الجيل تبعنا –احنا اللي نولدنا قبل سنة 1900- من القرن الماضي وصار عمر الواحد فينا مليون سنة ضوئية من الهم والغم بيذكر كيف كانت هي الأغنية ل\"حلم\" مشهورة، وكلنا شفناه بغنيها لبنت \"حلوة\" بتطير العقل ، وطبعاً مهما يكون الحلو كذاب حلاوته بتشفعله وكذبه بصير صدق حتى لو كان مسيلمة او سجاح خصوصاً بعيون المحب.
المهم يا جماعة خلينا بالحكومة ، وبدنا نرجع شوي لميثاق الشرف اللي قدمته وكل واحد من الوزراء \"قظب\" عشواربه وحلف اليمين إلا يعمل كل ما بجهده لإنجاح خطة إصلاح كاملة مكملة ، وليخلونا (الشعب)في الأردن نوكل المن والسلوى بدون ما نضيع بالصحراء 40 سنة ومن غير من وأذى ، وكلنا بنذكر إنه رئيس الوزراء قال: انا ما بديش حكومة استرضاء للناس ، بدنا حكومة عمل وشغل وبرامج ، وانبسطنا على هالسواليف الحلوة اللي طالعة من ثم الناطق الرسمي مثل العسل ، وكانت على قلوبنا أحلى من غناج هيفاء وهبي.
يومها واني قاعد بشقتنا هون بأميركا قمت أدبك بنص الليل لأنه لما الخبر بطلع الصبح في الأردن بوصلنا بأميركا بنص الليل ، بتعرفوا كل شي بدخل اميركا بتفتش هالأيام حتى الأخبار عشان هيك بتوصلنا الأخبار متأخرة خاصة بعد جهاز التعري الجديد في المطارات. وطبعاً بس قمت أدبك وأغني جارنا العراقي اللي ساكن تحت بيتنا ما صدق خبر ، لأنه العراقيين من لما صار الاحتلال ما دبكوا ولا غنوا إلا فوق الجثث الممزقة والمحترقة، فالزلمة ما صدق خبر وطل عليّ وقال \"شاكو ماكو يا جار\" قلت له والله مبينه هالحكومة الجديدة في الأردن حكومة خير عقبال عندكوا إن شاء الله، وآني مبسوط كثير يا جار وما تآخذني أزعجتك بس والله ما قدرت أصبر للصبح علشان أدبك وأرقص ، ساعتها جارنا قام وتضامن معي وبلشنا ندبك مع بعض، أما جارنا الأميركاني لما عرف بالسولافة تمنى لو كان أردني وعنده حكومة زي حكومتنا ، بس طلع بعرفش يدبك ولا يشبك حبل مودع فقام يهز جسمه عطريقتهم ، وطلعت الفرحة مشكلة من كل لون، وصبح علينا الصبح واحنا فرحانين بحكومتنا والميثاق.
ومثل ما بقولوا : راحت السكرة واجت الفكرة ، تابعنا الأخبار ، وكنت كل يوم أقرأ الجرائد الإلكترونية من أخبار الحكومة مروراً بأخبار هيفاء وهبي اللي صارت عنوان رئيسي بجرايدنا لجذب الزوار خصوصا العشرينيين اللي مولعين بدون هيفاء، الله يعينهم شو بصير فيهم لما بشوفوها؟ طبعاً وبنعدي على أخبار الإنتحار والحرائق وحوادث السير ، وبنلاقي دائما فيه خبر نشاز، إمراة حامل ولدت مرتين في السنة، يبدو انه بعصر النت النسوان تحولن أرنبات ، وخبر آخر بقول: إمرأة ولدت عشرة توائم من اطفال الأنابيب واحد منهم اله عشر روس، وإسرائيل بتشتبه إنها رؤوس نووية والبرادعي تولى التحقيق ، وواحد طلق مرته ليلة العرس لأنها طلبت من الفرقة يغنولهم \"بحبك يا حمار\" حيشى السامعين، وعلى هالمنوال كل يوم حكاية الله وكيلكم يا جماعة ، إشي بطير المخ والا شو رايكم؟
اطلعت على اخبار الانتحار اللي معظمها لأسباب اقتصادية نفسية وغرامية وإذ بها بتزيد ، قلت خافالله المنتحرين ما عرفوا بميثاق الحكومة وما صبروا عليها على شان تخلصهم من الفقر وساعتها الشباب بجوزوا وبنخلص من هالموال ... ودعيت الله يصبر الناس الفقراء والعشاق وما ينتحروا حتى نشوف موال الحكومة لوين بده يوصل صداه ، قلت يالله الميثاق بعده جديد والوزراء \"قظبوا\" على شواربهم وحلفوا اليمين.
المعلمين طلعوا بمظاهرات واعتصامات على شان يعملوا نقابة ، قام طل الوزير من شباكه وقللهم احلقوا لحاكم وغيرو \"حِلّاسكن\" بس ما جابلهم أي حلول منطقية واقعية ، وانتهى الأمر مثل كل اعتصام ، وهي الوزير قاعد بمكتبه بتخبط ومو عارف شو يسوي، قلت الله يرحم التعليم ... إذا المعلم بدوامه الكامل وبجهده كله يا دوب يمشي الحال ، كيف بعد ما صار يفوت عالصف وهو بيحلم بالنقابة ، عليم الله بجوز صارت الحصص كلها عن النقابة ، والوزير بمكتبة فارد ..... ومنهمك بالتفكير وشرب القهوة ويمكن بشوف الأخبار عالجزيرة وبتمضحك على الناس... يالله معلش بكره بنفهم خطة الحكومة وبنتجاوب معها ارضينا والا ما رضينا ، مهي هي الحكومة مش حكومة ترضية وشعارها عمره لا حدى رضي.
ثلثين أطباء وممرضي مستشفى البشير أكلوا كتل من المراجعين وأهاليهم، ومعالي وزير الصحة مش عارف كيف يحل المشكلة، طبعاً المشكلة أنه مستشفى البشير عليه ضغط بخلي الدكاترة يشوفوا المريض وبدل ما يقولوله سلامتك يدعو عليه ويطلبوا من الله يريحهم منه ويموت عشان ما يرجعلهمش . بالتأكيد المراجعين بتحملوش وبدل ما يشتكوا للمسؤولين بكفكفوا عن سواعدهم وبنادوا العشيرة \"عالميدان يا حميدان\" وبالنهاية فنجان قهوة وصلحة ومناسف وانتهينا، وراحت عالدكتور والممرض اللي أكلوا \"بدن\" ... قلت والله الحكومة مالها دخل ، شعبنا هو اللي روحه بمناخيره ومش متحمل حتى الذبانة تهدي على راس منخاره.
صارت العمارات العالية تخصص انتحار بدل ما هي شقق للإيجار ، والمستثمرين الآن بفكروا انهم يقدموا مشاريع لانتحار الشعب ويمكن يحطوا خوازيق عالأرض على شان يضمنوا النتيجة والموت الفوري للضحية –هي قلة خوازيق على شعبنا- ، وفكرت إنني ممكن أودي الدكتور \"كيفوركيان\" كإستشاري انتحار على شان يصيروا الناس ينتحروا على طريقته اللي ابتدعها مطلع التسعينات في ميتشجن وادعى انها طريقة انسانية وبهيك بنتخلص من تقارير حقوق الإنسان اللي ما بترحم، وتسلمي يا حكومة.
المصللين طقوا إمام الجامع كتلة لأنه تهجم على حسن نصرالله ، وكأنها المقاومة مرتبطة بشخص ، يعني لو بكره السيد حسن نصرالله ودانا لجهنم بنمشي وراه ، ما بدري هي الشعوب متغابية والا الذيب صاير ذكي، نسيوا المثلث المجوسي بقيادة إيران واكلوا وشربو عليها وفكروا حالهم رايحين ينتصروا فعلاً ... بعدين والله إذا كان الحوار الفكري بتحول لعصي ساعتها الله يسعد دين الدرك ، خليهم ييجوا وينحتوا المتظاهرين كتل لما يوثبوا وعتبكوا عاللي بقول ليش. للأسف هي برضه من الأخبار اللي وصّلتنا لهالحالة ، يعني بدل وزير الثقافة والتنمية السياسية ما يقدمولنا برامج تخلي الناس تفكر بعقولها مش بإيديها والعصي ، قاعدين بقولولنا الأردني المغترب مالهوش خص باللي بصير بالبلد. والله مجنون يحكي وعاقل يسمع.
بالنهاية شو بدي أعد تعد، برامج الحكومة كلها مخربطة ، من أسعار المحروقات اللي حرقت الشعب، لعلب البسكوت اللي عمروها وقالوا للناس سكن كريم ، طبعاً الفكرة ممتازة بس التطبيق يبدو انه على مزاج عمار أخو عميره ، وكأنها الحكومة بتفكر أنه الأردنيين صاروا من إنتاج مدينة الحسن الصناعية وأنهم لازم تعليبهم مش إسكانهم. ناهيك عن الطرق اللي الزفته فيها بتمشي بدم المشاة من سوءها ، والعطاءات الوهمية اللي طارت فيها الملايين وخصوصاً بوزارة الزراعة والمصفاة، وأكيد مش رايحين ننسى تدخلات الحكومة في المشروعات الناجحة لإفسادها لأنه المشروع من إنتاج مواطن فقير وهكذا، وعد لو بتقدر تعد يا مواطن.
شو ممكن نسوي لحكومة مبسوطة على حالها ومش مستعدة تراضي الناس، وبرامجها مثل الحراثة بالمية لما بتحط النير وبتمشي \"السكة\" بتطّلع وراك بعد خطوتين وما بتشوف للحراثة أثر. بالتأكيد رايحين يعددوا إنجازاتهم بس من خلال سلة الأخبار، وبالواقع ما شفناش منها إلا التصريحات والبدلات الرسمية اللي مستوردة والقرفطات اللي بتلمع ، يعني ما شفت حكومة أهندم من هيك حكومة، وعلي النعمة إنها بتجنن من حلاوتها ، وعلى شان هيك تذكرتها لما سمعت \"حلم \" بغني \" حلو وكداب ليش صدقته\"، بس بيني وبينكوا يا شعبنا العزيز ، رغم إنها حكومتنا الرشيدة مبينة حلوة كثير إعلاميا ومن خلال التصريحات وبتجنن ، لكن ما شفتهاش أحلى من الصبية اللي بغني عليها \"حلم\" وتقبّل كذبها ... أنا شخصياً لو كذبت علي صبيه حلوة ممكن أصدقها وانا عارف انها بتكذب بس الحكومة شو ما لبست وكيف ما تهندمت وأطلقت شعارات ... أبداً لو انهم الوزراء قظبوا على شواربهم يكماشات ليل ونهار ما بصدق. ... الله يجود علينا بحكومة تقشف تحكي الواقع وتعيشه، ساعتها ما في داعي نصدقها أو نكذبها لأنها من الواقع.
بالنهاية أستحلفكوا يا ربعنا ، مين أحلى الناطق الرسمي باسم الحكومة والا الصبية اللي مع عبدالحليم في الأغنية ، يحرق حريشه اللي ما يقول الصح ويحكي ضميره. ما تخافوش احكوا الصحيح لأنه جهاز المخابرات بطل يسجل الآيبي (عنوانك تبع الكومبيوتر) الجماعة تابوا وحسنت توبتهم وهيهم ماليين الجوامعن فما يكون الكم فكر.
arabissues@yahoo.com