زاد الاردن الاخباري -
مراحل الطفولة تعتبر عند غالبية الناس من اجمل مراحل الحياة واكثرها براءة ومواقف ممتعة وطريفة، وكلما كبر الانسان تصبح تلك الذكريات في معظم الاوقات الملاذ اللطيف الذي يهرب اليه من اجل الترويح عن نفسه، وحتى في الجلسات العائلية او بين الاصدقاء فان اكثر الاحاديث التي تروق الجميع هي الاحاديث المتعلقة بالطفولة وشقاوتها.
مع مشاغل الحياة الكثيرة والضغوطات التي نعاني منها سواء في العمل او في تربية الاولاد او لاي ظرف اخر، اصبحنا ننسى طفولتنا والمواقف التي عشناها في تلك المرحلة، وقلت احاديثنا المتعلقة عنها، ولذلك قامت مجموعة من الاشخاص بانشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "لما كنت صغير.. كنت" .
هدف الصفحة يقوم على اعادة احياء ذكريات الطفولة بين مختلف الاعمار، وبالفعل لاقت الصفحة رواجا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاعل عليها كبير جدا، فقد احيت ذاكرة الكثيرين من خلال مشاركتهم لقصصهم الطفولية والاحداث التي كانت تحدث معهم في مرحلة طفولتهم.
اختلفت مشاركات المتفاعلين على الصفحة الذين قرروا ان يجمعوا اكبر قدر ممكن من الذكريات فمنهم من كتب ذكريات طريفة عن طفولته ومنهم من كتب عن امور مؤلمة واخرون كتبوا عن اجمل ما مروا به في تلك المرحلة.
متفاعلون على الصفحة قالوا ان فكرة الصفحة قد حررتهم من ذكريات كانوا خائفين من البوح بها او انهم اشتاقوا للتعبير عنها فشاركوا الاخرين فيها، ومنهم من تحدث عن ذكريات طفولة كانت تربطهم باصدقاء ما زالوا حتى هذه اللحظة مستمرين بصداقتهم، وكم هم فخورون بذلك.
ضربت فكرة الصفحة ايضا على وتر اخر وهو وتر الاحلام، فالمتفاعلون على الصفحة تحدثوا عن ان احلامهم في مرحلة الطفولة كيف انها كانت صغيرة ولم تكن تتعدى الاحلام اللحظية وبعضها كانت احلاما ترتبط بمستقبلهم فمنهم من كان يحلم ان يصبح طبيبا وكان يلعب هذا الدور دائما على عائلته كما لو انه طبيب حقيقي، ومن ثم يتحدث عن واقعه الحالي فمنهم من تحقق حلمه واصبح بالفعل طبيبا او مهما كان حلمه منهم من تغير حلمه واستبدله بحلم اخر.
في السياق ذاته قام المتفاعلون على الصفحة باستغلالها بالطريقة التي تناسب كل واحد منهم فمنهم من فتح قلبه بامور يرغب حقيقة بالحديث عنها لاناس غرباء ومنهم من استخدمها بطريقة طريفة، ومن اكثر التعليقات التي لفتت الانتباه كان تعليقا قام بكتابته شاب عشريني فكتب على الصفحة "لما كنت صغير..كانت والدتي تشتغل في البيت خياطة لحتى تصرف علي وعلى اخواتي وما عمرها سألت او طلبت من انسان لان نفسها عزيزة وما تزوجت رغم كل هالظروف اخلاصا لوالدي..حلمي يكون عندي اب مثل باقي الاطفال، لانه توفي والدي وكان عمري سنة و3 اشهر.
كان حلمي اشتغل واساعدها وانا بدرس رغم اني كنت صغيرا، برضه كان حلمي يكون عندي كمبيوتر لاني كنت احب الهاكر وامور الاختراق وفك وتركيب الاجهزة الالكترونية، وقتها الكمبيوتر كان غاليا جدا ووضعي المادي ما بسمحلي اشتري كيبورد، رغم كل هالظروف اشتغلت وانا صغير وساعدتها، دراستي اتأثرت شوي، بس اشتغلت 23 نوع شغل من كان عمري 11 سنة الى هاي اللحظة لحتى اوفر لاخواتي واهلي حياة كريمة.
بس بعد هذا التعب كله لما صرت كبير رفعت راسها لامي وفرجيتها انه تعبها ما راح عالفاضي، وهي فخورة فيني جدا الى هذه اللحظة، لانه الان عمري 25 سنة وصرت مستشار امني ومحقق بالجرائم الالكترونية لاحدى الوزارات واحدى الحكومات العربية".
العرب اليوم