قامت إسرائيل وعلى طوال العقود الماضية بقلع ما يتجاوز (113000) شجرة زيتون واجتثاثها من قرارها وجذورها في فلسطين ، كما بلغت مساحة الأراضي الزراعية المدمرة ما يتجاوز (4) مليون متر مربع - هذه المعلومات وفق مركز البحوث والدراسات الفلسطيني في عام 2009 - .
وبعد هذا كله ، ها هي اليوم تدس عملائها وسماسرتها للتوسط من اجل شراء محاصيل الزيتون الأردني لهذا العام . فقد تناقلت وسائل الإعلام وعلى طوال الأسبوع الماضي خبر السماسرة الذين يجوبون البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها للتعاقد مع المزارعين لغايات شراء محاصيلهم من الزيتون ولصالح من ؟؟! .. لصالح الكيان الصهيوني الذي سيقوم بعصره كما عصر قلوبنا ودمائنا ، ويعيد تصديره إلى أوروبا على انه منتج اسرائلي .
وقد سمعت بأنهم يدفعون في لقاء ذلك مبالغ خيالية تجعل المزارع يفتح فمه وعينيه على وسعهما ، استغرابا وتعجبا وربما أحيانا ، استهجانا ، وذلك لاغرائهم واغوائهم ودفعهم الى بيع محاصيلهم .
وقد قيل بان هناك من باع محصوله قبل نضجه ، وهناك من ينوي البيع ، وربما هنالك من يبحث عن هؤلاء السماسرة الآن ليعرض عليهم محصوله ويدلهم عليه
فالمبالغ المدفوعة تغري وتغني عن تقلبات الموسم والأسعار ، وأنا على علم بان حصة السمسار لا تقل إغراء عن حصة المزارع ، فإسرائيل تملك كافة المغريات وهي ذات باع في مسالة الإغواء ولا شك بأن المال أبسط وأسهل إغراءاتها وإغوائها .وهي أيضا عالمة وخبيرة بالنفوس لذا هي تملك مفتاح لهذه النفوس ، - بصراحة نحن من كشفنا لها على مفاتيح أنفسنا - ، فمفتاح النفوس الضعيفة هو شرائها بالمال .
أنا لا أريد أن أتحدث عن تاريخ الإغراءات الصهيونية أو الحديث عن إغوائها الدنيء والخبيث ، كما إني لا أريد أن انظر كثيرا فأتحدث عن رائحة الضحايا ورائحة الدماء المنبعثة من أموال إسرائيل ، وكيف تصبح المسألة عند تبديل الزيتون بأوراق مالية مسكونة بأرواح الضحايا الأبرياء اللذين تتلذذ بعصرهم إسرائيل .
إنما أردت أن أقول أن القصة ليست قصة إغراءات مادية وان كانت ، القصة بالمختصر هي أن :
\" النفس ردية \"
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com