هل استطاعت فعلا حكومة الرفاعي منذ الأسابيع الأولى لولادتها من المضي قدما نحو إصلاح جاد فوجهت أسهمها على معاقل الفساد وهل هي من القوة والتمكين ما يؤهلها للصمود امام عنفوان قوى الفساد الذي استشرى في البلاد وانتشر وسلط سيفه على رقاب العباد ؟ وهل من علاقة تربط مابين برنامج إصلاحي للحكومة طال انتظاره من قبل المواطن وبين بركان الفساد الخامد الذي بدأ يتنفس بعد طول غياب فنفس كبت المكبوتين وفرج هم المهمومين من فساد كادت تطوى صفحاته وتطفأ جذوته بعد ان ألهب قلوب الناس وعقولهم بصمت وجمود الحكومات المتعاقبة . بركان الفساد الذي بدأ يقذف حممه الملتهبة هنا وهناك بعد ان تحول من بركان خامد الى بركان نشط انطلقت حممه الملتهبة بعد ان اخرجت الأرض اثقالها من ملفات الفساد بدءً من وزارة الزراعة وامتدت الى دوائر اخرى فهل ستستمر بالثوران وإخراج حممها الملتهبة من مخابئها بعد ان أزفت الآزفة الأولى لهذا الفساد؟ وهل نستطيع القول ان هذا البركان هو إنطلاقة لبراكين أخرى خامدة سوف تنشط تماشيا مع نشاط الحكومة وفقا لبرنامجها الإصلاحي؟ وهل الحمم ستطال بنيرانها رؤوس كبيرة قد أينعت وترعرعت واشتد عودها على الفساد والإفساد فاحترفت السلب وفنون النهب ومص الدماء للمواطن المسكين المتهالك؟ ام ان تلك الحمم ستتحول بقدرة قادر الى بردا وسلاما إذا ما أصابت تلك الرؤوس من أصحاب الثراء السريع من علية القوم الميامين ولصوصها المخضرمين وأرباب الاختلاسات المحترفين و أصحاب الأرصدة و الملايين المغلفة بكل الوان الشبهات؟ نعلم ويعلم كثيرون يا دولة الرئيس ان هناك مؤسسات قد أفسدتها الرشوة وتشعبت فيها بؤر السرقة و الاختلاس واتسع نطاقها وان الفساد فيها قد أينع وحان قطافه فهل ستكون حكومتكم من سيقدم هديتها للشعب كما قدم جلالة الملك هدية العيد الى شعبه؟