المراقب لشوارعنا وساحاتنا ومواقعنا العامة يرى العجب ؟؟؟ هذا المراقب ولو ضمن مسافة ليست بالبعيدة سوف يلاحظ بعض الامور التي تثير التساؤل لديه ولدى من يهمه البحث في مثل هذه الظواهر الغير مرغوب بها, والمثيرة لمحاولة دراسة الأسباب التي تدعو لمثل هذه التصرفات وهذه السلوكيات السلبية....
ففي شوارعنا تتكرر هذه الظواهر بطريقة لافته جدا والتي تدعوإلى الإستهجان؟؟ وهنا أتحدث عن الإستهتارات التي تحدث من قبل شريحة كبيرة من السائقين على شوارعنا وكأنهم في سباق مع الموت أو رغبتهم الجامحة التي تتسبب في إيذاء الآخرين والقضاء على حياتهم وإلحاق الأذى بهم وبممتلكاتهم, فالتجاوزات الخاطئة حدث ولا حرج والسب والشتم والتلويح باليد وكثيرا ما تصل للبصق والضرب وتشابك الايدي, كلها أمور متكررة في شوارع بلادنا وللأسف...
استخدام الزامور لحاجة او دون حاجة أيضا من الأمور الملاحظة...النرفزة والعصبية من المارة الذين يقطعون الشوارع عنوة في المناطق التي تقتقر لماقع خاصة بذلك, لأنهم لو انتظروا أن يُعطوا مجالا لذلك لما قطعوا بتاتا...! وكأن الشارع وجد فقط للسيارات والآليات؟؟ أما المارة فعليهم الإنتظار إلى ما لا نهاية...وهنا لا ننسى المارة الذين هم بدورهم لا يلتزمون فنراهم يتركون جسر المشاة فوق رؤووسهم ويقطعون الشارع عنوة من فوق الحواجز معرضين أنفسهم والسائقين للخطر الداهم...فالخطأ مزدوج من قبل المارة والسائقين... والأدهى من ذلك ما نراه من تخريب وتدمير لممتلكات وسائل النقل العام والتي تتحول كراسيها كراسات لكتابة العبارات المتنوعة وفي معظمها مخلة بالآداب... إن لم يكن اعتداء بالمشارط وتمزيقا للكراسي وتخريبا لكل شيء تقع عليه أيديهم...أما المنظر الأدهى فهو ما يتساقط من نوافذ السيارات والباصات ليرمى على شوارعنا النظيفة ويشوه منظرها والحجة ؟؟؟خلي العمال يشتغلوا؟؟؟؟
هذا بعض مما يحصل على شوارعنا وما يحزن النفس... أما في المواقع العامة فالصورة لا تختلف بتاتا...فإلقاء النفايات وإبقاءها دون جمع بعد يوم تنزه من الأمور الدارجة والتي تجعل من منتزهاتنا مكرهة صحية....هذا إن لم يتطور الأمر إلى حريق يلتهم ما تبقى من شجيرات خضراء في ظل جفاف مناخي تعاني منه منطقتنا؟؟؟إضافة إلى اقتلاع الورود والأغصان والدوس على الأعشاب دون أدنى رحمة...كل ذلك ولا نتناسى وبعد كل هذا التلويث البصري ما قد يحدث من تلويث سمعي من خلال الإسماع الإجباري لللآخرين الأغاني...والنكات... والكلمات النابية والتعليقات الغير وقورة بحق المارة والمتنزهبن والمتنزهات... ونظرات الفضول التي تتوزع دون أدنى اعتبار لحرمة الغير وحقهم بقضاء وقتهم كما يشاؤون...
هذه المظاهر وغيرها تثير في النفس التساؤل المشمئز؟؟إلى متى سنبقى هكذا وما هي الأسباب الكامنة وراء مثل هذه التصرفات؟؟؟أهي أزمة انتماء وثقة؟؟؟؟ونحن أسياد من ينظر بالوطنية ويتغنى بها ويصدر الشعارات الرنانة والكلمات المفخمة في هذا المجال...يا ايها المواطنون... الوطنية تبدا أولا باحترام مقدرات الوطن وممتلكاته وكأنها جزءا من بيوتنا ..الوطنية ليست بشعارات ترفع او كليشيهات تتكرر...الوطنية هي ممارسة على أرض الواقع ومصالحة مع النفس ومواقف صادقة تمنح للوطن ..هي بحفظ أرضه وهواءه وغاباته وجداوله المائية وعدم الإساءة لآثاره وعدم هدر مياهه وعدم السماح لأي كان بتخريب أي معلم ومنعه ولو بالقوة فكلنا رعاة لهذه الممتلكات وكلنا مطالبون بذلك...
عندما نذهب لأي دولة أجنبية نصبح سادة في احترام قوانينهم وتنفيذها وننصاع لها بكل حرفية والتزام؟؟؟ لماذا هناك يمكننا وهنا لا؟؟؟ألا توافقوني الرأي بأننا نعاني من حالة انفصام تعاملي بين ما يصدر منا هنا وما نقوم به في الدول الأخرى؟؟؟الوطن يا سادة لا يطلب منكم سوى وقفة صدق مع أنفسكم وان لا تأذوه أكثر فهو ملاذنا الآمن وحصننا المنيع الذي يحمينا فاتقوا الله بمقدراته وحافظوا عليها ورأفة به حتى لا يلفظكم ..إنه يستحق من جميعا كل الإنتماء والحب والعطاء...