بالامس القريب فاز حزب الحرية الهولندي اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين وخصوصا\" ضد المسلمين كثالث حزب بالبرلمان الهولندي بعد ان كان حزب هامشي لا يذكر . قبل هذا قامت فرنسا بحظر النقاب في الاماكن العامة كذلك معظم الدول الاوربية تحذو حذو فرنسا الان , سبقتهم جميعا\" سويسرا بمنع بناء المأذن في البلاد . كل تلك مؤشرات تدل على نمو وتزايد تيار يميني متطرف معادي للاسلام.
لا شك بان احداث الحادي عشر من سمبتمبر وما تبعها من تفجيرات ارهابية في عدة عواصم اوربية وعربية (تفجيرات فنادق عمان) والتي نفذتها القاعدة بأسم الاسلام كان لها اثر كبير في الاساءة للاسلام والمسلمين وفي تغير نظر الغرب عن الاسلام من دين تسامح الى دين ارهابي . لا ننكر وقبل تلك الاحداث كانت هناك دعوات للكراهية وحركات تطرف ضد المسلمين بالغرب لكنها لم تكن بهذا الحجم والكم والنوع بل كانت مجموعات صغيرة هامشية هنا وهناك غير مؤثرة وغير ظاهرة على السطح ولا تتبناها مؤسسات او احزاب او وسائل اعلام كما هي الان . وعلى الرغم وقبل تلك الاحداث الارهابية كانت هناك مؤتمرات وندوات ونقاشات جادة وفي بلدان مختلفة لايجاد قواسم مشتركة بين الاديان والحضارات للتعاون والتكامل ونبذ العنف والتطرف والارهاب .. الا ان تلك الاحداث الارهابية التي نفذتها القاعدة باسم الاسلام ادت الى صدمة كبيرة في الغرب الذي اعلن تحت مرارة الصدمة اعلان الحرب على الاسلام ادت الى احتلال افغانستان والعراق . تلك الحرب لم تكن عسكرية فقط وانما حرب فكرية ايضا\", فالغرب المصدوم من تلك الاحاث وما تبعها باسم الاسلام كما ادعى منفذوها وكما صورتها التيارات اليمينية والمتطرفة والاعلام الغربي ادت الى توجه كثير من الغربيين (علماء,ناشطين, اعلامين ...الخ ) الى دراسة هذا الدين الاسلامي الذي يدعو الى القتل والارهاب . دراسة غير حيادية بأيدلوجيا مسبقة بان هذا الدين دين عنف وارهاب ,لذلك كان التركيز على ايات واحاديث (القتال) وعلى الاخر, في الاسلام وعلى الشبهات, ذلك كلة لكي يؤكدو ما توصلو اية من قناعات بان الاسلام دين عنف وارهاب ولا يقبل الاخر.
أي متصفح للانترنت وللمواقع الالكترونية وللمنتديات التي تناقش هذا الموضوع يدرك الخطر الكبير والتهمة الكبيرة الموحهة للاسلام وذلك من خلال ايات قرانية واحاديث نبوية صحيحة وفتاوي علماء مسلمين في مؤسسات رسمية تدعو لقتال الكفار والمشركين (الاخر) مثل قال تعالى ( قاتلو الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسولة ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطو الجزية عن يد وهم صاغرون ) وكذلك قول الرسول الكريم (امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدو ان لا اله الا الله وان محمدا\" رسول الله ) . حيث ينشط اليمين المتطرف في استثمار واجتزاء تلك الايات والاحاديث من سياقها النصي والتاريخي والفلسفي واستثمار تلك التفسيرات والتاويلات التراثية البالية للدلالة والبرهان على عنف وارهاب الاسلام وعدم قبول الاخر لذلك ونتيجة لنمو وانتشار هذا التيار المتطرف في الغرب حتى وصل الى مراكز صنع القرار ونتيجة لسوء فهم تلك الايات والاحاديث وطرحها بهذا الشكل المتطرف يتوجب على علماء الامة كسر قاعدة \"لا اجتهاد في نص\" والتي عطلت العقل الاسلامي منذو القرن الثاني عشر عن الاجتهاد والابداع وقدست تأويلات وتفسيرات تراثية لعلماء لهم زمانهم وماكانهم . وعلى العلماء نقد التراث الاسلامي وتنقيتة مما لحق بة من تفسيرات وشروحات اساءت الى قيم الاسلام من تسامح وحرية وعدالة, ودراسة الدين بشكل معاصر غير متناقض مع الحياة وفتح باب التفسير والتأويل للايات والاحاديث بما يتلائم مع روح وسماحة الاسلام.
قال تعالى : \" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر\" \" وقال \"لكم دينكم ولي دين\" \" وكذلك قال\" لا اكراه بالدين\" وقال تعالى \"لست عليهم بمسيطر\" وقال تعالى \" ولا تقولو لمن القى السلام اليكم لست مؤمنا\"\" \" وقال صلى الله عليه وسلم \" من اذى ذميا\" فقد اذاني \" وكذلك قال \" بعثت لأتمم مكارم الاخلاق\" هذا هو الاسلام العظيم