لكم نادينا لوحدة الامه العربيه وكان نبراسا لنا وحدة الامم الاوروبيه وكنا نقول ان تلك الشعوب لا تملك مثلنا من عناصر الوحده فهي متعددة الاديان والاعراق والاهداف والالام والامال ومع ذلك توحدت ابتداءا بالاقتصاد حتى انضمت تحت سقف اليورو منذ ما يزيد عن ثماني سنوات وكانت اعمدة هذا السقف الدراخما والفرنك واللير واللي والجلدر والمارك وغيره ولكن كل هذه الاعمده لم تستطع حمل ذلك السقف وها نحن نرى ان تلك الاعمده بدأت بالانهيار وابتدأ السقف بالتخلخل وكانت الشراره الاولى من اثينا عاصمة السياحه والكافيتوس والاكروبوليس صاحبة اجمل شواطيء في جزيرة الورود رودوس وهذا الانهيار لم يحدث فقط نتيجة تفشي الفساد او سوء التخطيط فقط وانما من اهم اسبابه اولا الغرور الاجتماعي الذي جعل اليونانيين ان يتوهموا انهم يعيشون في مملكة اليورو التي لا يمكن ان تنكسر فغيروا نمط حياتهم ليتناسب مع ذلك الوهم ففقدوا السيطره على ترشيد الاستهلاك وضبط النفقات وارتفعت الاسعار بشكل مخيف لتناسب الدخل المرتفع باليورو وكان ان اضاعوا الدراخما ولم ينقذهم اليورو وثاني تلك الاسباب يتمثل في الشيطان الاكبر الذي لم يرضى ان يكون هناك منافس للدولار الاخضر المقدس لديهم وابتدأو يحيكون في الظلام الخطط الجهنميه لوقف زحف ذلك المارد الحديد المدعواليورو
فبدأت القروض تتدفق والديون تتراكم والاوروبيون غارقون في النعم وظل الغزل الناعم بين اصحاب الدولار وبريطانيا صاحبة الجنيه المتمرد على اليورو والمانيا وفرنسا صاحبتي المارك والفرنك اللذان غرقا في بحر اليورو حتى يحقق الدولار اهدافه وكانت قمة المؤامره الازمه الماليه العالميه لتحقيق هدفين رئيسين اولهما بداية انهيار اليورو وثانيهما الاستحواذ على بعض الاستثمارات الخارجيه لبعض الدول مثل دول الخليج في امريكا وهكذا بدأ المسلسل من انهيار مزعوم لبعض المصارف قدرت في حينه باقل من مليار دولار واعلن ان السبب هو الفساد لدى بعض المدراء التنفيذيين وثم اعلن عن انهيار سوق العقارات وثم انتاج السيارات وبعدها سوق التأمين وتم تبهير البطاله وفاقدي المنازل في امريكا وارتفع سقف الازمه الى الترليونات من الدولارات وتشعبت اثارها لتصل الى مختلف دول العالمين النامي والنايم ( الثالث ) وقامت امريكا بمعالجة تبعاتها داخليا
اما اوروبا فابتدأت تعاني من فقدان اليورو لهيبته فشبح السقوط يهيمن على اسبانيا والبرتغال وايطاليا والحبل على الجرار وقد حاولت الدول الاوروبيه والبنك الاوروبي والبنك الدولي مساعدة اليونان بتحفظ وظهرت اثار تلك المساعده في برامج التقشف على الشعب اليوناني بتقليص الرواتب وفرص العمل والحوافز الاجتماعيه حتى ان الشعب انتفض وتظاهر مطالبا الحكومه بالاستقاله لانها السبب في تلك الازمه
وعلى الدول العربيه ان تاخذ درسا مما حدث وان تحفظ قرشها الابيض ليومها الاسود وكفى غرورا في الانفاق وسوءا في التخطيط ويجب وضع البدائل بدل حزم الحقائب قبل وقوع المصائب .
ولنعلم ان الله يمهل ولا يهمل وان لكل ظالم نهايه حتى لو كان الشيطان الاكبر وربيبته اسرائيل .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 22 / 6 / 2010