جبل الضباب في الكرك يعانق الشمس وتحتضنه الغيوم

زاد الاردن الاخباري -

يعد جبل الضباب (1300 متر) أحد أهم المعالم الطبيعة البارزة في محافظة الكرك الذي نسجت حوله الحكايات الشعبية المتوارثة مشكلة تاريخا وارثا حضاريا لابناء المنطقة.

وتنساب من سفحه الغربي عيون مياه سدير ووادي العين والخَشَبة وسُراقة ومن سفحه الجنوبي عينا مياه طلًة ومنظور لتشكل مياههما المنحدرة نحو وادي الغراب السحيق جنانا يانعة من بساتين الكرمة والزيتون .

ويكتسب (ضباب ) شهرته من اطلالته على الجزء الجنوبي من البحر الميت وجبال الخليل غربا ، وعلى جبال الطفيلة وعيون المياه المعدنية البربيطة والصاهولي جنوبا ،حيث يستطيع الزائر من على قمة الجبل ان يشاهد بالعين المجردة اضواء مدينة الخليل في فلسطين واضواء عدة بلدات في محافظة الطفيلة ليلا .

ومما يضفي الجمال والأنفة على جبل الضباب شتاء ، الحلة البيضاء التي تكسوه معظم ايام فصل الشتاء ،ويزداد روعة وجمالا في فصل الربيع اذ يكتسي بحلة خضراء يانعة يجملها انسياب جداول المياه المنحدرة غربا وجنوبا لتبعث الحياة في الارض وتشكل اجمل غطاء نباتي متنوع يعد مستودعا للنباتات الطبية في المنطقة كالشيح والزعتر والقيصوم والجعدة وأنواع غريبة من النباتات الطبية التي تعرف لدى ابناء المنطقة ب (الاربعينيات ) اي اربعين نبتة تُجمع وتستخدم كوصفة طبية لعلاج بعض امراض المعدة .

وفي فصل الصيف تعانق قمة الجبل الضباب لسويعات صباحا ،ليخيل لزائره أول مرة انه ودع مناخا ودخل مناخا اخر ، كما يخيل للواقف غربه على بعد عدة كيلومترات ان الشمس بقرصها الذهبي تطلع من قمته لتنساب اشعتها عبر شعابه واوديته متسللة بين الجداول والبساتين حتى بحر الملح غربا لترسم اجمل لوحة حيكت من لدن عليم حكيم .

ويستذكر ابوعبد الوهاب (75 عاما) أيامه الخوالي وذلك قبل حوالي اربعة عقود حينما بنى وشقيقه أبو صايل منزليهما على قمة الجبل ،وكانا يبعثان على الوحشة لخلو المنطقة من السكان ولكنهما استطاعا التأقلم مع واقعهما الجديد ورتبا اوضاعهما لاستقبال فصل الشتاء القاسي .

ويقول ان قمة الجبل اصبحت محط انظار الزائرين والسياح الذين يرتادون المنطقة .

ويؤكد ان العيش على قمة جبل الضباب يبعث الحياة في الانسان من جديد ويزيده حيوية ونشاطا قل ان تجده في مكان اخر .

 

بترا