المرأة نصف المجتمع حقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها والتعامي عنها لأي سبب كان, والأخذ بيد المرأة ودعمها وتوفير متطلبات النجاح لها, واجب علينا جميعا كأفراد ومؤسسات. الحديث عن انجازات المرأة ينبغي أن يعكس حالة متقدمة من العطاء والتميز والنجاح, في مجالات الحياة المختلفة بشكل عام, وبما يتلاءم مع جمال المرأة وخصوصيتها وطبيعتها الدافئة الرقيقة, واحترام شخصيتها كإنسانة, وعدم المساس بهذه الخصوصية والطبيعة. المتابع لما يعد ويسمى انجازات المرأة, يجد أن كثيرا مما يصنف ويوصف على أنه انجاز نسوي متميز لا يمت في حقيقته للتميز والنجاح من قريب أو بعيد, ولا يعدو كونه استهتارا بالمرأة وبانجازاتها, وتقليلا لقدرها وقيمتها, وتحقيرا لشانها وتقزيما لدورها. امرأة تقود حاوية أو سيارة نقل عام, امرأة تفتح مطعما, امرأة تعمل سمسارا, امرأة تعمل سائقة تكسي , امرأة تخلع زوجها, امرأة تعمل في الإنشاءات, كلها عناوين لانجازات نسوية يتحدث عنها الإعلام وتتباهى بها اللجان النسوية وتسوقها على أنها انجازات للمرأة العصرية. أين الانجاز في هذا؟ وأين المرأة في هذه الانجازات؟ أين طبيعة المرأة وخصوصيتها؟ أين جمال المرأة وأين رقتها وعذوبتها؟ ألا يوجد انجازات أخرى للمرأة؟ لماذا تقزم انجازات المرأة؟ ولمصلحة من؟ لماذا تقبل المرأة أن تبقى أسيرة مثل هذه الانجازات الصغيرة والحقيرة, والتي لا تتناسب وطبيعتها وخصوصيتها؟ المرأة مطلوب منها أن تعي حجم وخطورة المؤامرة التي تحاك ضدها, مطلوب منها أن تعي حقيقة دورها وحقيقة ما يمكن ان تفعله والدور الذي يمكن أن تقدمه لخدمة نفسها ووطنها ومجتمعها. المرأة ينبغي أن لا تغرق في جسدها, وان لا يكون جل اهتمامها منصبا على مثل هذه الانجازات الوهمية. المرأة في الغرب- والتي هي للأسف- قدوة لكثير من نسائنا, عانت وتعاني الكثير جراء هذه النظرة السطحية الضحلة له, ودفعت وتدفع الثمن باهظا لذلك. المرأة الغربية أكثر النساء تعاسة على وجه الأرض وان كانت تحمل عيونا زرقاء أو خضراء أو جسدا ممشوقا وقامة كقامة الغزال, وشعرا اصفرا يتمايل مع كل نسمة هواء. سبب تعاسة وشقاء المرأة أنها صدقت أن هذا هو أجمل ما تمتلك, لذلك كان أفضل انجاز يمكن أن تحقق هو بقيادة حاوية أو سيارة تكسي أو أن تكون ملاكمة أو مصارعة وتكشف مفاتن جسدها للجميع. سيدتي ...سيدتي.. سيدتي.... اعلمي أن لديك انجازات حقيقية كبيرة, يمكن أن تباهي بها ونباهي معك بها الدنيا وتحفظ لك كرامتك وأناقتك وجمالك فتمسكي بها, ولا تعبيء بما يكيدون لك, وان جملوه. وقولي لهم: لدي ما هو أفضل من ذلك لأباهي به.