زاد الاردن الاخباري -
خاص - الكرك – محمد الخوالدة - تعتبر غابة اليوبيل من اجمل المناطق الطبيعية في محافظة الكرك وربما بمستوى المملكة ايضا باطلالاتها الاسرة واشجارها الوارفة وتضاريسها البديعة والتي لو احسن استغلالها لكانت منتجعا سياحيا جاذبا لايقل روعة بل ربما يفوق منتجعات محلية واخرى شاهدناها او سمعنا عنها في محيطنا العربي وخارجه .
تقع غابة اليوبيل على مساحة عدة دونمات تغطيها اشجار دائمة الخضرة وعلى تل جبلي عال يواجه مدينة الكرك من الجهة الشمالية الغربية , ولعل ساعات الاصيل وليالي الصيف المقمره افضل الاوقات لارتياد هذا المكان المدهش فان جال الرائي بعينه يمنة شاهد كامل منطقة وادي الكرك هذه المنطقة البديعة بكل مفردات مكوناتها , عين ساره بمائها الرقراق وقصص الذكريات , سد الحبيس المكان والزمان, مرتفع (سفينة نوح) وما نسجت الذاكرة الشعبية والباحثون من قصص حولها في وجدان اهل الكرك ومن سبق واقاموا في المدينة عبر تاريخها الممتد لالاف السنين , ثم سيل الكرك الممتد على مسافة طويلة بخضرته الدائمة وتضاريسه الموحية والقرى الوادعةعلى جنباته اوتلك التي تتدفأ في كنف الجبال المحيطة,
لينتهي الناظر وقد قاربت شمس الاصيل المزهرة ان تتوارى خلف الاكام البعيدة على الشاطىء الغربي للبحر الميت,مشاهد لااحلى ولااجمل تلهم ريشة الرسام,تذكي شيطان الشعر وتلهب الوجدان, اما ان ادار الرائي بنظرة شرقا فهناك مدينة الكرك تجثم فوق التلة المقابلة , يشاهد بوضوح قلعتها , اسواقها العتيقة , مناطق امتدادها الجديدة ومحيطها من الاودية السحيقة .
تبطل في سكون ليل قائظ في المكان لغة الحكايا الا من وشوشات نسمة صيفية رققيقة ,فالصمت في محراب الخلاق تعالى وهيبة الطبيعة ابلغ, سكون يزيد في روعته عنعنات عين سارة القريبة وسيلها دائم الجريان يداخلها صوت ضفدعة هنا واخرى تحاكيها هناك .
غابة اليوبيل هي متنفس اهل الكرك يهرعون اليها في مساءات الصيف الجميلة حيث المتعة والهدؤ الا من رواد المتع غير البريئة فالمكان بكل معطياته غير مراقب فلا حسيب اورقيب .
المسافة بين مدينة الكرك وغابة اليوبيل لاتزيد عن 6 كيلومترات فالقادم للغابة من جهة مثلث الثنية عليه الانعطاف شمالا مرورا بمنطقة المنشية ثم ينعطف غربا ليصل الى مبتغاه اما القادم من جهة الشمال فيصل الى اطراف بلدة المنشية الشمالية ثم ينعطف يمينا .
كل مافي غابة اليوبيل –والوصف لايغني عن المشاهدة – لم يحرك لدى صنّاع القرار السياحي في الكرك وخارجها ساكنا رغم دراسات تلتها دراسات ومشاريع مقترحة تلتها مشاريع لكن شيئا لم يكن , والسؤال هل المشاريع السياحية القائمة حاليا هي ما يطور منتج الكرك السياحي ؟؟ نقول ان مشاريع سياحية مماثلة سبقت ظل فيها الحال ذات الحال , مشاريع هدر فيها الكثير من المال وثمة من يعارضها من ابناء الكرك المهتمين بالشأن العام فهم يرون ان تظل مدينتهم كماورثوها من السلف الصالح عبر السنين ,فعمليات التجميل كما سموها تفقد الاشياء صدقها وطبيعتها .