زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - الشام في ذاكرة الشعب الأردني تمتد منذ سنوات ما أطلق عليه " تلفزيون الغصب " وهو التلفزيون الأردني في فترة السبعينيات والثمانينيات ، وكان البديل تلفزيون الشام الذي كان يتم التقاط بثه في مناطق الشمال بكل وضوح ويحسدون عليه مقارنة بسكان الجنوب والوسط ، وكي يتمكن سكان الوسط من الحصول على بث التلفزيون السوري كان لابد من عمل إضافات على شبكة الالتقاط كأن يوضع صحن المنيوم في نهاية الشبكة أو يتم تركيب " ماتور " للشبكة تمكنها من الدوران مائة وثمانون درجة .
وقصة البث التلفزيوني السوري كان يقف بديلا قويا للبث التلفزيوني الأردني للتنوع الكبير فيه ولسماع وجهة نظر أخرى غير وجهة نظر الحكومة الأردني في الأحداث الكبيرة ، وكان هناك بديلا أخر ولكنه كان مشكك فيه أخلاقيا ودينيا تمثل بالبث التلفزيوني الإسرائيلي ، وكان يصل مدى بثه للكثير من مناطق غرب عمان والشمال والجنوب المحاذية للحدود .
واليوم طبق لاقط وعدة استقبال لاتكلف خمسين دينار تمكننا من مشاهد أكثر من ثمامائة محطة تلفزيونية وعلى مدار اربع وعشرين ساعة وكل ذلك بإستثناء مشاهدة التلفزوين الرسمي الأردني الذي ما يزال يعاني من قلة المتابعة من قبل الجمهور الأردني المحلي لأسباب وضعت في بنيته الأساسية منذ بدء بثه ، وأصبح من الصعب التخلص منها سواء عن طريق " الروجيم " وجعله رشيقا كما صرح المدير العام له أو عن طريق محاولة الحاقه بركب بقية المحطات التلفزيونية التي تلعب خارج جغرافية وطنها وفي فضاء لايجاسبها فيه أحد ، وفي النهاية يرحم أيام الشام أصبحت حقيقة أكبر من أن ينكرها أي شخص مهما كان .