الحياء بمعنى الخجل هي احدى الصفات الجميله في الانسان ذكرا كان ام انثى ذلك ما تربينا عليه حتى ان ذلك يؤثر على حديث وعلاقة الرجل بالمراه في المجتمعات العربيه وهي احدى الموانع لتدريس العلاقات الجنسيه في المدارس والجامعات .
وليس المفصود في هذا المقال ذلك النوع من الحياء وانما هو الحياء الاخطر وهوسلبية المجتمعات العربيه في التعبير عن رايها فيما يمس حياتها وكينونتها ومصيرها وهو حياء اقرب منه للخوف من الحكومات وبطشها ومن الاجهزه الامنيه في الدول العربيه وهذا ناتج عن مفهوم الحكومات للحريات خاصة حرية التفكير والتعبير عن الراي وحرية التنقل لذلك النسبه الاكبر من الشعوب العربيه يطلق عليها الاغلبيه الصامته وحقيقة هي الاغلبيه الخانعه .
وقد شهد القرن الماضي والقرن الحالي تحولات كبيره على مختلف الاصعده السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه اثرت سلبا عل حياة المجتمعات العربيه ومست ثقافتهم وعقيدتهم واراضيهم وحياتهم وبعد ان كانت الانقلابات المسلحه هي الوسيله اتغيير انظمة الحكم في القرن الماضي اصبحت الاملاءات الخارجيه هي الوسيله لجميع التحولات والمستجدات في تلك المجتمعات ولم يكن للمجتمعات المدنيه دورا في منعها الا بعض الحركات في بعض الدول والتي لم يكن لها ذلك التأثير الفعال حتى الان ولا يعتقد انه سيكتب لها النجاح في القريب العاجل لان سلطة الانظمه ما زالت اقوى منها في استحواذ الجماهير نتيجة الحياء الاقرب للخوف بين الناس ولعل الحاله الاقتصاديه المترديه تلعب دورا داعما للسلطات بدلا من ان تكون دافعا للشعوب للتمرد على الوضع الحالي المهين لهم .
ان انتشار الديموقراطيه بين الشعوب المتقدمه وتعدد الحزبيه الوطنيه بين السكان تجعل من كلمة تلك الشعوب ذات اثر كبير وتؤدي في بعض الحالات الى سقوط الانظمه نفسها وتنحيها عن الحكم .
كما ان التقيد بالقوانين والتشريعات تجعل من المسائله القانونيه للمسؤول رادعا لتقليل الفساد وضعف الفاسدين وهم اكبر معول لهدم المجتمع ومع ان التشريعات في معظم الدول العربيه محكمه ومتطوره الا ان تنفيذها تشوبها عدم الشفافيه والحزم خاصة بالنسبه للمتنفذين والمسؤولين ويالاخص وهم على راس عملهم .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 18/ 6 / 2010