رغم ما واجهه اسطول الحرية من قرصنة صهيونية في المياه الدولية قبيل دخوله المياه الإقليمية الفلسطينية ، ورغم المجزرة البشعة والسلوك الهمجي الصهيوني حياله ، ورغم استشهاد نخبة شجاعة ، دفعت أرواحها رخيصة دفاعا عن حق ابناء قطاع غزة في الحياة الحرة الكريمة ، ورغم نكوص النظام العربي الرسمي عن المساهمة في كسر الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة ، إلاّ أن الذي لا يختلف عليه اثنان ، أن اختراقا كبيرا ومهمّا لهذا الحصار قد تمّ على يد الشرفاء من ابناء اكثر من 40 دولة حول العالم ، كانوا نعم الممثلين للتضامن الأممي مع شعبنا المظلوم والمحاصر في غزة العزة ...
وهذا الذي حصل منذ اسبوعين والذي ما زال يحصل من ردود فعل على المجزرة الصهيونية يؤكد أن ما بعد تلك المجزرة لن يكون كما كان قبلها ... لقد كان منعطفا تاريخيا وسياسيا في غاية الأهمية والفرادة بما انطوى عليه من اجتراح لممارسات شجاعة وملتزمة بحقوق الإنسان الطبيعية بالحرية والعيش الكريم ، وبما تبع ذلك من تداعيات وردود أفعال ما زالت تتفاعل حتى هذه اللحظة ... والآن أصبحت دولة العدوان الصهيوني تدرك أكثر من أيّ وقت مضى أن حصارها لشعبنا الفلسطيني في القطاع يعيش أيامه الأخيرة ، وهذا يسمح لنا بالقول ، أن الحصار الصهيوني على اهلنا قد فشل فشلا ذريعا ، بل وقد كسر ( بضم الكاف ) ، وما بقي إلاأن يرفع نهائيا ، وهو ما لا نستطيع أن ننتظر إعلانه من دولة الكيان الصهيوني الغاصب ....
إن اعلان رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ، هو قرار عربيّ بالأساس ، ومصريّ بالدرجة الأولى .... دعونا نتفاءل بوصول الأمين العام للجامعة العربية ( عمرو موسى ) الى غزة ظهر اليوم الأحد 13/6/2010 م ، وهو نفس اليوم الذي شهد وصول وفد بحريني الى القطاع ... ومن هنا تأتي أهمية تتالي زيارات الوفود العربية الممثلة لمنظمات المجتمع المدني الى غزة ، ولا شك اننا ندرك ان مصر مبارك لن يسرّها ذلك بعد ما وضح من تواطؤ مصري مع العدو الصهيونيّ في إحكام الحصار الظالم ، وما تلاه من بناء مصر للجدار الفولاذي على طول حدودها مع القطاع ....
الأمر يحتاج الى وقفة شجاعة تمثل وقفة الأتراك في تسييرهم لأسطول الحرية ... فلتتداعى مؤسسات المجتمع المدني في كل الأقطار العربية ولتبدأ في تنظيم الزيارات التضامنية الى القطاع الصامد ... ولتمارس الأحزاب والنقابات العربية والمصرية بشكل خاص كل انواع الضغط على صاحب القرار المصري من أجل تيسير دخول الوفود العربية الى القطاع عن طريق معبر رفح الحدودي ... بهذا فقط نستطيع رفع الحصار عن شعب ما زال يذهل العالم في كل لحظة بصموده الأسطوريّ ...
عاطف الكيلاني 13/6/2010 م