- إن صحت الأخبار التي أوردتها صحيفة التايمز اللندنية \" واسعة الاطلاع \" من وجود رغبة لإحدى الدول العربية الخليجية لفتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية لضرب إيران ، فأن سيناريو التعاون اللوجستي العربي مع الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالحها على حساب شعوب وبلدان المنطقة مستمر ، فبعد المشاركة في المؤامرة على العراق وإسقاط نظامه وما تلاها من تفاعلات وتطورات داخلية على الساحة العراقية وتأثيراتها الإقليمية الصعبة التي يشكو منها العرب الآن والتي سمحت للمارد الإيراني النهوض والتوسع سواء في العراق او في بعض دول الخليج وكذلك في البحر الأحمر والخليج العربي او في دمشق وبيروت وغيرها من الدول المستهدفة ، وما أصاب الأمة من ندم كبير وصل حد عض الأصابع بسبب تلك النتائج غير المدروسة بالنسبة للمصالح العربية التي استثنيت كليا من تلك الحرب ، أضف إلى ذلك المشاركة العربية في فرض حصار جائر على غزه وما تلاها من تعنت إسرائيلي كبير أنكر فيه كل الحقوق الفلسطينية التي اقرها العالم والذي كان مرده الى موافقة عربيه معلنة او غير معلنة على استمرار الحصار الإسرائيلي لغزة من اجل تغيير المعادلة السياسية في القطاع وإبعاد حماس عن إدارته والذي كان سيستمر ويطول لولا الاختراق التركي الرسمي والعالمي الذي نبه العالم للظروف غير الإنسانية التي يعيشها المواطن والمطالبة بفك الحصار الجائر عن القطاع لبقيت الدول العربية صامتة تنتظر نجاح الحصار وإركاع كل قوى الرفض العربي من اجل تمرير المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة وإبقاء إسرائيل القوة المهيمنة المتنفذة هنا دون أن تقدم أدنى تنازلات لبناء الثقة مع العرب ، بل وتعمل على حل القضية على حساب مصالح دول وشعوب مجاوره يناقش قوانينها في الكنيست الإسرائيلي دون خجل أو احترام للمعاهدات مع العرب .
إن صدقت تلك الأخبار حول تعاون لوجستي عربي لضرب إيران فأن المؤشرات تدلل على إقرار وموافقة عربيه على ضرب دولة إسلامية اتفقنا او اختلفنا معها فهي دولة إسلامية ينطق أهلها بالشهادتين ويعلنون على الملاء تحديهم لكل المؤامرات الأمريكية والصهيونية التي تسعى لتقسيم العالم الإسلامي الى دويلات ضعيفة عسكريا واقتصاديا يسهل توجيهها واستغلال ثرواتها لا تقوى على مقارعة المؤامرات القادمة ، ومن هنا نتساءل : من كان من العرب مستفيدا من سقوط النظام العراقي ! ومن استطاع منهم دراسة وتقييم التجربة تلك ! وماذا استفدنا او حتى بماذا قايضنا أمريكا وإسرائيل وحتى إيران نفسها بسقوط العراق !!
إن صحت تلك التقارير فان الدول العربية التي تسعى الى جانب أمريكا وإسرائيل من اجل تغيير النظام في إيران او إضعافه على اقل تقدير دون مقابل تحصل عليه فأنها بذلك تكرر نفس الخطأ او الخطيئة التي ارتكبتها بحق العراق وشعبه ، فالهرولة التي تميز خطواتنا باتجاه تنفيذ ورعاية المصالح الأمريكية دون أدنى مقابل نحصل عليه من ذلك الدعم والمتعلق على اقل تقدير بتنازلات إسرائيلية حيال الحقوق الفلسطينية ، اوبناء ترسانة عسكرية عربية دفاعية يحسب لها الحساب ، فأننا بذلك نكون قد تولينا باهتمام كبير رعاية مجانية للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة وعلى حساب همومنا وتحدياتنا ومصالحنا التي تتنكر لها الولايات المتحدة الامريكة خلا الإعلام ألتجميلي المخادع الذي تذره كالرماد في عيوننا ورغم كل ما تحاول إدارة اوباما تجميله لنا من وعود وكلمات لم تترجم الا بمزيد من التعنت والهمجية الصهيونية التي تجاوزت وقاحتها حدا لا معقولا .
إن صدقت تلك الأخبار ، فأن أمر العرب لم يعد بأيديهم ، والهم العربي لم يعد على أجندة و أولويات حكامنا ، فما تعانيه بعض الدول العربية مثلا من أزمات مالية حادة قد تدفعها لتقديم مزيدا من التنازلات على حساب شعوبها وأرضها مقابل تخمة مالية كبيره تصيب البعض من هذه الدول \" الشقيقة \" كان أولى أن يكون على رأس اهتمامات العرب المتخمين بالمال تقديم الدعم للأشقاء والتخفيف من معاناتهم من منطلق العروبة أو الإسلام او حتى المصالح المشتركة على غرار مؤتمر أوروبا لدعم اليونان بدل ان تصب اهتمامها وأموالها عبثا في خدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية دون مقابل يحصلون عليه !!! بل يلقى من تلك الدول المهيمنة مزيدا من التعنت والجلافة والإنكار لحقوقنا ومصالحنا ! فالى اين يريدون الوصول بنا !!