هذه المترادفات الثلاثة تم إستخدامها في الفترة الأخيرة كثيرا من قبل الكثير من الكتاب والمفكرين الأردنيين , ومن قبلي أنا العبد لله شخصيا , فبعد مقالتي : دولة الرئيس أين أنت ؟؟؟ , والتي إنتقدتُ فيها دولة رئيس الوزراء بشكل علني ومباشر و قوي , خاطبني وراسلني كثير من المهتمين بالشؤون العربية , ومن مختلف الدول والجنسيات العربية , وكثيرا منهم في بداية الحديث والتراسل كانوا يثنون علي و يشدون من أزري , ثم تأتي الكلمات أعلاه مترادفة ,
فيكون السؤال الأول : أين تعيش الان أيها الأردني النشمي ؟؟؟ , الجواب : في الاردن وعلى أرضها وبين هوائها ,
ثم تاتي المترادفة الثانية: وتنتقد رئيس الوزراء بهذه الطريقة وبهذا الشكل المباشر القوي , فيكون الجواب : عادي.
نعم عادي , وأقل من عادي , وللأمانة أقولها وبكل صراحة : أنه في عهد سمير الرفاعي الثاني , إزدادت حدة إنتقادنا لمواقفه , وهجومنا على سياسته , وسخطُنا على قرارت حكومته , و أكثر من غيره ممن سبقوه , وأُسجل له في خضم هذه المواجهات الفكرية والسياسية سعة صدره , وحلمه , حتى و إن كان يظنُ نفسه قادراً على العقاب فهو لم يتصرف وفق ظنه , وللعلم فهو بغير قادر , لأن من يعلم علم اليقين أن الأجل والرزق بيد الخالق الرب عز وجل , لا يخشى على حياته أو رزقه من أحد مهما علا شأنه , وازدادت سطوته , نعم نحن نسعى لحياة افضل وأمان أكثر , ورزق أوسع , وهو ما حثنا عليه الله سبحانه وتعالى في السعي والعمل , وهو مكلف كرئيس للوزراء بخدمتنا , والعمل على تحقيق مصالحنا , لذلك نحاسبه , و نرفع درجة الانتقاد معه , فإما يستقبل ويتجاوب , وإما فليرحل وهو لا محالة راحل .
أعود الى فحوى كلامي اليوم , وهو حالة الإستغراب التي ترتسمُ على وجوه وأصوات وكلمات الذين يتواصلون معي بخصوص مقالاتي النارية كم يسمونها هم , خصوصاً حين يعلمون كما قلت أنني أعيش في الأردن, بل ويلطمون حين يعلمون أنني مجرد مواطن موظف حكومي عادي جدا , وتبدأ الاستفسارات : هل أنت مُعتقل ؟؟ , كم مرة اعتقلت ؟؟؟ , هل أُوقفت عن العمل ؟؟؟ هل سُجنت ؟؟؟...الخ , وحين يكون الجواب الحقيقي الواقعي بـ لا أبداً لم يحدث أيٌ من هذا كله , يسالون : إذا كيف هذا يحدث في دولة عربية ؟؟ , هل فعلا لديكم ديموقراطية حقيقية ؟؟ , حقيقة لا أعلم إذا كان لدينا ديموقراطية حقيقية بمعنى الكلمة , ولكنني أعلم أنني أكتبُ ما أريد , وأنشرُ ما أكتب , ولم يحدث لا إعتقال ولا سجن ولا إيقاف عن العمل لغاية الان , ولا أظنه يحدثُ يوما , طبعا إذا لم أُخالف قانونا أو عرفا متفق عليه .
قلت لصديقي المصري المستغرب جدا من هذا : هل تعلم أنني مرة انتقدت مديرا يعمل في جامعتي فوُجهت لي عقوبة إدارية , بينما حين ننتقد رئيس الوزراء او أي مسؤول حكومي لا يحدثُ شيئا , بل وبالعكس يحاول رئيس الحكومة والمسؤول التقرب والتودد طلبا للحوار والنقاش , وتوضيح الأمور التي بُنيت عليها أية مقالة أو مراسلة او إنتقاد , وبكل تاكيد في تلاطم الاستفسارات و حالات الاستغراب , تسري في الدماء كريات الفخر والإعتزاز لكوني أُردني نشمي , وأزهو برأسي من بين الكلمات , و رغما عني يطلُ الغرور والعياذ بالله علي من كل حرف أكتبه ردا على المستغربين الغير مصدقين , أنا أُردني نشمي وهذا كله وذاك كله بالنسبة لشعب النشامى عادي عادي عادي .
............. عذرا سادتي أذا شعرتم بصمت الكلمات عندي للحظات , لأنني عدتُ وقرأتُ ما سطرتُ أعلاه بحثا عن أي جملة أو كلمة أو حرف رماني إلى ركن النفاق لرئيس الوزراء , و بحثا عن أي تعبير قد يُفهم منه أنني أطلب أمانا منه و أحثه فيه على تحملني , لأنني لم ولن أكون كذلك في حبي لوطني وعشقي لترابه , نعم نحن القابضون على جمرة الولاء والتي نورثها حارقة ملتهبة الى أولادنا , لذلك كانت الوقفةُ حتى لا يبتسم دولة الرئيس معتقداً أنه نال في نفسي سهما , ولكنني أقول ما حصل وما أنا مقتنعٌ به , و إن كنت قد حرفتُ او أنقصتُ فلم أُنقص أو أُحرف إلا ما قد يُسمى مديحا لدولة الرئيس , حتى و إن إستحقه , فهذا عهدنا معه الذي حملهُ إياه جلالة الملك , لا نشكرهُ على عمل هو واجبهُ إن أجاده , ولكننا لن نسكت له ونخضع إن أخطأ ولم ينجح لتقصير منه علمناه وتأكدنا منه قطعيا ثبوتيا .
واعذروني مرة أُخرى سادتي إذ كثرت أعذاري هذه المرة , و لكنني لا أقدر على كبح ما يجول في الخاطر , وما يدور في الفكر , لذلك سأعيد تكرار وعيدي بتلك المعلقة التي أسميتها : في عهدك سمير هذا الان , والتي لخصت فيها مسيرة حكومة دولة سمير الرفاعي الثاني , والتي أعتبرها ذات أبيات لا تنتهي إلا برحيل دولته عن الدوار الرابع , أو , و أضع خطوطا عريضة تحت أو, أو إذا اصطلح الحال , وتغيرت السياسات , وتطور الاداء , وأصبحت مخرجات حكومته إيجابية نشعرُ بها في كل صباح ننهض فيه من نومنا لندعوا ربنا بعد أن نحمده , فإذا نعمنا صمتنا , ولم نشكر الا الله , ولم ندعوا إلا الى جلالة الملك بالتوفيق والبطانة الصالحة , أما ما دون ذلك فهم مُكلفون وهذا واجبهم , و أُضيف أيضاً مع إذا نعمنا : أنه إذا اقتنعنا أيضا أن دولة الرئيس حاول بكل جد واجتهاد حتى وان لم ينجح حينها فلن نذمه لان لكل مجتهد نصيب , ويبقى السؤال : أفلا ثناء يُذكر للرجل ؟؟ , نقول : حينها لكل حادث حديث وسنلجأ الى باب رفع المعنويات , والشد من الأزر .
دولة الرئيس سمير الرفاعي
أنا أحملُ أمانة عائلتي على رقبتي , وأنت تحمل أمانتي وأمانة عائلتي على رقبتك , فأنا رب أولادي و أهلي أنت بالتكليف الملكي السامي ربي ورب الشعب , فإن قصرت ُأنا لأي سبب كان حاسبوني وحاسبتُ نفسي قبلهم , و إن قصرتَ أنت حاسبتك أنا , فهل أنت لنفسك محاسبا ؟؟؟, ولا تنسى يا دولة الرئيس : أن لي عليك درجةٌ أعلا , وبيدي سلاح ضدك أنت لا تملكه ضدي , وهو أنك ستُحَاسب يوم الموقف العظيم عن الأمانة التي حُملتها و أنا من ضمنُها , و أنك ستُسأل عني فيما عَملتَ من أجلي, وأني حينها لي الخيار في العفو عنك , أو طلب الاقتصاص منك , وهذا سلاح أملكه ولن أُفرط فيه إذ وهبني إياه ربي ,القادر على كل شيئ, فبعد هذا كله : ما ردك دام فضلك إن وجد؟؟؟.
حازم عواد المجالي