زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - في جولة قصيرة في مخيم العودة " الوهم " في مدينة الزرقاء وكمحاولة لتسجيل قصة اللجوء الفلسطينية بعد نكبة عام 1948وكيف اصبحت قضية اللجوء بعد هذه السنوات الطويلة من تعليق مفاتيح الابواب في الاعناق وعلى جدران المنازل ، وكيف أن صورة جبل المحامل بقيت راسخة في ذهن هذا الشعب الذي بيعت نكبتهةبتراب النقود وجيرت مأساته لصالح شذرمة من الوصولين وإنتهت بأن هؤلاء الوصولين والقادة ممن لعبوا دور السياسي في زمن تموت به الشعوب ويحتفل هذا السياسي بموتهم بدموع كدموع التماسيح قد أنهوا بيع الوطن ويحاولون اليوم حفظ ماء وجوهم كي لايتهمهم التاريخ بأنهم خونة .
وبين زواريب المخيم التي لاتتسع لشخصين يعبراها اثار إنتباهي وقوف رجل في ساعات الصباح على باب " خشته " بيته وهو يشرب فنجان القهوة ، وهي عادة ليست منتشره في ثقافة الشعب الفلسطيني وخصوصا الكبار منهم ، ولذلك تجرأت وقمت بالنداء " صباح الخير يا حج " ومن بعيد اجابني بصوت جهوري ولكنة ليست فلسطينية " صباح النور " ، وترجلت اليه وعند وصولي له قال أنه " سوري " وعندها أخذنا الحديث عن سوريا أيام زمان قبل ثورة فنادق باريس والدوحة والرياض .
قال لي هذه العجوز أن سعر كيلو الرز ايام زمان " قبل ثلاثة سنوات " يساوي عشرة قروش أردنية وأن المازوط رخيص وأن التعليم مجانا لكافة المراحل الدراسية ولبقية مراحل الدراسة الجامعية وأن العلاج مجانا ، وكي لا أزيد من آلمه إختصرت الكلام وقلت له هل تستأجر منزلك هذا ؟ قال هذا ليس منزل بل خشه وأجرته مائة دينار ؟ وعندها بدأت بطرح الاسلئة عن عدد السورين الذي يستأجرون من فلسطيني المخيم قال لي أنهم بالمئات وأن الأجرة للمنزل من غرفتين وحمام ومطبخ تصل الى مائة وخمسون دينار ، وأنهيت حديثه بجملة تقليدية بأن دعوة له الله بأن يعيده لوطنه .
وعندها تذكرت قصة والدي رحمة الله عليه وهو في كل مناسبة دينية يقول العيد القادم إنشاء الله ونحن في القدس ، وتوفي والدي وبقيت أنا أنتظر العيد القادم الذي لن يكون في القدس بل في مدينة الزرقاء التي طغى حبي لها على حبي لزواريب بلدتي ابوديس لأنني خرجت منها وعمري تسعة أشهر ولااتذكر منها سوى ما كان يحدثني عنه والدي وحكايات أمي عنها هذه الايام بعد أن أخذ الكبر منها وأصبحت ذاكرتها تعمل فقط في القديم من العمر والجديد منه ينتهي بمجرد حدوث شيء جديد ، وكل عام والشعوب العربية الاجئة في أوطانها بألف خير ؟ .