عندما يحظى الطالب المتخرج جديدا او غيره بوظيفة او فرصة عمل ( وطبعا هنا لا اقصد الوظيفة الحكومية لان طلب التوظيف في ديوان الخدمة المدنية متاثر كثيرا بقصة اهل الكهف والثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا ) في القطاع الخاص فانه يوزع الحلوى والكنافة على معارفه واقاربه ( على الرغم من ان بعض الباشوات يتم تفصيل الوظيفة على مقاسه و راتب يليق بمقامه ) وهناك شركات تلجأ الى استحداث وظائف لاتسمن ولاتغني من جوع الهدف منها ارضاء بعض الشخصيات والراتب المحدد ليس له علاقة بالكفاءة والنشاط وهذه دعوة لاصحاب الرواتب القليلة بعدم ( الزعل ) ، ويبقى الموظف فرحانا بوظيفته ولكن يصاحبه كابوس يؤرقه و هو هل سيبقى بوظيفته اذا جاء مدير عام جديد بحاشيته وخدمه ؟؟؟ ام هل ستباع اسهم تلك الشركة الى مالك جديد ليتقدم بطلب اعادة هيكلة ؟؟؟ وطبعا كلمة اعادة هيكلة تعني في اغلب حالاتها فصل موظفين من القدامى وقانون العمل وان سمح بذلك فانه ظالما كونه يحمل مسؤولية أي شيء للموظف وليس الادارة العليا فهل قوانين العمل وضعت لظلم العباد ام لحمايتهم ؟؟ سؤال اضعه امام الجهات المسؤولة فاذا كان هناك فشل فليتحمل المدير العام واصحاب القرارمسؤولية ذلك واذا كانت هناك صفقة تجارية فليتم حماية حقوق العاملين أولا وليس قطع الاعناق ورزق العباد .
ان استمرارية أي منظومة اقتصادية مسؤولية الجميع ولكن وظيفة الادارة العليا هو وضع وتحديد السياسات الاستراتيجية وتحديد فرص النجاح لذا ارى ان اسباب الفشل تعود لراس الهرم وهو الذي يجب ان يحاسب لا ان يعطى الحصانة الدبلوماسية من أي مساءلة لان الموظف لايعمل بقرار من نفسه الا اذا اخذ موافقة ومباركة الاعلى منه والغريب في الامر انه يتم تعيين حاشية المدير العام الجديد وبرواتب اعلى بكثير من القدامى ويدعي بانه يحتاج الى اعادة هيكلة و هي كلمة حق يراد بها باطل وظلم وتطفيش .
لقد اتصل بي بعض معارفي مستغربين عدم كتابتي عن موضوع التامين ويسألون هل تركت العمل وخاصة ان لي مقالين متتاليين عن ادارة الوقت وبعض مايحدث في القطاع الخاص وهذا المقال الثالث ؟؟ فكان جوابي ان موضوع التامين وخاصة الالزامي هو الان قيد الدراسة لحين ظهور تطبيق نتائج النظام الجديد ولكن ماأريده من كتاباتي حول ادارة القطاع الخاص هو انه يجب ان يبقى القطاع الخاص قوي وليس خاضع الى مزاج وهوى القائمين عليه لانه سيتم عرقلة تطوره وستخسر الشركات عملاؤها و سوق المنافسة يتأثر بسمعة الشركة و فصل الموظفين ، لذا ارى ومن وجهة نظري ان يتم تدريب وتطوير الموظفين السابقين ودمجهم مع الجدد ومن لا يريد ذلك فليقدم استقالته مع الاحتفاظ بحقوقه كاملة .
قد يقوم بعض الموظفين بنفش ريشه في زمن ادارة معينه وياخذوا دور الديكة (جمع ديك ) واذنابهم وان كان ليس للديك ذنب تطول على حساب زملاء لهم لانهم لاينظرون الا لمصالحهم الشخصية لتاتي ادارة جديدة وتستغني عنهم والغريب انهم لايستفيدون من هذا الدرس اذا عثروا على وظيفة في مكان اخر لانه وكما يبدو اذا نبت لهم ذنب لايمكنهم استئصاله وفي هذا المقال لا ادافع عن هذه النوعية بل على كثير ممن عانوا الظلم لعله ياتي اليوم الذي يتم فيه انصافهم وتحقيق العدالة واذا لم يأتي ذاك اليوم فلاتكون قوانين العمل حجة عليهم .
وهنا دعوة الى وزارة العمل والجهات المسؤولة ان تقوم بحملات تفتيشية على الشركات التي قامت باعادة هيكلتها او طلبت ذلك لتعرف حقيقة هذا الاجراء حتى تكون القوانين سندا للخلق والعباد ودعما لهم وحماية في ظل تكريم الله للانسان ومن ثم تطبيق مقولة الانسان اغلى ما نملك في بلد الامن والامان .
المهندس رابح بكر
الاردن – عمان
00962795574961
00962788830838
RABEH_BAKER@YAHOO.COM