الحقوق المدنية للفلسطينين في لبنان عادت وطفت على السطح من جديد. ومع عودتها عادت النقاشات إلى سابق عهدها بينما يعيش 400000 ألف فلسطيني في أوضاع معيشية مزرية....
مشكلة الفلسطينين في لبنان بدأت عام 1947 مع بدايات التشريد الفلسطيني وسيطرة العصابات الصهيونية على فلسطين بمساعدة مدروسة ومخططة من بريطانيا. وهي مساعدة لا يجب أن ينساها المسلمون عموماً والعرب والفلسطينيين خاصة... وهكذا تجمع اللاجئون في 16 مخيماً – تقلصت فيما بعد – الى 12 مخيماً. أكبرها عين الحلوة الذي يعيش فيه حوالي الخمسون الف لاجئ.
ومنذ وصول اللاجئين إلى لبنان، بدأ الخوف من ما دعي بـ \"التوطين\" تتعالى نبرته، وتم فرض نوع من الاحكام الخاصة لمناطق التواجد الفلسطيني بحيث كانت المخيمات تتبع لوزارة الداخلية، وتم منعهم من ممارسة سبعين مهنة بحجة (المعاملة بالمثل)... ومع هذا فقد تم تجنيس حوالي 50000 بالجنسية اللبنانية كان معظمهم من المسيحيين الفلسطينيين. كما أن السلطات اللبنانية منعت الفلسطينيين من التوسع العمودي أو الأفقي في منازلهم وسمحت لهم بتغيير الخيام إلى اربعة جدران وسقوف من الصفيح....
الفلسطينيون في لبنان يعيشون في ظروف( إنسانية) حقيرة.. ساهمت فيها الكثير من العوامل مثل الوجود المسيحي في لبنان الذي يحارب أي زيادة في عدد مسلميه، بينما قام ويقوم بتجنيس المسيحيين منهم وباستمرار. وكذلك وجود التنظيمات الفلسطينية التي الحقت الكثير من الأذى لجميع التجمعات الفلسطينية في جميع البلدان العربية والأجنبية بسبب اهتمامها بالسلطة والمال والجاه وتدخلها في الأنظمة الداخلية لمقرات وجودها مما عكس الأثر السلبي على المدنيين الفلسطينيين الاخرين.. ولا ننسى طبعاً الصهاينة الذين يحاولون دائماً إذلال الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده وايجاد الشرخ بينه وبين بقية الشعوب العربية وبطرق مختلفة...
الفلسطينيون في لبنان هم الأقل تعليماً مقارنة ببقية الفلسطينيين.. وكذلك هم الأكثر فقراً، فحوالي 80% منهم لا يصل دخل الأسرة اليومي إلى 15 دولارا يومياً وحوالي 45% لا يتعدى الدخل للأسرة كاملة سبعة دولارات يومياً...
الحقوق المدنية في لبنان للفلسطينيين هي مظهر من مظاهر الوضع العربي الراهن الذي يعيش عصور الظلام الدامس ، يتخبط ، لا يدري ماذا يفعل ، يحاول أن يجد دائما العدو الداخلي لوجوده كي يحاربه ويحافظ بواسطته على نظامه .. وهكذا لا يجد النظام العربي عموماً غير الفلسطينيين ليكونوا كبش الفداء المناسب ، فهم الأسهل .. وهكذا تتزايد المناسبات الفلسطينية بحيث اصبحت روزناماتهم تتوشح بالمجازر الصهيونية مثل دير ياسين وقتل فيها 300 مدني .. والعربية مثل صبرا وشاتيلا وتم فيها قتل ما يزيد على 700 شخص !!!!!!
سؤال أخير ..هل كان من الممكن أن نتحدث عن منح حقوق مدنية لو كان هؤلاء الالآف ..مسيحيين !!!!!!
د معن سعيد