مسبار يعود من الفضاء بعد التجول 7 أعوام قرب "100 قنبلة نووية"
زاد الاردن الاخباري -
من المقرر أن يعود قبل منتصف ليلة الأحد 13-6-2010 بتوقيت أستراليا مسبار فضائي بحجم سيارة صغيرة أطلقته اليابان قبل 7 سنوات مبرمجاً ليهبط على سطح كويكب "إيتوكاوا" ويسحب منه عينات ثم يحملها إلى الأرض للدراسة والاختبارات.
ومع أن المسبار "هايابوسا" البالغ وزنه 510 كيلوغرامات هبط على سطحه مرتين إلا أنه لم ينجح بأخذ العينات الصخرية من الكويكب الذي يبلغ طوله 540 متراً، أي أنه بحجم قرية صغيرة تقريباً.
لكن العلماء يأملون بأن تكون ذرات من غبار "إيتوكاوا" قد التصقت بكبسولة مخصصة للالتقاط هبطت على سطحه مع المسبار، وفق ما ذكره علماء من وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا).
وسيخضع العلماء ذرات غبار "إيتوكاوا" الشبيه بحبة بطاطا للدراسة والاختبارات إذا ما عادت بها الكبسولة بعد ظهر الأحد بتوقيت المنطقة العربية، بحيث يتعرفون إلى طبيعة الكويكبات وتاريخ نشوئها وإلى تكوينها الجيولوجي، باعتبارها قنابل موقوته تهدد الحياة بأسرها على الأرض. فإذا ما اصطدم كويكب بحجم "إيتوكاوا" بالأرض فقد يقضي على مدن عامرة بأكملها ويقتل الملايين، لأن قوة ارتطامه تعادل 100 قنبلة نووية كتلك التي ألقيت على هيروشيما على أقل تقدير بحسب تقديرات العلماء.
وسيهبط المسبار هايابوسا (الصقر باليابانية) في منطقة ووميرا الأسترالية العسكرية، وهي تقع في الشمال الغربي من ولاية أديلايد وبعيدة 485 كيلومتراً عن عاصمتها.
وكان "هايوبوسا" قطع مسافة 4 مليارات و800 مليون كيلومتر خلال الرحلة، وحين وصل في 2008 إلى مسافة 7 كيلومترات من الكويكب، الذي يبلغ أقصى بعد له عن الأرض 3 مليارات كيلومتر، توقف هناك وراحت أجهزته تراقب الكويكب الذي استمد اسمه من اسم العالم الياباني بالصخور، هيدييو إيتاكاوا، وتتفحصه وتتفرس به لأيام عدة ثم اتجه نحوه وهبط على سطحه، فكانت المرة الأولى التي يهبط فيها جهاز صنعه الإنسان على كويكب ثم يغادره ويعود إلى الأرض.
ولم تكن رحلة "هايابوسا" التي بلغت كلفته 140 مليون دولار نزهة للعاملين في وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) فقد عانى من أعطال في 3 أجهزة من 4 رئيسية فيه، وتاه عن مراقبة القيّّمين على رحلته في اليابان لمدة عامين، إلى أن عثروا عليه ووجهوه للعودة إلى الأرض.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الإنسان مسباراً إلى أحد الكويكبات، ففي 2001 أطلقت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) مسباراً إلى الكويكب "إيروس" لكنه لم يهبط على سطحه ولا جمع عينات أيضاً.
وخطر الكويكبات أكيد على الأرض، فقبل 65 مليون سنة ارتطم أحدها فيما يعرف الآن بالمكسيك وأدى إلى فناء وانقراض الديناصورات وانشطار اليابسة بحيث تشققت الأرض من ارتطامه الذي أدى إلى نشوء قارتي أفريقيا وأميركا، بل أدى الارتطام إلى تغيير طبيعة مناخ الأرض نفسها، لأنه كان ضخماً وقطره 15 كيلومتراً.
|