ذاتيا
ونفسيا ومستقبليا بحق إنساني ومهني في سياق حامل الرسالة وصانع مستقبل الأجيال في الإردن العزيز قبل المهنة ؟؟؟؟
هذا ينقلنا الى الشريحة الأكثر تواجدا في المجتمع الإردني معلم القطاع العام الذي اوضح للرأي العام بعض من همومه ومطالبه كأي فرد في المجتمع . التي تحدثنا عن بعضها في صدر
المقال . فهو جزءا فعال يؤثر ويتأثر في مجتمعه . جزءا يستحق الاهتمام به من ناحية شريحة عريضة كعدد وشريحة تتعامل مع أبنائنا الذين يتفاعلون معهم يوميا بمقدار 5 الى 6 ساعات أي المربي الثالث في مثلث يضم الام والاب ثم المعلم نفسه . فليس رسالة المعلم تقتصر على تصنيف وظيفي او تصنيف مهني بحت بل تمتد من وظيفة ومهنة الى رسالة هامة رسالة نهضوية وحضارية وليست فقط وطنية بل رسالة العلم والمعرفة .
والدليل اسم الجهاز الذي يعمل تحت مظلته التربية ثم التعليم . ثانيا وفق الابحاث العلمية والدراسات التي قدمت توصيات ونتائج لإثراء عملية التعلم والتعليم والدراسات التي رصدت
حاجات المعلم وانعكاساتها على الطفل والطالب وبالتالي المجتمع قدمت لنا أن المعلم ليس فقط ناقل للمعرفة ووظيفي فيتطبيق اساليب التدريس .
بل إن أدواره ترتقي الى المعلم خبير تدريس Instructional
المعلم مثير للدافعية Motivator
المعلم قائد Leader
المعلم مرشد Counselor
المعلم نموذج Model
المعلم إداري Manger
ويرى ديوي ان التربية هي الحياة وهي عملية تكيف ما بين الفرد وبيئته عملية ينقل من خلالها المجتمع الى أفراده قيم ومعرفة وخبرات ومعتقدات وعلوم ... الخ .
كذلك بينت بعض الدراسات التربوية ان المعلم يتفاعل ويتعامل مباشرة مع الإنسان ( الطالب ) ومع اهل الطالب بطريقة غير مباشرة . بمعنى
أن مدخلات التعلم بسياق التعليم تتوسطها عقول وذهون وعمليات معرفية وذهنية ثم ينتظر مخرجات التعلم بسياق التعليم والتربية. مما يجعل العملية معقدة ومستمرة بجانب الجانب الوجداني والعاطفي الذي يتمازج مع الجانب المعرفي الأكاديمي البحت . كذلك المعلم يقف ويتعامل مع بصمات مختلفة من الثقافة والفكر والمعتقد والقيم . يكابد إنفعالاته وإنفعالات طلابه ومحيطه . بل إن المعلم عند خروجه من المدرسة يحمل مهنته
الى منزله ولا ينفصل عنها من اوراق تصحيح وتخطيط لليوم الثاني أي لا يفترض انفصال الساعات بين المهنة والحق الأسري والعائلي
والإجتماعي وهذا ما فرضته نوعية المهنة والوظيفة تداخل مركب ومستمر مما يعكس جهد وإرهاق زائد عن الحاجة ثمنها الجسد الإنساني .
وكثيرا ما يستوعب مشاكل طلابه الخاصة ويحاول حلولها دون عرضها على المرشد الإجتماعي وهذا دور يمثل المساندة النفسية والإجتماعية
لجهة الطالب . بذات الوقت يدير صفه قدر المستطاع لإن البيئة الصفية جزءا اساسي من المناخ التعليمي والتربوي . بجانب ما ذكرت حماسه نحو التعليم
وتحريك بواعث التعلم واساليبه المتنوعة هو دور دافعي ووقود لدافعية الطلبة نحو المعرفة ومعالجة المعلومات . وليس اختزالها بالحصول
على درجات علمية لإن التقدم العلمي والتنافس العالمي حاليا في زمن ثورة المعلومات يعتمد أساسا على طرق التفكير واسلوب الحصول على
المعرفة الصائبة وفرزها بطريقة تفكير علمي وناقد وفعال . لإن عصرنا عصر العقل والقوة للمعرفة . فهل وجود الكمبيوترات والبرامج هو القائد
أم وجود المرشد والمساند والموجه والمعلم يسبق الجهاز ؟؟؟ فالجانب التكنولوجي الخالي للعنصر البشري الفعال جانب مخرجاته ضعيفة
لا تساهم في المسيرة التعليمية العالمية والتنافس المرغوب وعالم يحترم العقل .
أما الاهتمام بمطالب المعلمين وحقوقهم أيضا قد تساهم في إدخار المال القومي وخاصة في هذا الوقت ... فمثلا وقياسا عندما يقوم الوالدين بدفع
الأقساط العالية لمدارس القطاع الخاص فهو رأسمال يتحرك من الجيب الوطني الى جيوب قطاع خاص بمعدل عالي مرهق . بذات الوقت يتحرك الى خارج البلد بشكل مباشر او غير مباشر . كاستثمار له أرضيته الفعالة إنما النمو الإقتصادي يتوازن مع المحطات ايضا المحلية والوطنية والقطاع الداخلي .
بعكس لو قام اهل الاختصاص بدفع ورفع رواتب المعلم بالقطاع العام وقدم الاهتمام بمباني مدرسية وبيئة
جمالية وتحديث للمناهج وتوسيع للإدوار التي أتقنتها المدارس الخاصة فساعدت باستقطاب التلاميذ لصروحهم والتفاني بدفع اقساط حتى ولو كانت عبء مالي يطال الأسرة المحلية . مما قد يغري الأهل بوجود نموذج محلي يحقق الإكتفاء العلمي والنفسي والإجتماعي لإبنائهم .مما يحفظ نمو داخلي واستثمار خارجي .
ومن ناحية دينية ربما أعلى مثل بشري وتفكير حضاري هو سلوك طبق مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كانت فدية تحرير أسرى بدر من أفراد وقعت بيد المسلمين . بشكل معادلة ومقايضة ذاتية وحضارية . حيث قدم العرض الذي قل فعله . فكل اسير يعلم 10 من المسلمين
يطلق سراحه ويعتق نفسه من الأسر . فلماذ اهنا غاب دور المال وبرز الدور الأعلى دور التعلم والتعليم والتربية التي طالت أسير المعركة واسير المعرفة .... فكانت معادلة الحياة والحرية للأسير بالمعركة نحو حريته واسير المعرفة نحو حرية كيف تتعقل وتتعلم لتنال حرية العقل . معادلة
مرتهنة بتعليم الآخرين ولم تنتظر عشيرته وقومه وماله فداء لوضعه . مبادرة على كل الأمم التي تحترم العقل أن تفكر بها كثيرا مبادرة تثير الإستغراب والتقدير لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .
الدور التعليمي وقوته برزت في سورة الكهف عند لقاء موسى عليه السلام مع العبد الصالح وشروط الرحلة الاستكشافية ... فلقد ذكر في محكم التنزيل \" قال موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا \" . فدور المعلم دورا خارج أسوار المدراس وهذه الثقافة طبقت أسوار بلا مدارس في بعض المجتمعات المتقدمة . مما يجعلنا نتوقف متأملين فهل المعلم وظيفي أم تربوي ام مهني ام صاحب رسالة ام معاشي ؟؟
ومن ناحية فلسفية فأرسطو معلم باسلوب المشائين الرجل والفيلسوف والمعلم الذي صمد الى الآن في كتب الصروح العلمية فلماذا ؟؟؟
وكتربويين نعرف مدارس ونظريات فلسفية قدرت ان المعرفة ليست جاهزة وصائبة دائما بل إن المعلم من أداوره الأساسية أن يفرزها
ويمحصها ويبرر براهين استناده ليخلق جيل يتقدم ذهنيا ويحاكم المعرفة نفسها فالثورات العلمية تنشأ من طرق تفكير غير تقليدية
بل استكشافية واستقصائية ثم نقلها للمرحلة التجريبية . ولو تقصينا التاريخ لوجدنا اقطاب العلم كانوا يرحلون من مكان الى آخر سعيا وراء
معرفة عند شيخه أو استاذه او مربيه . ولم تخلو القصور من معلمين الاختصاص والمريدين من جلسات المربيين .
ربما معلمنا اختصرت عليه الرحلات واصبح تفاعله منظم مع طلابه ولكن هل قدمت له امتيازاته وحقوقه ومطالبه بطريقة المساواة والحفاظ عليها
من خلال المواطنة والدستور والقانون ومن خلال المسيرة الحضارية للنهضة التعليمية ؟ هل امتيازاته وهويته الفردية والاجتماعية بارزة ولو بدرجة متوسطة ترضي جميع الأطراف لإن الرضا الوظيفي والإكتفاء جزء من الهوية الإنسانية والنفسية يضمنها ما عرف بحقوق الإنسان ثم
حقوق وواجبات المهنة . فربما لجأت في طرحي برؤية كلية مختصرة نضعها على طاولة المرشحين القادمون للبرلمان الأردني فهم من الشعب وإلى الشعب يعرفون همومه ومطالبه فعندما يكون النائب خدماتي يحسن الإتصال بفئات الشعب ويتواصل ويتفاعل مع همومهم ومعايشهم . برامجه ليست شعارات تصرف من ميزانيات وتهدر وتسوق برامجه تتفاعل وتعالج قدر المستطاع الدور الذي اكتسبه كثقة نالها من الآخرين .
وقبل أن انهي مقالي أجريت اتصال مباشر مع أحد المعلمين في محافظة معان السيد أيمن سقا الله وتحدثت معه كمعلم بالميدان وناشط في لجنة معلمي الإردن حول دور المعلم مع الطالب . \" فقال لي : إننا نتعامل مع الفكر ومع العقل والذهن نتواصل مع إنسان ( الطالب ) فليست أدوارنا
تختزل بألة صماء جامدة . دورنا لا يتوقف بالقلم والورقة والسبورة فكل لحظة أمامنا حالات وأشخاص وبيئات وطموحات ومراحل نمو متعددة تمر علينا نحتاط لنقدم لها الأفضل ونحرص نحو مدخلات تعليم تعا لجها عقول طلابنا لننتظر ثمار القطف . فالمعلم المميز كإنسان لديه قطعة أرض
يحسن بذرها وتقليب تربتها وجودة رعايتها وتقديم أفضل مناخ لتكون البذور المتنوعة أكثر نضجا وثمرا وهذا حصاد يحتاج صبرا وروية ورعاية واهتمام منا . وذكر أن جودة التعليم شركائها ثلاثة المعلم ووزارة التربية والتعليم والطالب .... أقطاب راسخة في المسيرة التنموية الشاملة والفكر الرشيد والرقي المعرفي \" .
أيها المرشحين من وطننا العزيز :
فالتعليم رسالة ثم مهنة لها قواعدها الخلقية ثم المهنية . رسالة فكر تبرز وتتأكد بحضور معلم نهتم به كما يهتم بأبناءنا . نحرص عليه كما يحرص على طفلنا . نراعي مشاعره واهتماماته كما يراعي طفولة ذهنية تقضي 6 ساعات بين يديه . نضم مطالبه ونعالج همومه كما يضم أولادنا الجدد
الخائفين عندما يغادرون المنزل الى المدرسة لملاقاة جو جديد عليهم ويمسح دموعهم في الاسبوع الأول أصعب وقت على الطالب الجديد .
نوازن حاجاته بشكل لا ننسى أنه فرد منا وإنتاجه إلينا . ربما يقول البعض هناك وهناك غير ما تذكرين وردا على هذا . أقول تذكروا معي معلم كل
مادة ومساق كيف كان معكم تذكروا كيف يقف على أقدامه أمام سبورته وانتم جالسون او شاردون الذهن ... تذكروا جمال ومتعة التعلم من أصوات
وأطياف تنقل المعرفة ثم تضعها امامكم لتحاكم وتمحص من خلال عقولكم وخبراتكم لكي نراكم في مجتمعنا حاملين لمهنةالطب والهندسة و دارسين للفلسفة والتاريخ و الجغرافيا كرحلات ابن بطوطة وعارفين جدد بعلوم التكنولوجيا وثورة الكمبيوتر ... الخ . ربما يا اخواني نجد نماذج تخالف بعضها ما ذكرت إنما في عاداتنا اليومية والأقرب ذهنيا لو قدم لنا وعاءا فيه أرز أبيض قد نجد حبات سوداء إنما قليلة مقارنة بالغالبية
فأثر التخزين وعدم وصول الهواء الكافي لبعض حبات الأرز يعصمنا من رؤية اللون الأسود لإن الأبيض كثرته أبحت لنا التعامل والتواصل والتجاوب والاهتمام وهكذا امورا كثيرة تتلون إنما البقاء والمحافظة تاتي من أغلب الأشياء صورا ونماذج كمنحى فطري .
فهذه التو صيات أضعها على طاولة المرشحين للإنتخابات النيابية في الإردن لإن المعلم كان جزءا من حياتهم وحياتنا فأين نحن الآن منه لنرد له
جزءا من الجميل والإحسان .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة