يعاني الناطقين بالحق معاناه مع مجتمعاتهم ويتنكر لهم محيطهم ومجتمعاتهم فيعيشوا غرباء ويتسرب الى نفوسهم الملل ويبتعد عنهم الناس ويصفوهم وينعتوهم بما ليس فيهم (معقدين , غير واقعيين , خياليين, مثاليين , مغرديين خارج السرب , انطوايين ,سوداويين متشائمون...الخ)يدفعوا ثمنا باهظا وباهظا جدا لصراحتهم وصدقتهم والصح الذي ينطقون به فطوبى للغرباء ,فما يفعلون والى اين يتوجهون امام هذا الامتحان الصعب هل يتنازلوا عن مبادئهم وينحرفوا وبتعبير اخر يصبحوا ملحلحين ومجاملين ويسيروا مع التيار ويستبدلوا صدقهم بكذب ليخلصوا من كئابة الصادقين فالصادق في زماننا يعيش بنصف مبتور والمنافق ومزور الحقائق تفتح له الابواب المغلقه وتفسح له المجالس فكم من صادق دفع ثمن صدقه وكم من مراوغ ومخادع ركب الموجه فاوصلته الى مبتغاه , انه الزمن الذي اخبر عنه الصادق المصدوق وخير خلق الله عليه السلام والذي قال فيه انه يجعل الحليم حيرانا والزمن الذي يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق ويخون فيه الامين ويستامن فيه الخائن زمن الرويبضه واتفاه الرجال , فمسيلمه في كل بيت وكل حاره في مؤساتنا الف مسيلمه وفي اسواقنا الف مسيلمه فاينما التفت ازدحمت الشوارع بمسيلمه يظهر بزينته ويختال في مشيته ويتعالى على الناس يا الهي قتل مسيلمة الاول قبل الف واربعمائة عام فمن الذي استنسخه كل هذه النسخ ونشره كالجراد ها هو يتقمص شخصية المنظر السياسي والنقابي المحترف ورجل الاعمال الفاسد , والمقاول الغشاش , والواعظ المنافق في المحراب والطبيب التاجر ووو..فماذا يقول لنفسه عندما يقف امام المراه وماذا سيقول عندما تاتيه سكرة الموت وشهقة عزرائيل وبماذا سينعته الناعتون بعد رحيله ؟ هل سيجازونه بما يستحق ام سيطولون رجليه ويستمروا في كيل المديح له وهو الذي لا يستحق ويحمدون الله على الخلاص منه
ومتى يخرج الصادقون من عزلتهم ويؤدوا دورهم ويجدوا الف نصير ونصير ولا تقلب طواقيهم وتسقط قبعاتهم الف سؤال بحاجه الى اجابه والف استفسار بحاجة الى تحليل لكي نخرج من سطوة الزاعمين والذين افسدوا كل ما يحيط بنا ندعوا الله ولا نملك الا الدعاء ان يخلصنا من احفاد مسيلمه وينبلج فجر جديد وما ذلك على الله بعزيز ونتلوا قوله تعالى وبشر الصادقين