في البداية أنا هنا لست مدافعاً عن شخص عبدالله النسور ... ولكني مدافعاً عن كرامة إنسان ... فأنا ضد كل قرارات حكومة النسور ... كتبت وهاجمت وسأبقى ... فهذه الحكومة ومن قبلها ومن سيأتي بعدها ... لن تورثنا إلا الضنك ... ومواصلة الفساد والإفساد ... حكومات كانت وستبقى مصدر رئيسي من مصادر إفقار الشعب وتهميشه ... ولكن مهما اختلفنا مع سياسات النسور ... وتوجهاته وقراراته ... سواء كان آمر أو مأمور ... أو كان صاحب قرار أو مجبور ... مهما كانت الظروف والدوافع ... مهما كان المواطن مقهور ... لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتطاول على كرامة إنسان ... كرمه رب العباد بقوله ... ( ولقد كرمنا بني أدم ) ... فهل يحق لنا أن نحقر أو نهين مواطن أردني بهكذا تصرف غير مسؤول ... وغير مسبوق في عاداتنا وقيمنا ... وأخلاقنا كأردنيين ... !!؟؟
وفوراً وبعد الحادثة بدقائق بدا العديد من رموز ومعارضي حكومة النسور ... من دعاة الإصلاح ... والمطالبين بالحرية والحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان ... بمباركة هذا التصرف الأرعن ... مؤكدين على بطولة الفعل والفاعل ... فهل هكذا برأيكم يا قادة الرأي ... ودعاة الحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته ... يكون الحوار والاعتراض على سياسات الحكومات ... هل أصبح الحذاء معنى ورمز لشعاراتكم ... !!
أما من يشبه ويقارن حادثة اليوم ... بحادثة الأمس مع بوش الكافر الفاسق ... الذي استباح الأرض والعرض ... الذي احتل البلاد ... وقتل وشرد العباد ... وعاث في بلادنا كل أنواع الفساد ... فهل هناك وجه مقارنة ... بينه وبين من يحمل اسم الله ... عبدالله ... تبقى كرامة الإنسان في وطنه وبين أهله ... هي شرف وكبرياء ... فلا يحق لأي كان ... أن يحقر إنسان ... نختلف معه ... ونعارضه ... ونهاجمه ... وننكر كل أفعاله وأعماله ... لكن بالنهاية يبقى إنسان ... يجب علينا أن نحترم على الأقل كرامته ...
زيد عبد الكريم محارمه