كثير من ممارساتنا اليومية تشير الى ان المواطن الاردني غير منظبط وغير ملتزم بالنظام والقانون, وبالتالي فهو مواطن\" غير صالح\" , فكثير منا لا يبالي او يتورع من انتهاك ومخالفة القانون والنظام اذا سمحت له الفرصة بذلك , وكثير منا لا يشعر بأي ذنب او بتأنيب الضمير عند مخافة النظام والقانون .
فعلى سبيل المثال كثير منا يقطع الاشارة حمراء ولا يبالي , ويسير بأتجاه ممنوع , وكثير منا يدخن في المستشفيات وغرف المرضى , ولا ننتظم بدور , ونستعين بالواسطة لاتمام معاملاتنا المخالفة , ونتلاعب بعدادات الماء والكهرباء ,نتهرب من الدوام , ونتعدى على متلكات الدولة من اشجار ومواقف ومرافق عامة .......الخ.
كل تلك التصرفات وغيرها نرتكبها مع سبق الاصرار والترصد , ونشعر بنشوة ومتعة عند ارتكابها , والتي تنم عن غياب الحس الاخلاقي لدى المواطن الاردني . فما هو السبب ؟
يرى كثير من الباحثين ان السبب الرئيسي لهكذا سلوك وتصرفات هو نتيجة شعور المواطن بالاحباط واليأس من السياسات الحكومية الفاسدة التي تشعر المواطن انة اخر اهتماماتها , وغياب العدالة الاجتماعية , وعدم المساواة , وفساد كثير من المسؤولين وغياب المسائلة القانونية .
فالمواطن الذي يدفع كل ما لدية ليحصل على اعلى الشهادات العلمية وينتظر في صفوف البطالة للتعين , ويرى ابن المسؤول يعين بدون خبرة او كفاءة في اعلى المناصب الحكومية , فأنة يصاب بالاحباط واليأس .
والمواطن الذي يبيع ما فوقة وما تحتة ليعلم ابنة , ويرى ابن المسؤول يدرس في ارقى الجامعات العالمية وعلى حساب الدولة ,فأنة يصاب بالاحباط واليأس .
والمواطن الذي يتقاضى راتب لا يكاد يكفي لحاجاتة الاساسية , ويرى كل تلك الامتيازات والتسهيلات والعلاوات والمكافأت والسفرات للمسؤولين فأنة بالتأكيد يصاب بالاحباط واليأس .
المواطن الذي تطبق علية كل اشكال القوانين والعقوبات لمخالفة ما , ولا تطبق على المسؤول فأنة يصاب بالاحباط واليأس .
المواطن الذي يرى هذة الفجوة الواسعة والعميقة في كل المجالات بينة وبين المسؤول \"نتيجة شطارة المسؤول\" فأنة بالتأكيد يصاب بالاحباط واليأس والاكتئاب .
لذلك ونتيجة ما يعانية هذا المواطن المسحوق من كافة اشكال الاحباط واليأس بسبب غياب العدالة الاجتماعية في توزيع موارد الدولة وعدم المساواة . فأنها تؤدي الى ضغوط نفسية هائلة لا يستطيع ان يتحملها ولا يخفيها ولا يجد طريقة ديمقراطية ليعبر عنها... فأنة يتحول الى مواطن\" غير صالح\" ويلجئ الى مخالفة النظام والقانون كلما تمكن من ذلك لتفريغ تلك الشحنات والضغوط .
فهل الخلل بالمواطن ام بالمسؤول ؟