المعضلة التي تؤخر تشكيل الحكومة هي دولة جارة
هوية العراق العربية - الاسلامية ليست محل نقاش
حاورته: مجموعة من الكتاب والاعلاميين العرب
من خلال باب الحوار الالكتروني المباشر بين المسؤول والمواطن والمثقف والقارئ ومن خلال ضيف تحت المجهر عبر موقع العرب اليوم الالكتروني تستمر مسيرة الرأي الآخر.
ضيفنا: نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي. وتاليا بعض المشاركات:
حسن حجازي / شاعر ومترجم مصري
* هل سننتظر طويلا تشكيل الحكومة العراقية ؟
الهاشمي
- ان المسألة الاهم في تشكيل الحكومة هي ضرورة وجود افق لهذا الجدل السياسي. العراقيون صبروا طويلا وهم على استعداد للانتظار اذا كان هناك افق, لكن السؤال هو كيف سيصبر المواطن العراقي في حالة غياب الضوء في نهاية النفق؟! اعتقد ان الرجوع الى الدستور والالتزام به سيعيد الامور الى نصابها ويُنهي حالة الانسداد في المشهد السياسي وسنتمكن عندئذ من تشكيل الحكومة في وقت قصير نسبيا وهذا ما آمل ان يتحقق في المستقبل القريب ان شاء الله.
اياد عبد الكريم العبادلة / صحافي من غزة
* نتيجة مهاجمة اسرائيل لسفن المساعدات القادمة الى غزة هل فكرتم انتم كحكومة عراقية بدعم مثل هذه المواقف ؟
- العراق حكومة وشعبا مع اهلنا المحاصرين في غزة, هذا ما نستطيع ونرجو عذركم فأيامنا صعبة وظروفنا معقدة, ولا حول ولا قوة الا بالله, من جانب اخر, الم يحضر العراق ( مؤتمر قمة غزة) في الدوحة ؟ الم أمثل العراق بنفسي ؟ هل راجعتم خطابي ؟ هل اطلعتم على رسالتي قبل ايام الموجهة الى الزعيم التركي رجب طيب اردوغان عشية الهجوم البربري الإسرائيلي على قافلة الحرية؟ هذا ما نستطيع في الظرف الراهن. اكرر عذرا.
عدنان طعمة الشطري - كاتب واعلامي عراقي
* الحقيقة التي لا مواربة فيها ان سيادتكم وصلتم الى كرسي الحكم الرئاسي على متن الخطاب الطائفي والمحاصصة الاثنية التي شرذمت البلاد والعباد, والان يعاد السيناريو الطائفي ذاته, الا تفكر بصحوة ضمير رئاسية تخرج البلد من خلالها من الازمة السياسية التي يغرق فيها وتداعياتها في العمليات الارهابية التي تحدث في بغداد بين الاونة والاخرى هل تتفق معي ان القائمة العراقية اذا فسح المجال لها بتشكيل الحكومة فان ذات المنهجية الاثنية ستبقى في حكومة محاصصة طائفية ومناطقية واثنية -هل تؤيدون سحب القوات الامريكية من العراق في ظل التشظي الخطير الذي يعصف بالبلاد وهل وضعتم ستراتيجية معينة لعراق مابعد خروج القوات الامريكية هل تتفق معي ان القائمة العراقية هي قائمة ذات طبيعة اثنية سنية راس علماني شيعي ؟
- شكرا على التجريح الذي لا مبرر له. أطالبك بان تكشف للقراء (الخطاب الطائفي) الذي أوصلني لرئاسة الجمهورية؟ لن أرد عليك حتى تقيم الحجة والدليل. وأنا على يقين انك ستعجز.. وتعتذر. أما صحوة الضمير.. ماذا كان الخلل في سلوكي يا أخي بعد أن قدمت أهلي على مذبح وطني.. ماذا يراد مني اكثر من ذلك؟! ضميري صاحٍ منذ البداية بحمد الله. مهمتنا ليست سهلة والضغوط علينا لادامة نموذج المحاصصة الطائفية والعرقية كبير, ولكننا سنجتهد غاية ما نستطيع ان تكون معايير الاختيار للوظيفة العامة افضل. العراق بحاجة الى زمن حتى يتعافى من هذا المرض, علينا ان نصبر. ينبغي ان يلتزم الامريكان يجدولة الانسحاب المقررة في الاتفاقية الامنية. هكذا كلام معيب, في القائمة العراقية اليوم ما يزيد على نائب من محافظات الجنوب, هؤلاء اخواننا التقيناهم على خلاص العراق من خلال مشروع وطني حقيقي ينبذ الطائفية الى الأبد. في القائمة العراقية ما يزيد على عشرة كيانات سياسية تمثل محافظات الفرات الأوسط والجنوب!! لماذا هذا التشويه المتعمد في الحقائق؟ ما هو المطلوب من العراقية وقادتها اكثر من ذلك؟ لماذا لا تُمنح العراقية الفرصة لتشكيل الحكومة وحينئذ أعاهدك ان عهدا جديدا من الحكم على العدل والإنصاف سيشهده العراق.
جمال الهموندي/ صحافي من اقليم كردستان
* هل تفكر فعلا بقبول الأكراد شركاء للوطن, أم سياستكم عبارة عن مجاملة, لو سنحت لك الفرصة والقدرة وحرية تامة بالتصرف, هل تعيد الكويت الى العراق, أم تنزع الفيدرالية عن اقليم كردستان العراق؟
- الاخوة الكورد شركاء حقيقيون في وطن واحد موحد, لهم مالنا وعليهم ما علينا, ولا خوف ولا قلق على مستقبلهم ولا على تجربتهم ونأمل ان يتصرف الجميع في اطار شراكة حقيقية وشعور بالمواطنة. اما دولة الكويت فهي دولة شقيقة وجارة ستكون علاقتنا معها متميزة في المستقبل ان شاء الله, وينبغي طي الماضي بكل آلامه واحزانه. ستحكم العراق عقلانية سياسية لا مغامرات فيها ولا ردود افعال عاطفية.
عبد الجبار الحمدي/ اعلامي عراقي
* ما هي المعضلة الحقيقية في ارجاء تشكيل الحكومة لحد الآن ما مدى صحة القول ان المد الايراني قد وصل الى اعلى مفصل في الدولة هل تؤمن حقا باقامة دولة كردية في باطن دولة عراقية وما هي صحة انكم والائتلافات التي تشكلت موافقون على التجزئة باسم الفدرالية, وهل ترون ان هناك دورا امريكيا في هذه المسألة أم هي مجرد مساومات ؟.
- المعضلة التي تؤخر تشكيل الحكومة هي الترويج لمخاوف مزعومة نشطت فيها دولة جارة حول هوية وحقيقة مرامي القائمة العراقية. رغم ان تاريخ وأرث قادتها معلوم بما يقطع الشك حول الاتهامات المغرضة التي رُوجت على نطاق واسع. البعض لا يريد حكومة عراقية تتبنى نهجا وطنيا عراقيا خالصا. التدخل الإيراني حقيقي ووصل الى مفاصل حاكمة في الدولة, لكن بالمقابل يتسع الوعي المعارض, وأهلنا في الوسط والجنوب باتوا يرفضون املاءات إيران, ويتعرضون إزاء ذلك لمخاطر حقيقية. العراقية مع أنها تلتزم بالدستور لكنها لا تعتقد في أن الفدرالية هي الحل لمعضلة العراق, العراقية تؤمن بعراق واحد وقوي ومزدهر, عراق الجميع, عراق المواطنة. المادة 140 من الدستور لا تعني كركوك وحدها والدستور كما تعلم خاضع للمراجعة بناء على المادة (142) والمسائل الخلافية .
محمد علي محيي الدين / كاتب عراقي
* كان لموقفكم الرائع من قانون الانتخابات سيىء الصيت أثره الكبير في نفسي مما دفعني لمعاضدتكم فيه رغم الاختلاف في المواقف والرؤى لأن الموقف كان قائما على المصلحة الوطنية ولكنكم للأسف الشديد تراجعتم عنه أمام الضغوط الكثيرة عليكم,ولو صمدتم لذلك الموقف لرأينا تنوعا في المجلس النيابي ربما يكون له أثره في تخفيف الاحتقان بين الأطراف العراقية ؟
- لم اتراجع عن قرار (الفيتو) الذي مارسته ضد الصيغة الاولى لقانون الانتخابات وتم تحقيق اغلب التعديل, كلامك بحاجة الى مزيد من الدقة. لازالت العراقية متمسكة بحقها الدستوري واستحقاقها الانتخابي ولن نقبل بدور هامشي باعتبار القائمة العراقية هي الفائزة, مهمتنا ليست سهلة ولكن عزيمتنا وارادتنا والتفاف العراقيين حولنا وتعاطف المجتمع العربي والدولي معنا يمنحنا قوة مضاعفة.
جلال البعشيقي - كاتب عراقي
* هل تأخير تشكيل حكومة هو مكافأة من الفائزين للشعب أم هناك أجندة خارجية تعرقل تشكيل هذه الحكومة, إلى أين وصل هذا المد الإيراني في مفاصل الحكومة العراقية وهل يمكن السيطرة على هذا المد. انتم تعرفون ككتلة سنية انكم متهمون بعلاقة مع بعض دول الجوار من السنة وهذه الدول ايضا تغلغلت في مفاصل الدولة العراقية كقوة في اتجاه معاكس لقوة الحكومة الإيرانية, وبالنتيجة أصبح الشعب العراقي ضحية لانتمائكم الطائفي الذي لا يقبل إلا المحاصصة. متى يكون الخلاص للشعب العراقي من هذه الأجندة التي تتدخل في العراق وانتم على دراية بكل صغيرة وكبيرة من أيدلوجيات هذه الأجندة.. صرحت أكثر من مرة يجب أن يكون رئيس الحكومة العراقية القادم عربي هل هذه التصريحات هي أجندة عراقية جديدة تضاف إلى أجندة الدول المجاورة من اجل زيادة الطين بلة أو وسيلة ضغط على الكورد من اجل بعض المكاسب لكتلتكم؟
الشعب العراقي ممثلا بالكيانات السياسية بحاجة الى عملية بناء الثقة وازالة المخاوف وهذه تحتاج بعض الوقت. التدخل الخارجي الاجنبي في الشأن الداخلي حقيقة ويزيد الاضطراب في المشهد السياسي, والتدخلات تصل حد ( القرار ) مع الاسف. علاقتنا مع الدول العربية طيبة وكذلك مع كافة الدول المحبة للعراق, نتشاور معها نتبادل الرأي معها ولكننا - صدق او لا تصدق - لا نعتمد او نعول عليها في صناعة القرار. القرار في النهاية ينبغي ان يكون صناعة عراقية مئة بالمئة. الكل بضمنهم السياسيون ضحية نموذج المحاصصة الذي جاءت به الولايات المتحدة عام ,2003 بل هذا امتداد لاتفاقات جرت بين المعارضة العراقية ما قبل ذلك. سينتهي هذا النموذج الى الزوال لانه لم يُشر عنه لا في دستور ولا في قانون والحمد لله. اما موضوع الكورد ورئاسة الجمهورية فقد اجبت عليه سلفا, وقد حُمِل تصريحي في حينه فوق ما يحتمل. انت من جانب تعترض على الطائفية والعرقية, ولكنك لا تعترض عندما يقول البعض, ان الرئاسة ينبغي ان تبقى للكورد, ورئاسة الوزارة للشيعة العرب ورئاسة مجلس النواب للسُنة العرب, ( لذلك اعترضت وقلت لا ينبغي ان نكرس الطائفية وبدلا عن ذلك نضع الرجل المناسب والمرأة المناسبة في المكان المناسب من دون النظر الى معيار الانتماء ) راجع العقد الوطني الذي طرحته عام 2007 ففيه إجابة شافية لما سألت. الديمقراطية في العراق لا زالت ناشئة ونحن بحاجة الى مزيد من الوقت لترسيخ الاعراف والمعايير الديمقراطية.
ناصر الجبوري / العراق
* أود ان اضع بين يديك مقترحين مهمين قد يكونان حلا للمشكلة السياسية في العراق الاول هو في تداول السلطة بين مكونات المجتمع العراقي اي جعل الدورة ثلاثية لكل منصب رئاسي اي حصر تسنم المنصب لدورة واحدة بمكون وفي الدورة التالية لمكون آخر. وهكذا والثاني يتعلق بعودة العملية السياسية الى المربع الاول وهو مربع المحاصصة الطائفية والعرقية من خلال ائتلاف الوطني مع دولة القانون واشتراك الكردستاني معهم في اقصاء القائمة العراقية من استحقاقها الانتخابي في هذه الحالة اقترح دراسة اقامة الاقليم العربي الشمالي المتضمن لمحافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والانبار وديالى وبناء تجربة وطنية حقيقية عليه تكون نموذجا لمحافظات الوسط والجنوب بما يحقق المصلحة العراقية التي تلغي كل مفاهيم التشظي الطائفي والعرقي وتصهر المجتمع في بوتقة الوطن والمواطنة اعلم ان ذلك صعبا تقبله في الوقت الحاضر ولكن اذا استمر البعض في الاستئثار بالسلطة وتفردهم بها على حساب المكونات الاخرى فان المنطق يقول ان تجرع المر ايسر من تجرع السم لذلك انصح بان يوضع هذا المقترح موضع الدراسة والمناقشة المستفيضة ودراسة كل الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة والتي تبلور مفهوم تطهير جزء من الجسد العراقي من علل الطائفية والعرقية ليكون منطلقا لتطهير باقي الجسد العراقي ان هذا المقترح لا ينتمي باي شكل من الاشكال إلا مقترح بايدن لان بايدن يقترح اقامة الاقاليم على اساس طائفي وعرقي وانا اقترح اقامتها على اساس وطني اي يمكن ان يكون شيعيا رئيسا للاقليم الشمالي وسنيا للاقليم الجنوبي تقبل فائق الشكر والتقدير مع محبتنا دائما. ؟
- تداول السلطة بالصيغة التي ذكرت يحتاج الى تعديل في الدستور, نعم ثبت ان ثقافة التداول السلمي للسلطة غير موجودة لدى قيادات نافذة ولا بد من علاج. اما موضوع اقليم الوسط, فرغم انك سقت مبررات وجيهة ومعتبرة, فان مزيدا من الفدرالية اخشى ان تقودنا لتقسيم العراق, هذا النموذج لم يعد مناسبا بعد ان رفضته محافظات جنوبية وتمسكت بفضل نهجها الوطني بالعراق, ربما مزيد من التثقيف حول (عراق دولة المواطنة) هو الذي سيحسم خلافاتنا ويضع حدا لها مع ضمان المحافظة على عراق واحد.
رافع خيري حلبي / فلسطين
* ما هو دور العراق بين الدول العربية اليوم وفي المستقبل ماذا يحصل للعراق والعراقيين في ظل أعمال التفجير والسطو والنهب والقتل بين المجموعات السياسية. وهل العراق بعد احتلاله في الطريق إلى التقسيم لأقاليم ومقاطعات. هل المواطن العراقي في المعطيات الحالية يثق بالسلطة العراقية أو هو بحاجة لعملية إعادة الثقة بالسلطة ؟
- دور العراق في عالميه العربي والإسلامي والدولي محدود وهو مرشح للأفضل الا أن ذلك سيبقى رهناً باستقراره داخلياً. لا زلنا نتطلع إلى أمن أفضل, ولكن بالتأكيد الامن تحسن إلى حد كبير مما كان عليه الحال في سنتي 2006 و .2007 الحكومة بحاجة إلى زرع الثقة بمواطنيها من خلال إدارة أفضل تستقيم على العدل, وتضع نهاية للفساد المالي والإداري, وتكرس في سياستها دولة المواطنة وتضع حدا لتقاسم السلطة على اساس المحاصصة الطائفية والعرقية. ؟
نهار حسب الله / صحافي عراقي
* كيف تقوّم السياسيين العراقيين الذي انت واحد منهم.. في ظل الظروف البائسة التي عاشها الشعب العراقي كيف تنظر للتصعيد السياسي الذي قامت به الكويت ضد شركة الخطوط الجوية العراقية مؤخرا ألا تجد ان من الصعب بقاء البلاد وبهذه الظروف العصيبة من دون حكومة ولا برلمان وهل تتوقع تنازل بعض الاطراف للنهوض بالعراق الجديد؟ مع بالغ شكري وتقديري لجريدة كل العرب وللكل المساهمين بهذا الجهد الرائع.
- التقويم عليكم. بإمكانكم متابعة الموقف والخطاب من أجل فرز الغث من السمين. هذه مهمتكم أخي الكريم. أما أنا فلا أزكي نفسي على الله بل ولا على أحد. أنا مواطن مسؤول وضعني الله في امتحان عسير أجتهد في عملي غاية ما أستطيع, ونصب عيني رضاء ربي وخدمة أهلي ووطني, هذا هو طارق الهاشمي,راقب أداءه, وأنا على يقين أنه سينال رضاك.. الخلاف مع الكويت سيزول وستعود المياه إلى مجاريها, وموضوع الخطوط الجوية العراقية سحابة صيف. المطلوب من العراق والكويت تهدئة النفوس والخواطر وبناء الثقة وكل شيء بعد ذلك قابل للحل.. نعم أتفق معك وليست العراقية هي المسؤولة عن هذا التأخير بل الذين عطلوا وأخروا مصادقة المحكمة الاتحادية, مرة بالعد والفرز, ومرة بتغيير معنى الكتلة النيابية, ومرة باستبعاد مرشحين فائزين, ومرة بشطب الأصوات, ومرة بفتح ملفات وتهم...إلخ, العراق والمواطن هما الضحية والذين عطلوا المصادقة حتى الآن يتحملون الوزر كاملاً.. لا أعلم ولا أستطيع أن أتنبأ بالنهاية التي ستؤول إليها المفاوضات بعد انطلاقها لكني أتوقع التوافق بين الائتلافات المختلفة إذ لا خيار أمامنا غير ذلك.
صادق الخميس / مدير تحرير جريدة الناظر العراقية
* كيف تقوّمون وضع العراق وموقعه الاقليمي ووزنه بعد ان اصبحت كل دول الجوار تعتدي عليه مثل القصف التركي الايراني المستمر لشمالنا الحبيب وكذلك قطع المياه من قبل تركيا وايران وهناك محاولات سورية كذلك الاستفزازات الكويتية يوما بعد يوم وكذلك تصريحات الكويتيين والايرانيين هذه الايام بشأن التعويضات وغيرها فهل اصبح العراق (مكفخة) بعد ان كان سيد المنطقة وما هي الاليات التي ترجع العراق الى وزنه الحقيقي.؟
- تراجع المكانة الإستراتيجية وتقلص الدور الجيوسياسي هو انعكاس للنزاع السياسي الداخلي وانهيار التماسك المجتمعي وتصاعد الهويات الفرعية الفئوية والطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة. والآلية المثلى التي تعيد للعراق وزنه الحقيقي هي تجميع طاقات العراقيين على اختلاف آرائهم حول مشروع إعادة بناء الدولة بمؤسساتها وجيشها وكينونتها السياسية والإدارية والمعنوية والدفاعية والأمنية والاقتصادية, وينبغي على الكتل السياسية أن تبادر لتقديم التنازلات المتبادلة في سبيل تحقيق هذا الهدف. علينا السهر على بناء الدولة وتكريس حكم القانون والقضاء, وبإمكاننا حل كل مشكلاتنا تحت مظلة الدولة.
محمد زهير الخطيب / باحث كندي من اصل سوري
* اريد ان اعرف الموقف الحقيقي للنظام السوري, هل له يد في العف والتفجيرات التي تجري في العراق ام انه بريء من هذا كما يزعم, ارجو ان لا يكون الجواب صعبا؟
- نحن نعمل بجد في هذا الاتجاه وأرجو أن تراجع وثيقة (العقد الوطني) التي أصدرتها نهاية العام ,2007 وأنا على يقين أنك سترتاح لها كثيراً وهي موجودة على موقعي. أما اتهام الشقيقة سورية بأنها وراء العنف في العراق, فلم يصدر عن سياسي عراقي هذا الاتهام ولا يسعني أن أسوق الاتهام جزافاً من دون بينة وحسب التقارير الرسمية التي تصلني تباعاً فإن سورية ليست محل اتهام, سورية رهاننا جنباً إلى جنب مع دول الجوار الأخرى في المحافظة على أمن واستقرار وازدهار العراق.
زاهد الشرقي / كاتب عراقي
* ما يدور الان في العراق سياسيا ما ذا يمكن أن نسميه ؟
- ما يجري مخاض سياسي صعب ادعو الله مخلصا ان يفضي الى ولادة حكومية فيها من العافية مايكفي لاحداث التغيير المطلوب. هناك في المشهد السياسي الحالي من تنطبق عليهم هذه المعايير والمواصفات وعليك التدقيق والتمحيص. الملف القضائي سيكون في مقدمة برامج الاصلاح, قانون العفو الذي جاهدت من أجل إصداره لم يعد كافيا أمام تسييس القضاء والتدخل الصارخ في قراراته جنباً إلى جنب مع تفشي الفساد. لا بد من تعديل تشريعي لقوانين نافذة. لم تبدأ المفاوضات بعد, بانتظار مصادقة المحكمة الاتحادية (التي حصلت قبل أيام فقط) واللقاءات التي حصلت لم تتعد أنشطة علاقات عامة فحسب. ستنتهي الطائفية السياسية وستتكون دولة المواطنة في يوم ما, المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة وهي بحاجة لجهد الجميع. لكن المستقبل يدعو للتفاؤل.
علاء نايف الجبارين / فلسطين
* هل سيعود العنف لا سمح الله للعراق وما هو السيناريو الافضل برأيك للخروج من الازمه بحيث يتوافق الجميع والكل يأخذ حقه ؟
- الحل بالتأكيد هو في الاحتكام الى قواعد السلوك الديمقراطي والى المعايير الديمقراطية, ومع ذلك لا ينبغي ان ننسى ان السياسة هي فن الممكن وهذا يفترض قدرا من المرونة في التعامل مع شركائنا في الوطن بحيث لا يشوه ملامح النظام النيابي المعتمد في العراق ولا يضر بثوابته. لدي الكثير مما اقوله وقد اشرت الى تحديات حقيقية كثيرة, والرفض الشعبي للتدخل الاجنبي يتعاظم باضطراد, وزيارتنا لدول الجوار هي من باب العلاقات العامة وليس التوسل بقبول العراقية او غيرها, قرارنا نحسمه داخل العراق وهو في النهاية صناعة عراقية بحت.
المهندس / محمد المفتاح سوري مقيم في الرياض
* لو افترضنا - مجرد افتراض - أن القائمة العراقية قبلت بمنصب رئاسة مجلس النواب, فهل سيكون خيار القائمة محكوماً بالمحاصصة الطائفية بحيث لا تؤول رئاسة الحكومة ومجلس النواب إلى الطائفة نفسها ؟ أم لا توجد أيّة اعتبارات لما أفترضه ؟
- نعم تقويمك دقيق وانا شخصيا كنت في العراق اثناء الغزو ولم اغادر بلدي منذ عودتي من الكويت عام 1990 بعد غزوه وهذا هو حال اغلب قادة العراقية.. القائمة العراقية سوف تعترض على اي حل يستند الى الطائفية او العرقية او الدينية, سنسعى لوضع المعيار المهني / السياسي كبديل عن معيار السياسي / الطائفي, المهمة ليست سهلة لكن معارضتنا قوية وهناك تعاطف شعبي واسع في هذا المجال.
شيركو حبيب/ بريطانيا
* لماذا لم تقبلوا بان يكون كرديا رئيسا للعراق. اليس الكردي عراقيا, فهل الاختيار يكون على اساس العراقي ام الانتماء الطائفي و المذهبي؟
- اسألك كيف اصبح السيد الرئيس طالباني رئيسا لدورتين سابقتين.اتعتقد ان ذلك حصل من دون توافق سياسي كنت شخصيا طرفا رئيسيا فيه, لماذا التعمد بالمغالطة ؟! ولكني اسألك لمصلحة من يُقال ان هذا المنصب او ذاك انما هو حق مكتسب بل حكر لمكون محدود ولن نتنازل عنه ؟ أي ثقافة هذه يا اخي؟ واي ابتزاز لعموم الشعب العراقي هذا؟! هذا هو الخطاب الذي يسمعه الشعب العراقي من بعض قيادات كردية نافذة
دانا جلال / اعلامي عراقي مقيم في السويد
* اعترضتم على ان يكون رئيس جمهورية العراق الفيدرالي كورديا, ما هي مبررات وحجج رفضكم ومن من اعضاء هيئة الرئاسة كان مع ابقاء واقع الحال الذي ورثناه من الحكم البائد الذي غير جغرافية المحافظات العراقية باستقطاع اجزاء من بعضها ووضعها ضمن حدود محافظات اخرى ضمن سياسات انطلقت من منطلقات شوفينية ومذهبية.؟
- اولا انا لم اصرح في حياتي ان يكون منصب الرئاسة حكرا على قومية معينة بحيث تحرم بقية القوميات ولا يمكن ان ألغي دور اخواني الكورد باعتبارهم يشكلون الى جانب العرب المكون الثاني الاكبر, وانا لست كغيري من العراقيين, وانا بحكم منصبي كنائب للرئيس اعتبر نفسي ساهرا على الدستور الذي اقسمت على احترامه والالتزام به حتى يجري تعديله لاحقا, والدستور لم يفرق بين عراقي وعراقي او عراقية على اساس الانتماء. كل الذي قلته هو (ينبغي ان يكون الرئيس القادم للعراق عربيا لمصالح استراتيجية راجحة) بل ان مصلحة الاخوة الكورد,(هذه هي وجهة نظري), وعصارة تجربتي في الحكم امدها اربع سنوات تقتضي ذلك. الكورد اخواني في الدين وشركائي في الوطن ولا أحمل للشعب الكوردي الا الحب والتقدير, بل والتعاطف على المحن والالام التي تعرضوا لها واشعر التزاما بتعويضهم بافضل صورة تعزز ثقافة الشراكة في بلد واحد وتبعدهم عن النظرات الكارثية الضيقة التي تدعو للانفصال والابتعاد عن حكومة بغداد, أو تجاهل هموم العراق والتركيز فقط على مصالح المكون. اما عن الخلاف حول الحدود الجغرافية فيما بين المحافظات, فهذه خلافات ينبغي ان يكون طابعها ومراميها ادارياً وليس غير ذلك. وهي خلافات ينبغي ان تحل داخل اطار العائلة الواحدة والشراكة الوطنية وعلى الحق والعدل.
ضياء الدين البري
* متى يرجع العراق عراق العرب؟
- هوية العراق العربية الاسلامية ليست محل نقاش والعراق متعدد الاعراق والقوميات وحقوقها وثقافاتها مصانة بالدستور, البعض حاول ان يغيب هوية العراق بالحديث عن ( الشيعة والسنة) كأن هؤلاء لا هوية لهم...وهؤلاء عرب اقحاح ويشكلون غالبية الشعب العراقي.
عبد الملك عبدالله الماوري/ صحافي يمني
* ما يجري ليس الا اختبارات ونموذج اولي لقياس معايير التوافق بين اضداد غير متجانسه ولو ظهرت بنموذج التحالف ؟
- العراق في مخاض سياسي حقيقي ادعو الله ان ينتهي بولادة حكومة تتوفر فيها شروط العافية, بناء النموذج قد يستغرق بعض الوقت ولا بد ان نصبر, نعم لازال الانقسام حادا حتى داخل الائتلاف الواحد, والتدخل الخارجي يزيد من حدة الانقسام ويعمق الخلافات ونحن نرصد ذلك وندينه, العراقيون يقتربون تدريجيا من مشتركاتهم ويبتعدون عن مواطن الاختلاف وهذه اولى علامات الصحة.0
العرب اليوم