المحاربين القدماء أو كما يسمون أنفسهم ( فقراء المحافظات ) قد طفح كيل انتظارهم من شدة الصبر والألم على إن تتحسن ظروفهم أسوة بأبناء المجتمع المحلي ،فهم الذي خرجوا قبل سنوات يرفعون رايات كتب عليها الموت لهم أو العيش بكرامه ،حتى وصلهم من جمل عناءهم وصبرهم الإذن ليستمر موتهم كل يوم من القهر خصوصا بعد ان لمسوا إن مسئولين الوطن يناصبوهم العداء، والمتابع يرى كيف إن الفعاليات الأخرى من الموظفين كيف تأخذ حقوقها بقوة تنظيمها وصلابة إرادتها لدرجه أنها تشل العمل اليومي للدولة، حتى لمس المحاربين فجوة التميز وعدم الاهتمام في مطالبهم التي تنحصر في مساواتهم برواتب زملائهم العاملين في كل فقرات الراتب لكن الذي جرى عليهم هو التفاف صارخ اخمد حراكهم السلمي المطالب بان تنصفهم دوائر القرار المعنية بالأمر وظهر التميز واضحا لا لبس فيه بعد ان صمت رئيس الأركان عن المطالبات المستمرة حيث انه لم يستمع لهم ولو لمره وهو يعرف إن الكرسي دوار لا يدوم يوما وأننا سنضيف اسمه لجداولنا بأنه كان محارب سابقا تقلد عدة مناصب وغادر وظيفته ، الشيء الذي يؤلم انك تراجع قيادتك إلام أو تكون مريض وتراجع مصحتك تجد العجب العجاب الذي يرفع ضغطك وتندب حظك ويأخذك الشطط باللطم على أيام قضيتها بعيدا عن المجتمع والأهل والعشيرة تحرس حداً او تمرر حقيبة مسئول غادر الوطن بلا رجعه ، مؤلم إن تسمع إن رئيس الأركان يرفع للمرة الثالثة الإعفاء الجمركي للضباط ليصل عشرون إلف ومكافئه تصل لثلاثون إلف في ظل غياب واضح للعدالة وظل موازنة دولة تعاني جفاف منابعها بعد إن خصصت بطرق (لصوصيه )تحمل المنافح عن الوطن والصامت عناء فقرها بحجة إنكم أبناءه البررة ، المحاربين وان صمتوا عيونهم لا تصمت عن الظلم وألسنتهم ستبقى تقول ( كرامتنا هو العدل بيننا)
بعد كل هذه الإشارات المحزنة التي سنضعها في سلة حكومات التأزم والأزمات لعلها تتذكر قادة المعارك الحقيقيون الذين حموا راية الأردن وسطروا ملحمة الكرامة ليعيدوا للأردن حياة البقاء حياً ، كل الأردنيون انتفعوا وحققوا مطالبهم آلا المحاربين وأبنائهم ظلوا أسرى خطوط الفقر ألاف الدرجات إن من قسم عرب المحاربين وقسم بين الأخ وأخيه بالتأكيد لا يريد سلامة الوطن أو زيادة النسل ، أتذكر في جلسة جمعتنا مع جلالة الملك تحت عنوان ( الحقوق المنقوصة للمتقاعدين العسكريين ) كان الملك يصمت ويتألم ويحسسنا إننا لازلنا عاملين وأشعرنا انه سيتابع لماذا وصلت أمورنا في عدم الاهتمام إلى هذا المستوى من الاستثناء الواضح والتي لمسنا بعده إن بعض القيادات السياسية التي تحكم البلد تناصبنا ا العداء وتضعنا إننا مشمولين بالرعاية وتحسبنا على النظام لهذا تقف ضد ارزقنا وتمتنع عن إصدار تشريع يساوينا بفئات زملاءنا أو بشرائح الموظفين الذين نتساوى نحن وإياهم بالدرجات الوظيفية ، المحاربين يعاقبوا مرتين مره من الحكومات ومرة من زملائهم العاملين الذين يضمنوا تحسين حياتهم مستغلين وظائفهم القيادية المؤئره ومستندين لقانون عثماني اثري لا يذكر المساواة بين قادتهم السابقين وبنفس الوقت يهابوا سؤال الحكومة التي تتظاهر أنها مع العسكر وتحت الأرض تقول ( العسكر والمحاربين ماكلين الأخضر واليابس ) كطاحونة الهواء في النهاية اطلب من مواقع القرار المسئول إن يضبط المحاربين ويستعيدهم بتشريع عصري يضمن حقوقهم المنقوصة حتى وان لم يتوفر سيوله نقدية لدى الدولة فهم ينتظروا تطبيقها على مراحل شرط إن ينالوا حق سرق منهم وصار المتقاعد يحارب ماضيه وذاكرته وسلاحه الذي بدا يصوبه على جسده وصار يطلب الانتحار نهاية له ولا إن يقف ذليل متشردا بين البنوك يتوسل القروض ليدرس أبنائه ويحقق مصاريف بيته بعد إن تآكل راتبه ولا أكون آلا ناصحاً إن قلت إن المحارب تجاوز الخطوط الحمر بعد ان هاجمته إمراض المجتمع السكر والضغط والقهر والغضب ،وبالمناسبة يذكر لي صديق البارحة انه ذهب عمرة مع مجموعة متقاعدين قال انه تعب فيها لان المعتمرين عسكر سابقين كلهم مرضى بالسكر والضغط والشرايين لهذا السبب سائق الحافلة كان يتوقف كل خمسه كيلو لأداء الحاجة ،والزائر إلى المراقد الصحية في المدينة الطبية يصاب بالوهم لكثرة الإعداد المصابة حتى تطور الأمر بظهور إعراض مرض الزهايمر والجنون من شدة المعانة وشح الظروف ،أقول كفى أهانه واستثناء واستهتار في حياة المحارب الذي كان كل خدمته لا يعرف الآ سلاحه والأردن، ومن العيب إن خواتيم المحاربين نهايات محزنه وحزينة لقادة سابقين صبروا على جمر الحاجة طيلة العمر. المفروض ان يتوفر لهم في نهاية حياتهم عيشه طيبه و ذكرى تذكرهم أنهم إحياء وللحديث بقيه لأننا سنتابع الحقوق حتى نيل الكرامة !
نايف النوافعه