.. حين يرحب الغرب \" المتوحش \" الحاقد على أبناء الأمة بقرار إسرائيل تخفيض الحصار على غزة بعد سلسلة إدانات الهجوم على أسطول الحرية الذي قادته تركيا فأنها بذلك تعطي الضوء الأخضر للإسرائيليين من اجل بقاء الحصار الممتد منذ أربعة أعوام دون الإشارة الى مخالفة تلك الإجراءات الإسرائيلية للمواثيق او الأعراف او القانون الدولي وهذا ا يعني منح إسرائيل موافقة ضمنيه على إبقاء الحصار وزيادة معاناة وقتل مليون ونصف المليون مواطن يعيشون في القطاع ارتكبوا خطيئة انتخاب قادة من أبناء شعبهم ضمن انتخابات فلسطينية عامه لم تلقى نتائجها الترحيب في الأوساط الغربية والعربية الرسمية رغم كل الإشادات التي أقرت بنزاهتها .
إذا كانت قرصنة الدولة او إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل بحق المحاصرين في غزة وبحق أسطول الحرية وقتل تسعة من المدنيين المشاركين لفك الحصار لم يحرك الضمير العالمي والعربي تحديدا فمادا يحركه بعد ، بل ووجدت إسرائيل رغم جرائمها المتعاقبة في دبي والبحر والحصار وتهديد وخطف سفن فك الحصار ترحيب المجتمع الدولي في تخفيف الحصار فرصة سانحة لممارسة إجراءات اشد فتكا وعنفا ضد المحاصرين وضد الدول المحيطة كذلك ، بل سيمنحها الفرصة للاستمرار بسياسة الترهيب والاعتداء وملاحقة المعارضين لها في كل الدول العربية ، إذ نجحت إلى حد ما من تخفيف اثأر الاعتداء على القيادي الفلسطيني البحبوح في دبي وهاهي تفلت من جريمة الاعتداء على الأسطول التركي بسبب الدعم الغربي والتواطؤ العربي او لنقل الصمت العربي حيال جرائمها .
يبدو أن الغرب لم يتنبه او انه تنبه إلى سقوط القيم الأخلاقية والإنسانية التي كان ينادي بها منذ قرون خلت ، والتي كان يدافع عنها دفاع المستميت في حروب ومعارك سياسية وعسكرية يذكرها التاريخ مع المنحرفين عن تلك القيم ، وبات الآن ومن اجل عيون الصهاينة الذين تمكنوا من ترويضهم بعد ما يعرف بجرائم النازية في أربعينات القرن الماضي ان يبدلوا تلك القيم تبدلا دراماتيكيا هدفه خدمة اليهود في العالم على حساب ومصالح وأرواح أبناء شعوب العالم قاطبة استنادا إلى مصالح اليهود الذين ورطوهم في أوكار الجنس والمخدرات والمال وباتوا أتباعا وشيعا لا يخالفونهم الرأي رغم ما يظهر من خلافات إعلامية على السطح هدفها إسكات شعوبهم وشعوب العالم والإيحاء بدفاعهم عن تلك القيم .
نعم ، لقد سقطت كل القيم الأخلاقية الرفيعة التي كانت تميز الساسة في الغرب ، وسقطت معها قيم التسامح وحقوق الإنسان والحرية ، وإلا كيف يرضى الغرب بوجود اكبر سجن في التاريخ يضم مليون ونصف المليون مواطن لا يملكون من حريتهم ما يملكه مجرم قابع في احد سجون أمريكا او انجلترا او فرنسا ! سجن يضم أكثر من 180 ألف طفل يعانون من نقص الغذاء والحليب والدواء ، سجن يعاني فيه أكثر من 200 ألف شيخ وعاجز أمراض مزمنة لا يلقى الدواء أو الرعاية ، لقد تعمد الغرب بساسته المدجنين بمال ونساء ومخدرات اليهود في العالم أن يكشفوا عمق وحد حقدهم وكراهيتهم الموجهة للعرب والمسلمين وأثارت حفيظة المغالين في العداء للغرب ويزدادون أضعافا كلما أعلن الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض تفهم الرئيس الأمريكي لجرائم اليهود بحق الأمة !
كنا ولا نزال ندين الإرهاب وقتل الأبرياء أينما كانوا وكيفما كانت أرائهم ، كنا نتعاطف مع من قتله الإرهاب أو افسد يومه ، لكننا بتنا اقرب ما نكون للترحيب بعمليات الانتقام التي كنا ندينها بحق الأعداء وخاصة منهم الساسة وليس العامة ، وباتت الشعوب العربية والإسلامية أكثر وضوحا في بهجتها كلما سقط عسكري او سياسي غربي في العراق وافغانستان او فلسطين يناصبنا العداء ، لأن الإرهاب صناعة غربية وليس إسلامية ، والتعدي والاحتلال سمة الغرب وليس العرب ، فمن أسس لصناعة الاستعمار واستعباد الشعوب ونهب ثرواتها عليه ان يتحمل ما يواجهه من رفض وتحد ومواجهة !!!