كل الأوطان لها أعياد ومناسبات ويحق لها أن تحتفل وأن تشارك قادتها هذه الفرحة ، وهذا كلام لا خلاف عليه ، و عندما تأخذ الأمور مساراً يختلف عن العرف والمعروف تجد نفسك وأنت تقرءا الأخبار وكأن هذه الاحتفالات لم ولن تنتهي ، ملك البلاد يكفيه منا كشعب أن نعبر له عن ولائنا وحبنا له وهذا مطلبه دائماً أن نكون بسيطين وأن نأخذ الأمور بجديتها ، ما يحدث ألان هو محاولة لقتل هذا الوطن الجميل ولكن طريقة قتله هي الاحتفالات ، يا جماعة الخير تكون المناسبة في شهر نسيان وتستمر الاحتفالات لشهر تموز وتدخل مناسبة أخرى وتستمر الاحتفالات لدرجة تشعر عندها كمواطن أن هذه المناسبات لن تنتهي ، وكل ذلك على حساب وقت ومال المواطن ، مثال على ذلك مدينة الزرقاء بكل لجانها وهيئاتها وفعالياتها ومديرياتها الحكومة قامت كل جهة وعلى حدا بعمل احتفال بمناسبة يوم الاستقلال ، مثال تقوم البلدية بالاحتفال هذا الأسبوع والأسبوع الذي يليه تحتفل غرفة التجارة والأسبوع الذي يليه تحتفل غرفة الصناعة والأسبوع الذي يليه تحتفل مديرية التربية والأسبوع الذي يليه تحتفل المحافظة ، وهنا ندخل في مناسبة جديدة وهكذا دواليك وتمر السنة ونحن لا نزال نحتفل لدرجة أنني أنا كمتابع لم أستطع أن أغطي مثل هذه الاحتفالات ، وكنت قد اقترحت أن توحد الجهود ويتم التنسيق وبشكل جماعي على عمل يوم واحد ويكون يوم عطلة رسمية تشارك به كل الجهات على شكل كرنفال شعبي مشترك عندها ستنخفض المصاريف أولا وثانياً سيزيد عدد الحضور وبدرجة تعطي مثل هذه الاحتفالات صفة الجماهيرية ، والزرقاء هنا هي مثال فقط وقس عليه بقية المحافظات الإحدى عشر الأخرى ،لنختصر على أ نفسنا الكثير من ضياع الوقت والمال وإرهاق عقل المواطن ، لأننا أصبحنا لا نعرف ما هي المناسبة التي تتم لها الاحتفالات ، وبكلمة أخيرا دعونا لا نقتل الوطن احتفالا ، أدام الله علينا وعلى الوطن مناسباته