اليوم يا دولة الرئيس , و في هذه المقالة , لن أنتقدكم فيها كما عودتكم , ولن أسن سيف قلمي عليكم , اليوم سأرفع كلماتي هذه لكم , بلغة الإستدعاء , ولغة الامل والرجاء , في أن تلبوا هذا المطلب الذي سأضعه بين أيديكم اليوم , وأشرحه لكم مختصرا ما استطعت , لأنه لا يحتاج الى إطالة , فعنوانه هو فحواه , و هو موضوع لا فائدة لي شخصيا تُرجى من ورائه , ولست من المتضررين من عدم حدوثه , ولكنه مطلب بسيط طُلب مني ان أُوصله الى دولتكم , ولان الطريق بيني وبينكم فقط عبر الكلمات , ومن خلال الحروف , و التي أعلم متأكداً أنكم تقرؤنها , وتطلعون عليها , وأعلم إنكم إنزعجتم كثيرا من بعض ما جاء فيها, ولإإن الذين طلبوا مني إيصال المطلب لكم هم زملاء لي في جامعتي الحبيبة جامعة مؤتة , والذين أُشاركهم الهموم , وأتنفس معهم هواء المعاناة يوميا , فلم أجد في نفسي حرجا , أن اكتب لكم مُتمنيا مُترجيا أن تقوموا بما هو أصل تكليفكم الملكي السامي.
الموضوع بكل إختصار يا دولة الرئيس , أنه ومنذ أن أعلن مولاي صاحب الجلالة الهاشمية عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه , ان التنمية الادارية عنده أهم من التنمية السياسية , وأن المواطن العامل في أي قطاع كان يجب ان يطور نفسه , وان يوسع مداركه , وان تقوم الحكومة وكافة الاجهزة المعنية بتسهيل هذه الطموحات المشروعة , وتقديم كافة الخدمات لمن يُريدها , وغالبية الموظفون يسعون حثثا , للإستفادة من هذه المكرمة الملكية السامية , وهذا التوجه الملكي , ومن ضمنهم ومعهم موظفون الجامعات الحكومية , الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل تحسين ظروفهم , وتطوير أنفسهم , فلبوا النداء ندا الوطن على لسان الملك , فمنهم من حصل على الثانوية العامة , ومنهم على الدبلوم , ومنهم على البكالريوس وحتى الدكتوراة , وبذلوا الجهد الكثير , وأنفقوا على قلة ما بين أيديهم الكثير , في سبيل تحقيق المراد , والوصول الى الدرجة التالية , وعيونهم الى الأعلى دائما بحكم اردنيتهم , وهاشميتهم.
ولكن ما حدث يا دولة الرئيس وكالعادة , ظهرت الخلافات , وبعض القوانين التي تمنع , وتحدد , وتشرط , ولأن الامور التعليمية وكما تعلم يا دولة الرئيس تدخلت فيها مؤخرا المصالح الشخصية , والأرباح المادية , والصراعات بين الجامعات الخاصة , فكان من الطبيعي أن تتاثر هذه القضية بتضارب المصالح , تخيل يا دولة الرئيس انه هنالك قانون في الجامعة يمنع أي مُوظف من إستكمال دراسته وتحصيله العلمي الا بعد حصوله على موافقة خطية من رئيس الجامعة , ولم يحص ذلك ابدا , وأنه كل من يدرس دون حصوله على موافقة لا يحق له اعتماد تحصيله الجديد , ولا يعترف به , لا ورقيا ولا في سلالم الرواتب المتكسرة أساسا .
لا أعلم إن كنت تعلم يا دولة الرئيس ان الزيادة السنوية لموظفي الجامعات هي خمسة دنانير في أفضل الحالات , وهي زيادة نحسد عليها مقارنة مع باقي موظفين الدولة , وأن كل من يحصل على مؤهل علمي جديد , يحصل على زيادة سنوية واحدة الى إثنتين فقط لا غير , نعم هو مبلغ كبير ومؤثر في موازنات الجامعات الحكومية التي معظمها موازنات أسفية , محزنة إن لم تكن مخزية .
دولة الرئيس
الملف له أسس وأبعاد سابقة من أيام معالي خالد طوقان , ومعالي رئيس جامعة مؤتة الاسبق , وهنالك من قُبلت تحصيلاته العلمية وهنالك ما لم تقبل , وهم الان أقلية , دفعوا كثيرا من الأموال التي إقترضوها حتى ينهوا دراستهم , ويتمتعون بتحصيلهم العلمي الجديد , ولكنهم للأسف على وشك أن يلعنوا الاوراق , والشهادات , كما و أُعلمك يا دولة الرئيس أن عطوفة رئيس جامعة مؤتة الحالي الدكتور عبدالرحيم الحنيطي , كان له تجربة سابقة بخصوص نفس الموضوع حين كان رئيسا للجامعة الاردنية , وكما أبلغوني الزملاء ان البرنامج الذي وضعه عطوفة الحنيطي كان ناجحا , وأنهم يتمنون ان تكون لهم نفس الفرصة .
دولة الرئيس
الموضوع ليس معقدا ولا صعبا , هي بضعة أنظمة وتعليمات سخيفة وضعت , تحول بينهم وبين إكتمال فرحتهم بما بذلوه من جهد على حساب بيوتهم وأهلهم و أولادهم , ومُعوقات مالية تتعلق بالموازنة المهترئة أساسا , تمنع عنهم تعويضا رمزيا لما خسروه من مبالغ طوال فترة دراستهم , و فوق هذا كله ومعه متلازما مجرد لحظة يتم فيها إتخاذ قرار جريء وإيجابي يُنصفهم , ويُعطيهم ما هم يستحقونه فعليا.
دولة الرئيس
لتكن هدنة بيننا , هدنة يفرضها واقع زملائي في الجامعة , الذين أصروا علي أن أستدعي لدولتكم , وتركوا لي خيار الأُسلوب والطريقة , هدنة يحق لزملائي ان يفرضوا علي طلبها منك , وأن أُدخل كلمات الرجاء والتمني بين سطوري وما اعتادت , موضوعهم كما اخبرت دولتكم أعلاه بسيط وسهل ولا يحتاج الا الى قرار من رجل جريء ينفذ بالتو والحال , فانصفهم واكسب في صفك مجموعة رائعة أحبهم في الله , وإن كان و نفذت لهم مطلبهم سيدافعون عنك في قادم الأيام سينتقدونني إذا انتقدتك أو سحبت سيف كلماتي عليك , فتلك خسارة أقبلها , وتبدل في المواقف أحبه .
دولة الرئيس
إستنادا الى الهدنة وما أجبرني عليها : أرجوكم أنصفوهم , أرجوكم حققوا لهم ما يسعون له , ولا تلتفتوا الى كثرة التبريرات , والتراهات في الخلل الهرمي الوظيفي , وتلك التعليمة , وذاك النظام , فبين يديكم الصلاحية والقدرة فاضيفوا عليها بند الرغبة , كافة المعلومات المتعلقة بهم وبأسمائهم موجودة في رئاسة الجامعة , ومقابلتهم سهلة لتوضيح أية نقطة , أو معلومة تفيد موقفهم وتحقق غايتهم.
اللهم هل بلغت ...اللهم فاشهد
والسلام ختام
حازم عواد المجالي
جامعة مؤتة