قبل شهور خلت أقدم وزير داخليتنا على خطوة وصفت بأنها كسر للحواجز والأعراف والتقاليد، حتى وصف هذا الوزير بأنه\" قامر\" عند تعيينه امرأة كحاكم إداري في محافظة جرش.
لقد بدأت الكآبة على وجوه الجرشيين في بداية الأمر كما هي حالة الاستغراب عند غالبية المجتمع الأردني لهذه الخطوة \"الجريئة غير المسبوقة\" في تاريخ وزارة الداخلية منذ عهد الاستقلال.
ولكن وبعد أقل من سنة على تولي\"رابحة الدبّاس\" رأس الهرم في محافظة جرش، أثبتت أنها المرأة الحديدية التي تفوقت على كل رجالات وزارة الداخلية من إقرانها على الإطلاق، حيث تراها ميدانية في زيّها العسكري تجوب شوارع المدينة و تشرف بنفسها على كل المشاريع التي تحفل بها جرش في سابقة لم تشهدها المدينة من قبل.
لقد راهن وزير الداخلية على وجود\"امرأة\" لتكن حاكما إداريا \"فعليا\" لتثبت بأنها خير ممثل لجلالة الملك في الميدان، فهي لا تعرف التردد والجبن والخوف ويبدو أن المحسوبية والشللية \"والجعصة\" ليست في قاموسها.
لقد صنعت \"رابحة \" جرش في جرش ما لم يصنعه أقرانها من الحكام الإداريين في بقية المحافظات، فالزائر لمدينة جرش يجد الكمّ الهائل من المشاريع لتطوير المدينة وبعث الحياة فيها من جديد... لقد أثبتت أن المرأة الأردنية قادرة على قيادة وإدارة \"كرسي محافظ\" بكل جدارة واقتدار وقد تكون قادرة على إدارة حكومة أفضل من إدارة الرجال لها.
لقد قامر وغامر وزير الداخلية ونجع في هذا المغامرة ليفتح الباب أمام كل الأردنيين حول إمكانية استنساخ \" رابحات جدد\" .
إنني على يقين بأن إدارة المرأة للمنصب الحكومي ستجلب علينا الخير \"كله\" بعد أن أثبتت الأيام تردد وضعف شخصية المسئول في بعض الأحيان ، فرابحة جرش، كسرت كل المسلمات \"المغلوطة\" وقامت على تنفيذ القانون شاء من شاء وأبى من أبى لتصل إلى نتيجة حب واحترام الجرشيين لها لأنهم رأوا فيها \" نفس وروح وحكمة \"جلالة الملك\" كحاكم أدارى ممثل لجلالته في الميدان.
إنني توّاق لأن أرى وزير الداخلية \"يستنسخ\" المزيد من هكذا \"رابحات\" لعلها تجلب علينا الخير وتستوي الأمور وتدور عجلة التمنية والتطوير ويستقيم تطبيق القانون في كل بقاع أردنا الحبيب بعد أن تراجعت هيبة القانون والمسئول على حد سواء نتيجة لضعف وتردد وجب المسئول أحيانا ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com