لا بد لكل شاب وشابة امتلاك مهارات تهتم بتنمية الجانب المعرفي لديهم ، بيد أن هذه المهارات قلما تعطي اهتمام بشكل مباشر أو غير مباشر ، لأجل تنميتها لدى الشباب وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الأخلاقية والاجتماعية من خلال برامج تدريبية تساعدهم لتجعلهم قادرين على التأقلم بشكل سوي مع بعضهم البعض.
ومما يلاحظ على تصرفات الشباب ، سمة غالبة وهي ضعف التواصل الاجتماعي ، وعدم التواصل بشكل مناسب مع بعضهم مما يؤدي لسوء فهم بعضهم بعضاً ، والخوف من الآخر ، والشك فيه ، وعدم تقبل الاختلاف، والرأي والرأي الآخر ، فضلاً عن ما يسمى بـ\" استعداء الآخرين \" والتحيز، وضعف الرقابة الذاتية وغيرها.
وهذه تندرج ضمن التربية الأسرية ، فالشاب الذي تعلم منذ طفولته على التواصل الاجتماعي نراه يمتلك مهارات اتصال عالية ، مما يؤثر على الشخصية البنائية للفرد ، وعلى النقيض نجد البعض منهم لا يستطيعون بدء محادثة عادية ، ويأخذون في الحديث عن أنفسهم دون مراعاة الطرف الآخر ، هذه وغيرها من السلوكيات هي الخروج عن الخط الاجتماعي الطبيعي .
ومن هذه المهارات الضرورية التي تلعب دور مهم وأساسي في صقل الشخصية وجعلها تمتلك كفاءة عالية ، مهارات توكيد الذات ؛ وهي التي تتعلق في التعبير عن المشاعر والآراء والدفاع عن الحقوق الذاتية للفرد ، وتحديد الهوية وتحديد مسار خاص في مواجهة ضغوط الآخرين ،فالسواد الأعظم من الشباب لا يستطيعون التحكم بهذه المهارة الأساسية والهامة .
وبالتالي ؛ نجد أن بعض الشباب لا يمتلك ثقة بنفسه ، ويشعر بأنه أقل من الآخرين ، وتدني قدراته وإمكانياته ، مما ينعكس على بناء شخصيته في كافة الظروف والأوقات ، وعدم قدرتهم على الوقوف في مواجهة المشاكل والعقبات التي قد تعترضه.
لا بد من الأسرة الاهتمام بهذه المهارات منذ الصغر فهي الركن الأساس في حياة الشاب ، وللمدرسة دور مهم كذلك في بناء مكوناته لمرحلة معينة ، وأما الجهات المعنية بقطاع الشباب ، كمؤسسات التعليم العالي ، والهيئات الشبابية بمختلف مجالاتها فهي تلعب دور كبير ، إذا سعت وبصدق ضمن إستراتيجية تساعد على تقييم جوانب القوة والضعف ، من خلال خطوات علمية مدروسة ، تمكنهم من امتلاك القدرة على (تأكيد ذاته) لدى الشاب والرقي بمستواه وقدراته ، وبالتأكيد وقوفه في مواجهة المواقف والظروف التي قد يتعرض لها في حياته بطريقة ناجحة.
Abdullah_alhsaan@yahoo.com