أحن إليها
هي همسة ليست ككل الهمسات
همسة وطنية وهمسة عشق أبدية
كانت طفلة ناعمة برئيه ثغرها باسم واسمها جميل هي بالنسبة لي وللأردنيين حكاية عشق أبدية ارتسمت بين ضلوعي وحملتها بين جفوني.
كل كنوز الأرض لا تعدل لي جلسة على بلكونتي الصغيرة قبل غروب الشمس وأنا ارتشف القهوة في يوم صيفي جميل
كل كنوز الكون لا تعدل لي إطلالة من أعلى قمة من على جبل من جبال عجلون الخضراء وان انظر لتلك الوديان الخضراء.
لا شيء أجمل أيضا علي من التجول في شوارع اربد القديمة التي تحمل أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر والثقافة فلي فيها حكايات لن تنسى وأيام جميلة أصبحت كذكرى مؤلمة.
أما النسمات العليلة فحكايتها مع نفسي طويلة فأنا في غربتي لا أتنفس إلا حرا ولا اشتم إلا قهرا وأحس بأنني مدفون لا أرى أحدا.
كل ريالات ودراهم ودولارات العالم لا تغنيني عن لحظة اشعر بها بحنين إلى قبر أبي وابتسامة ووجه أمي ورجولة أخواني ونعومة وجمال أخواتي .
وأما بيتي وملاذي واستقراري الدائم فله هم آخر غربة ثم غربة ثم غربة.
هي طفلة وما عادت كبرت وشاب شعرها الأشقر من هول ومصائب الدنيا ...... هي وطني الأردن..... تغيرت ملامحها فأصبحت مثقلة بالأنين والآلام .... من هنا من غربتي القاسية وأنا أتصفح أخبارها لاشتم رائحتها فلا أجد أخبارا إلا الإضرابات والقتل والانتحار و....... و........ و.........
فما عادت كما كانت.... ينتابني شعور بحب العودة إليها ولكن ...... لماذا أنا تغربت والكثيرين ...... تغربنا لأجل صنع مستقبل جيد لم نستطع صنعه في بلدنا الحبيب .
فنرى أنفسنا غرباء في وطننا وغرباء في الغربة . ولكن همي هو أن تبقى ملاذي وحنيني وعشقي الأبدي ووفائي الذي لن ينقطع فأنا أحبها ولا أقوى على فراقها فسأعود إليها والى أمي
وأردد كما قال الشاعر محمود درويش
أحنُ إلى خبز أمي
وقهوةِ أمي
ولمسةِ أمي ..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
و أعشق عمري لأني
إذا متُّ
أخجل من دمع أمي !
بقلم فاطمه مفلح محاسنه-
محاضرة لغة انجليزية بجامعة تبوك/ السعودية