كنا في الأول الثانوي وكانت الدنيا صيفا...وليس في الدنيا أجمل من صيف السلط وليالي صيفها ... كان لدينا تلفاز\" ابيض وأسود \" وكان للتلفاز باب متى انتهيت منه أغلقته ...مسكين ذلك التلفاز لم يعرف رسيفرات ولا حتى شبكة بث خارجي\" أنتين \" داخلي \" بجيب \" عمان الأولى والثانيه وأيامها \"أبيش إشي مشفّر \" في ذلك الصيف كانت تقام بطولة كاس العالم في المكسيك وكانت تتضارب مواعيد بث المباريات مع موعد نومي فبعض المباريات كانت تبث الساعة الثالثة صباحا وكان في تلك البطولة مرادونا ...\"واللي ما شاف مرادونا وهو بلعب ما شاف لعيبه \" ... كنا في اليوم التالي نقص على بعضنا قصّة المباراة على الرغم من انك حضرت المباراة ولكن ذلك لا يمنع أن تسمع قصتها من صديقك ...نعم مرادونا أحرز الهدف بيده وقال أنها يد السماء التي أحرزت الهدف لتلقّن الانجليز درسا على ما فعلوه بجزر الفوكلاند...كنا نتحدث بشغف وكانت عيوننا كلها بريق ، تلمع للمنتخب الذي نشجعه ، اليوم ابني عبد المجيد مولع بكرة القدم ويتحدث عن ميسّي الاعب الأرجنتيني بنفس الشغف....كل يوم يخبرني عبد المجيد عن إقتراب موعد المباريات يكتفي بالتلميح ...فعبد المجيد خجول وعارف \" الحيلة والفتيلة \" وما طلب مني رسيفر ولا كرت تشفير،لعلّي به يقول في نفسه إذا فرجت، أبي سيتذكر المباريات، وكلما قص عليّ عبد المجيد قصة مباراة أرى في عيونه العمر الذي راح....
كنت أريد أن اعتذر لك يا بنيّ لأني لا املك ثمن كروت التشفير الخاصّة بمباريات كاس العالم لأني أعرف أن المباريات على الأبواب...لكني سأزفّ إليك بشرى وليّ عهدٍ رد إليّ ماء وجهي أمامك ...
أطال الله عمرك يا حسين