حين طالعت تلك المقالة المنشورة للأخ ناهض حتر في موقع كل الاردن وإليكم رابطها الالكتروني:
http://allofjo.net/web/?c=161&a=22241
وعلى الرغم من تلك الإثارة المشار اليها في خطاب طاهر المصري , وأعلم يا ناهض ألقابه جيدا , تلك الإ(ثـ)شارة التي لم نستغربها كثيرا في خطاب أبونشأت في عيد الاستقلال , والتي كانت منتظرة على كثرة المستغربين والمندهشين , والتي وكما علمت من المتواجدين لحظتها ان رئاسة الوزراء وعلى رأسهم دولة الرئيس إستغربوها , وحين قلت أنها كانت منتظرة ليس تنجيما مني أو ذكاءا خارقا , وانما إنتظارا لأن يأتي منهم إشارات وتسقط من أفواههم كلمات تُلقي الضوء على ما يجول في باطن الأفكار وعميق الخبايا والأسرار.
ولكنني وقفت مُندهشا ومُستغربا ومُتحيرا أكثر ما يكون أمام الرد المتواضع للمناضل الوطني الاردني ناهض حتر , تلك الكلمات الرقيقة التي خاطب بها طاهر المصري , واللغة اللينة التي إنتقده بها , ولا أعلم أهو خشية من مواجهة , أم أن في الباطن أيضا كثيرا من الأسرار , وفي الخاطر خبايا لا نعلمها للأفكار؟؟؟ , كنت أنتظر هجوما كاسحا , إستغلالا ذا جودة رائعة لإسقاطات طاهر المصري , رئيس مجلس الأعيان الأردني , الذي خلط علينا الحابل بالنابل , بين منصبه وبين فلسطينيته , وزادها تشويشا الإسقاط المتعمد ظاهرهُ لموضوع إقامة الدولة الفلسطينية , أو تُراها دليلا على مشروع إقامة دولة فلسطينية بعد إسقاط لام التعريف؟؟؟ .
لماذا لم يكن الرد يا أيها البطل ناهض حتر مناسبا وملائما لحجم الجريمة المراد إرتكابها ؟؟؟ , لماذا التلطف بالرجل على حساب الفكرة المريضة ؟؟؟ , ومنذ متى كنا نمسح الجوخ ونبتسم على حساب مبادئنا وثوابتنا ؟؟؟ , لن أقارن بينكما لان المقارنة بين فكركم وبين فكر طاهر المصري ظالمة وغير منطقية , فلم أعلم أن طاهر المصري سُجن يوما لرأي أطلقه أو فكرة تبناها حتى وإن كانت على خطأ , ولم أعلم يوما أن طاهر المصري عانى من أي مشاكل نفسية أو مادية أو إجتماعية , من الممكن أن مشكلته انه وغيره من أمثاله لا يرغبون بالنوم على الرفوف باكرا , و حتى منصب رئيس مجلس الاعيان لا يمثل الطموحات المناسبة له , فكلنا يعلم انهم لا يملون ولا ينتهون ما دام الهواء يسري في أُنوفهم.
ما زالت كلماتكم الرنانة في سطور بيان المتقاعدين ترن في الوجدان , وتلك اللغة القوية المُستندة الى الولاء للهاشمين ولتراب الاردن ترمي بهاماتنا الى عنان الفضاء , فما الذي حدث وتغير ؟؟؟ , أليست هذه الهفوة إن جاز التعبير هي الدالة والإثبات الذي كنتم تنتظرونه حتى تثبتوا للعالم أن وجهة نظركم في محلها ؟؟؟ , أليس الإنزلاق الذي ذكرته في مقالتك فرصة مناسبة حتى نكشف النوايا التي حذرتم قادة الوطن منها ؟؟؟ , ما اللعبة التي تلعبونها وما الأهداف التي تنشدونها ؟؟؟ , وهل بعد بيانكم ذلك إصطدتم طريدتكم وركبتوا على أكتاف سخافتنا وسُذج تفكيرنا ؟؟؟, هل صدقوا حين قالوا : أنكم أيضا لكم أجنداتكم الخاصة على حساب الشعب والوطن.
أعطني كلمتك " الانزلاق " وسأرسلها الى طاهر المصري هكذا: إن الإنزلاق الغضروفي في خطاب دولة طاهر المصري, هو إنزلاق من نوع إنبعاجي يؤدي الى إحتكاك الفقرات كلها في بعضها البعض , وبالتالي ينتج عن هذا السير الأعوج , والإنحناء , وإستعمال القدم الثالثة , ولا تُسيؤا فهمي إنما قصدت العصا , التي كانت قديما لمن عصا , وحديثا أصبحت لمن عصوا ... هل هنالك فرق؟؟؟ , أنتم احكموا بذلك .
إخوتي الكادحين من أبناء الوطن
إنهم ماهرون على سذاجتهم , والخبرة عندهم لها مكانة مؤثرة على سخف تفكيرهم , يُتقنون إمساك العصا من المنتصف , وسطيتهم ليس مُعتقدا ومنهجا نابعٌ عن فكر يعتنقونه , أبدا إنما هي وسطية التسلق والوصول , وسطية التواجد كلما استطاعوا ذلك , وسطية أنهم قادرون على تنفيذ أي سياسة أو فكرا جديدا , لن يُعارض كل المعارضة , ولن يُقبل كل الإقبال , يُقدم رجلا ويُؤخر الاخرى .
لا أعلم لماذا , كلماتي لا تنساب كعادتها , لعل السبب أنني أعلم أن الشعب كله يعلم الحقيقة , حقيقة كذبهم وزيف قناعاتهم , حتى وإن تعنتوا لحظات , فسرعان ما ينساب مائهم مع التيار , يحملون الأفكار التي يرون أنها تساعدهم وتؤهلهم على البقاء , والتضحية كلمة لم يعرفها قاموسهم يوما , نعم أراني ولقد خلطت في حديثي و وصفي لهم وعنهم , بين صيفة المفرد والجمع فتارة هو , وتارة هم , ولا فرق فهو هم و هم هو.
لن أضغط عليك حروفي , ولن ألبس كلماتي ما لا ترغب فيه , فالطاهر فينا يشكو من قلة الحيلة , والطاهر عندهم , من لم تلوث الشفافية رداءه , ولا التمسك بالمبدأ هتافه , وأنا ومن بعدي الطوفان شعاره .
عزيزي ناهض :
اليوم إنزلقت الشعارات التقليدية من خطاب صاحبك , وغداً تُستأصل الزائدة الشعارية من جوفه , ويصبح ما كان ينكره ذات يوما , شعارا يتغنى به , لن نعود إلا ومعنا عبدالودود , ستصبح حتما في خطاباتهم : لن نعود الا بعد وفاة عبدالودود , وغدا تراه قد نسي الأمس , ويا خوف فؤادي من غد.
عذرا دولة طاهر
فقَدَرُك جعلك عنوان ظاهرة لفئة ظاهرة , و سواء إخترته أنت أم فُرض عليك لإنك أنت تعيشه متنعما به , وقدرنا فُرض علينا , ونعيشه ليزداد نعيمك , قل ما شئت فصوتك مسموع , ولكن إحذر كثرة الانزلاقات , لأنها تؤدي الى إزدياد درجة الإنحناء , الذي بدوره يؤدي الى الإنكسار..... أعلم أنني أضحكت الكثيرين بمفردة الإنكسار , لانهم يقولون : وهل بقي إنكسار أكثر من هذا , عذرا هذا وصفي , وسأضحك معكم .
وعذرا ملهمنا ناهض حتر
السبب من رغبتك بعدم قبول التعليقات واضح لا غبار عليه , ولكننا أيضا نعلم أن بين سُطورك سهام تُغرس في مواقفهم ونواياهم , ولكنها تُؤلمنا أكثرُ مما تغزهم , وتُدمينا أكثرُ مما تحكهم , فهم إن ملوا ويأسوا رحلوا , أما نحن فها هنا باقون , فلا رحيل إلا إلى هنا .
و أقول لذلك الفارس المغوار على حصانه الابيض
لا بأس إستمر , إرمي سهامك ولا تنحني , واشدد نشابك وبنا انتخي , فصدورنا للوطن ولك فداء , ولن ترهبنا كل الإنزلاقات , و كثرة الإنبعاجات, فنحن القباضون على جمرة الولاء على عهدنا لن نتغير , و لا بد يوما أن يستجيب القدر .
حازم عواد المجالي