زاد الاردن الاخباري -
تساءلت مجلة تايم الأميركية بشأن ما يظن الإسرائيليون أنه يجب فعله إزاء حصارهم غزة، وقالت إن الحصار لم يكن يثير اهتمام الرأي العام الإسرائيلي حتى حدث الهجوم الدامي على أسطول الحرية والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات ممن كانوا على متن السفينة التركية "مرمرة".
وبينما قال إسرائيليون إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما فتئت تمطر المدن والقرى الإسرائيلية بوابل من صواريخ القسام رغم الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، قال إسرائيليون آخرون إن الحصار الإسرائيلي لمليون ونصف مليون فلسطيني في غزة أسفر عن نتائج عكسية لإسرائيل.
وفي حين قال الناطق السابق للكنيست الإسرائيلي أفروم بيرغ "إن العالم بأكمله انقلب ضدنا"، اعترف مسؤول إسرائيلي كبير بشكل سري لمجلة تايم الأميركية بأن مشكلة حصار غزة تكمن في السياسة الإسرائيلية نفسها.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه قد يكون من السهل تبرير قيام تل أبيب بمنع وصول السلاح إلى غزة، لكن إسرائيل أخطأت في حساباتها بشكل كبير عندما أقدمت على محاولة خنق حماس عن طريق جعل معيشة أهالي القطاع العاديين تكون أكثر بؤسا، مضيفا أن تل أبيب منعت وصول أشياء مثل البهارات وألعاب الأطفال إلى القطاع.
وأضاف أن الحصار الإسرائيلي على القطاع برمته كان غلطة أعطت انطباعا للعالم بأن أهالي غزة يتضورون جوعا وعطشا جراء سوء أحوالهم الاقتصادية، وكنتيجة لذلك، بدأ كل إنسان في العالم يشعر بضرورة مساعدتهم.
وقال المسؤول إن الناس لا يريدون أن يساعدوا أهالي غزة بمدهم بالسلاح ولكن بالغذاء والدواء، مما أسهم بالتالي في شهرة حماس، مضيفا بالقول إن "الحصار كان غلطة، إنها غلطتنا".
وأشارت تايم إلى فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وقالت إن فوز الحركة أصاب كلا من إسرائيل وواشنطن وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالحيرة والذهول.
وبدأ الحصار الإسرائيلي على غزة إثر سيطرة حماس على القطاع والذي استمر حتى قامت سفينة مرمرة التركية بكسره مجبرة إسرائيل على محاولة تغيير سياساتها إزاء الأزمة.
وفي حين اقترح اللواء الإسرائيلي المتقاعد غيورا إيلاند أن تسمح إسرائيل لسفن البلدان الموثوقة بتوريد المؤن إلى غزة عن طريق البحر، وأن تقوم تل أبيب بالامتناع التام عن تسيير الدوريات أو اختراق حدود القطاع بحيث تخلي جانبها من أي التزامات إزاء غزة بكون الأولى تشكل قوة احتلال، قال إن إسرائيل فشلت حتى الآن في إخلاء مسؤولياتها إزاء القطاع المحاصر.
(تايمز)