يمكننا تفهم وتفسير الشعبية الجارفة التي يتمتع بها حزب الله اللبناني عند العرب والمسلمين, لما يمثله من رمز للصمود والمقاومة للعدو الإسرائيلي , ولما قدمه من تضحيات وبطولات دفاعا\" عن العرب والمسلمين ,فهو الذي وقف ندا\" قويا\" في وجه الاعتداءات الاسرائيلة المتكررة على لبنان , وهو الذي قصف المدن الإسرائيلية , وهو الذي ادخل الاسرائيلين الملاجئ , وهو الذي حرر الجنوب اللبناني ,وحرر الأسرى , فعل مالم تفعله جيوش عربية .
كما يمكننا تفهم وتفسير موقف مناوئي الحزب بأنة أداة بيد إيران وسوريا, وهو يخوض حرب بالوكالة عن كلا البلدين على الساحة اللبنانية , و الحرب الأخيرة التي افتعلها الحزب بخطف جنود اسرائلين كانت بأوامر سورية إيرانية لا مصلحة للبنان بها, فقد خسر تلك الحرب بإعادة لبنان والاقتصاد اللبناني للوراء عشرات السنين والانكفاء إلى الداخل مما يعتبر تهديد للأمن والسلم الأهلي على اعتبار أنة أصبح يمثل دولة داخل الدولة اللبنانية ,
كذلك نتفهم الخطاب الحماسي الثوري الذي يردده الحزب على مسامعنا في كل مناسبة , وتذكيرنا بجهورية الحزب التامة لصد إي عدوان على لبنان واستعداده التام للقتال في إي لحظة , سواء رد على استفزازات إسرائيل كما يدعي مؤيدي الحزب أو لتأجيج المشاعر والعواطف العربية كما يقول معارضي الحزب .
لكن ما لا نستطيع تفهمه وتفسيره هو انشغال حزب الله في التحضير والإعداد لكسر الحصار عن غزة بإرسال قافلة مساعدات إنسانية سلمية تقودها سيدات \" محتشمات \" وليس بصواريخ الكاتيوشا أو الار بي جي , مع العلم إن هذه الإعمال والنشاطات السلمية تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وناشطين سياسيين وليس الجيوش والمنظمات العسكرية التي وظيفتها القتال .
إذا كان حزب الله تحول إلى مؤسسة مدنية سلمية, فلا يمكننا تفهم رفض الحزب طلب الفنانة \" هيفاء وهبي\" المشاركة في القافلة الإنسانية بسبب \" سفورها وتبرجها\" فمن حقها المشاركة في هذا الجهاد السلمي الذي ينظمه هذا الحزب !! فنحن نعلم إن مؤسسات المجتمع المدني ترحب بمشاركة الفنانين والرياضيين والمشاهير في إعمالها ونشاطاتها لما لهم من تأثير في الرأي العام وعلى وسائل الإعلام لنصرة ومؤازرة وترويج أعمال ونشاطات تلك المنظمات.
إذا كان حزب بحجم حزب الله يحظى بهذه الشعبية الجارفة و تتعلق علية آمال وطموحات الشعوب العربية كآخر قلعة من قلاع المقاومة والدفاع عن كرامة الأمة المهدورة , يريد كسر الحصار عن غزة بقافلة مساعدات وليس بالصواريخ والمدافع , فما المانع إن يطلب هو من \" هيفاء وهبي \" قيادة تلك القافلة!! .
على الأقل
\" كان بإمكان الحزب تنظيم وتمويل الرحلة بدون الظهور اعلاميا\" أنة يقف ورائها, حتى لا تهتز صورة الحزب في نظر عشاقه ومحبيه \"