البارحة لطمت على وجهي مثل امرأة قليلة خبرة بالحزن ترملت للتو!
يا سادة : أنا على استعداد أن أرهن رأسي مقابل أن يقوم احدهم (ويطول باله عليّ) ليشرح لي عن دور القنوات الفضائية في مجتمعاتنا العربية ، وما هي أجندتها وأهدافها ورسالتها التي نشأت من أجلها؟ وهل أصبحت بعض القنوات الفضائية تمارس الترف الإعلامي فقط ، غير آبهة بتلك المواد التي تبثها أوحتى بذلك المتلقي.. المشاهد المسكين ؟
البارحة وعلى قناة (LBC) الفضائية تمّ بث برنامج \"بدون رقابة\" الذي تقدمه الإعلامية المصرية \"وفاء الكيلاني\" .. الذي يَدّعي حرية الاعلام والرأي والطرح ، ولا أعلم ما المقصود من تسمية \"بدون رقابة\" ، ولا أعلم أيضاً إن أصبحت المواضيع الباهتة ، وعملية طحن الماء ، من المواضيع المهمة والتي لا يصلها مقص الرقيب.. وأجزم أن هذا البرنامج يتحدث وبوضوح عن حرية الإعلام الرديء!
ذلك البرنامج ، الذي لا يأبه بمقص الرقيب ، ويؤمن بأن المراوحة والسطحية من الأمور المهمة جداً والتي تلفت اهتمام المواطن العربي نظراً لسذاجته ، وتعمل على تعميم الفائدة (المسمومة) وعلى إظهار الحقائق وتفسير الأمور بشكلها الطبيعي .
لم يحدث أن تمّ التطرق في البرنامج \"بدون رقابة\" إلى موضوع مهم يخدم مجتمعاتنا العربية أو يزيل اللُبس عن مسألة مهمة ، أو فتح باب النقاش والحوار حول مادة إعلامية دسمة عليها العين كل ما في الأمر سِيرٌ ذاتية لفنانين مارسوا الرذيلة والنصب والإحتيال في حياتهم ، مروراً بشهيدة الوطن العربي سوزان تميم !! والمحاورة العظيمة التي جرت مع زوجها الذي يعتبر أحد المشتبهين بهم في قضية مقتلها ، هذه القضية التي تقض مضاجعنا وتفرز الأرق في نومنا !!! إلى الحلقة التي تمّ فيها تخصيص وقت كبير للحديث عن \"المثليين\" في الوطن العربي وعن إذا ما كان ثمة مطالبات وحقوق يأملون بالحصول عليها ؟! وكأن الموضوع هو الانتساب إلى نادٍ رياضي ، وانتهاءً بالحلقة المقززة التي تمَّ بثها البارحة عندما استضافت شخصيتين مريضتين على الهواء مباشرة ، ومنحهما الوقت والبث المفتوح ليتحدثا عن آرائهما في مسألة أن للزوج أو للزوجة الحق بل كل الحق في أن يمارسا الجنس خارج نطاق العش الزوجي الشرعي ! حيث قال أحدهم بالحرف الواحد (سأكون في قمة السعادة إذا ما اعترفت لي زوجتي بأنها قد مارست الجنس مع صديقها وأنها استمتعت معه) وأضاف \"المناضل\" الأخر أنه سيسمح لزوجته أن تمارس الجنس مع من تريد) فليس في الأمر ما يمنع!؟ من باب الحرية والإنفساخ .. أقصد الأنفتاح ..؟!
المشكلة أن كِلا الشخصين اللذان تحدثا بهذه التوافه ليسوا متزوجين ، بل أن حديثهم كله افتراض مستقبلي ، وقد كانا يوافقان بعضهما على ما يتفضل به الأخر ، ، والأقبح من ذلك أنهم لم يكونا يملكا الحجة أو البرهان أو حتى الأُسلوب في الحديث والإقناع، ليؤكد ذلك الشيء أن المسألة لم تتعدى حب الظهور والشهرة الإعلامية ، الأمر الذي ساهم به ذلك البرنامج المنحدر \"بدون رقابة\"!!
يا الله .. (والله الواحد ما هو عارف شو يتابع على التلفزيون)؟
تخيلوا محطات العالم كلها في يدي (بالريموت) ولا أعلم ما أتابع ، فأنا متوجس من أن أعثر على برنامج يبث مواضيع مهمة للغاية مثل برنامج \"بدون رقابة\"!!.
تعالي يا حُرمة وجيبي معاكِ (CD) عدنان ولينا ، خلينا نحضر (وقرف يقرف هيك فضائيات)!!
حمزة مازن تفاحة
Tuffaha4@yahoo.com