تعتبر محافظة عجلون ثاني اصغر محافظة في المملكة من حيث المساحة فيما تملك الخزينة والدولة الاردنية 44% من مساحتها حيث يتوزع باقي مساحتها على عدد سكانها البالغ حوالي 132 الف نسمة وما يتبعة من تقسيم للاراضي بسبب المواريث وزحف العمران والاراضي الصخرية وغيرها من محددات التنمية ومعيقاتها والتي جعلت من المشاريع التنموية في حدودها الاقل مقارنة بغيرها من محافظات المملكة . تشير تراخيص المهن والاحصائيات المختلفة والواقع الملموس الى خلو المحافظة من المشاريع الكبرى والمصانع والشركات والمؤسسات الاقتصادية سواء كانت ترعاها وتمولها الدولة او القطاع الخاص واقتصار المشاريع على الفردية البسيطة والممولة غالبا من صندوق التنمية والتشغيل بدعم استشاري من مراكز تعزيز الانتاجية الهادفة الى ايجاد المشاريع البسيطة والمتوسطة المدرة والمحسنة للدخل الى جانب مكافحة البطالة . كما تشير الارقام الى ان نسبة الفقر والبطالة في عجلون من اعلى النسب في المملكة لتصل الى 18% بزيادة تصل الى 4% عن النسبة العامة لمحافظات المملكة . وبالنظر لهذا الواقع الذي يحتاج الى تظافر الجهود الرسمية والاهلية للوصول الى حلول عملية ملموسة للتخفيف من هذا الواقع المؤلم فان علينا ان نعترف ان غياب المشاريع والمصانع التي ترعاها الدولة هو السبب الاكبر لهذا الواقع مقارنة مع محافظات اخرى في العاصمة واطرافها وغيرها من المحافظات الاخرى . كما يشكل تغول اراضي الدولة على الاراضي المملوكة للمواطنين مع تفتت الملكيات الزراعية من اهم اسباب تراجع وتدني الانتاج الزراعي والاقتصادي فيها . ومن الملاحظ ايضا ان السياحة العجلونية خامات متميزة وجميلة في عيون الجميع الا انها ما زالت معدومة العوائد على المواطنين وانعكاساتها الاقتصادية متدنية اذا ما قورنت بعوائد السياحة في الاقليم الذهبي (رم ووادي موسى والعقبة ) والعا صمة وجرش واربد . وفي مجال اقتراحات وتوصيات لحل مثل هذة المشكلات نرى اهمية اعلان الاقليم السياحي فيها وضرورة تخصيص اراضي الدولة لاستثمارات سكانها وان تقوم الدولة بمؤسساتها ببناء وتاسيس المشاريع والشركات والمصانع وتمويلها من المنح والخزينة وتفويض المواطنين لادارة العمل وقطاعات الانتاج فيها بما يلامس احتياجات ورغبات المواطنين واهتماماتهم . مع ضرورة استفادة المحافظة من مكتسبات التنمية في المحافظات المخدومة كالعاصمة وغيرها ذات النشاط والتميز الاقتصادي مع تاكيد ايجاد تسهيلات في اعطاء المنح والقروض للمواطنين من الفقراء والعاطلين عن العمل وتبسيط هذة الاجراءات فعلى سبيل المثال لماذا لا تعطى منحة لكل اسرة لانشاء بئر ماء مشروطة للسكان المقيمين من محدودي الدخل بحيث نعمل على زيادة نسب الحصاد والامن المائي الى جانب استفادة هذة الفئات من المنح الخارجية وغيرها من الافكار التي تخفف من الاثار السلبية لهذة التحديات ولنكون مثالا في تكاتف فئات المجتمع من رسميين واهليين لمواجهة هذة التحديات كما اراد سيد البلاد في كتب التكليف المتكررة والمتتالية للوصول الى تاثير ايجابي ملموس في حياة الناس ليكون الاردن الازهى والاجمل كما هو ربيع عجلون وطيب قلوب اهلها