ينتظر الأردنيون في حلهم وترحالهم وفي غرف نومهم يوم الثلاثاء كيوم رعب تصدر فيه حكومتنا الرشيدة العديد من القرارات حيث يطل طيب الذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة ليعلن عن إصدار مرسوم يتضمن قنابل ذات كفاءة عاليه من الضرائب التي تدك أجساد وعقول المواطنين المائلين للانطواء والتشاؤم أصلاً ... وقرارات أخرى تتضمن الاستغناء عن خدمات بعض من يجلسون في الصفوف الأولى دون علم مسبق ليكون البديل جاهزاً بعد أن وقع عليه الاختيار حسب الشروط والقوانين والقواعد المرعية المرضي عنها حكومياً..!!
لذلك أصبح يوم الثلاثاء أو ما يسمى ( جحش الأسبوع ) يوم يثقل كاهل الأردنيين سواء ممن يتمتعون بنعيم البرجوازية أو من داستهم البروليتاريا بأقدامها المرعبة ..!!!
بالأمس القريب أتحفنا الناطق الرسمي وحسب مفهوم النظرية الاقتصادية بانخفاض أسعار المحروقات بعد أن انخفضت أسعارها عالمياً لكن على الطرف الآخر ارتفعت وتيرة الأسعار بشكل جنوني بعد فرض العديد من الضرائب التي لم يسلم من شرها سوى الهواء الذي يتنفسه الأردنيون على اختلاف مساكنهم ومشاربهم ومصائبهم .. فمن كان بالأمس يتضرع لله وهو حامل سبحته بيده بأن يخرج الأردن من ضائقته الأقتصاديه ها هو اليوم يشهر قلمه في وجوه الأردنيين ليوقع على المزيد من الضرائب بحبر قلمه السائل ... وعلى مرمى حجر واحد نشاهد بين الأزقة والأروقة وعلى السطوح أشباح المفاسد وأخيلة الانحطاط .. قصور فخمة وقلاع عاليه يسكنها الأغنياء وبين جدرانها المكسوة بالحرير تقطن الخيانة والرياء وتحت سقوفها يستوطن الكذب والابتذال ... قصور تتشامخ جدرانها تيهاً وافتخاراً نحو العلى لكنها لو شعرت بأنفاس المكاره والغش السائل عليها لتشققت وتبعثرت وهبطت إلى الحضيض ..!!!
وبعد هذا وذاك تسعى الحكومة بكل ما أوتيت من قوه وأكثر من أي وقت مضى لتسويق آلاف الشقق السكنية الفارغة التي تحمل مسمى ( سكن كريم ) ونحن ندرك أن كرماء الوطن لم يتمكنوا من امتلاك شقق سكنيه لارتفاع الضرائب والمسقفات والفوائد على الشقة الواحدة ليبقى الإقبال على الشقق دون المستوى المطلوب .. وفي المقابل ترتفع عالياً عمارات فارهه تحمل مسميات عده تم وضعها برسم البيع بأرقام خياليه وأهل الكروش القابضين على القروش أرهقوا الأردن بالقوانين ونظريات الخصخصة والتسويق ليحيلوا البلد إلى مستعمرات سكنيه شبه فارغة ليبقى السؤال الذي لا يفارق أذهان الأردنيين الذين يبحثون عن لقمة العيش في ظل وضع اقتصادي يضغط على جيوبهم الهزيلة ... ترى لمن هذه المشاريع ومن الذي يضخ هذه الأموال فيها ومن الذي أوصل البلد إلى هذا الحال ومن الذي ترك الأردنيون يتضورون جوعاً ..؟؟!!!!
إن قلوب الناس طافحة بالآلام والمآسي وجفونهم تقرحت من حرارة الدموع والضلوع تكاد تتمزق من مخبآت الصدور وحبوب علاج الصداع لا تحل آلام الجوع .. العلاج هنا معقد إن أشاحت الحكومة بوجهها عنه , لكنه أي العلاج في متناول اليد إن هي قررت أن تقدم العلاج لكي لا يبقى المواطن الذي يرتدي ثياب مريض يرقد في غرفة العناية وهو يئن من الجوع ..!!!
ارحمونا يا من تسكنون في ابراجكم العاجية ويا من تجلسون على كراسيكم الوثيرة .. كل ما نطلبه أن نبقى أحياء ... أما الأردن فهو أمانة في أعناقكم ..... وعلى الوطن وعلى الزهر المتفتح فيه مني كل سلام .