النص الإبداعي وخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني
ابن الحسين المعظم بمناسبة عيد الجلوس الحادي عشر
جاء متوافقا في بعده الزمان والمكان ليتشكل من خلاله
فكرا موازياً للواقع
الموضوعي الذي بتنا نتخيله أي إن الأنساق الخارجية
تدخل إلى الذات المبدعة لتنصهر بقوة الإستجابة للإنفعال
والحساسية المرهفة والرؤى الكامنة في الذهن الواعي
لتصبح تجربة إبداعية ذات قيمة مميزة لصاحبها
وليصبح النص الإبداعي نتاجاً لدوافع عِدَّة ، وفي صميم
ذلك يشتمل النص أسراراً شتٌا تحتاج لتفكيكها وتحليلها
إلى مرجعيات ثقافية واجتماعية وسياسية وفنية ،، وو ،
إلخ ، فالنص كان يعبرعن مخزون لرؤية ثقافية فكرية
وشعورملئ بالدوافع الحسية الخارجية والداخلية
والموضوعية كانت من الأهمية بمكان يضعنا جميعا
في هذا الوطن كتابا ومثقفين وصحافة ومجتمعات ،
أمام رسالة هامة يتوجه بها كل واحد منا إلى الآخر، فإذا
اختار إنسان ما أو جماعة عكس ماتربينا عليه وتعلمناه
في هذا الوطن العزيز في مدرسة الهاشمين ، اماُ إذا عاد
بنا البعض إلى عصورالجاهلية وشاعت مفاهيم الغابة تبرر
الوسيلة كان على الكتاب والأدباء والمبدعون أن يرسموا
صورة مقززة لذلك كله. فالمبدعون يمكنهم أن يسموا بالروح
الإنسانية إلى الطهر والنقاء والإخاء ، ويمكنهم أن ينتشلوا
القاتل المجرم الأحمق من جنونه ومن انتكاسته إلى جبلته
الأولى والذي قال فيها رب العزة وخلقنا الإنسان في أحسن
تقويم أما إذا فرض القتل على الإنسان دون وجه حق كالذي
تقوم به دولة الإحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني
على أرضه عندها لا بد له من أن يدافع عن وجوده وحياته
وعرضه وأرضه وكرامته ، ومن هنا يأتي دور الأحرار
والشرفاء من عامة الناس ويصبح الجميع يمثلون ضمير
الوطن والأمة ، تجمعهم قيم الإنتماء والأخلاق في مجتمعاتهم
، ومن ثم تتكرس العلاقة بين الأدباء والكتاب والمثقفين
وكافة الناس لمواجهة النكبات والأزمات التي تواجه وجودهم
وحياتهم وهويتهم ومقدساتهم وثقافتهم وتراثهم وهي ليست
علاقة طارئة من المفروض وإنما هي علاقة متجذرة في التاريخ
فقد تصبح رسالة دينية خلقية ومعنوية ضد كل أشكال القبح
والشر في مواجهة المعتدي أو المحتل الغاصب والطامع في
خيرات أمتنا العربية قديماً وحديثا، وعليه فقد تصبح الرسالة
ليست فردية وغير قابلة للمقارنة بالجزئيات التفصيلية كالتي
يعتمدها السياسي في بعض الأحيان بتقديم مصالحه الضيقة
والمحدودة قد يقع بعض الكتاب والمثقفين من الصف الأول في
حالة التردد أو الصمت إذا كانت الأزمة خطيرة وعاصفة كالتي
تواجه امتنا العربية والأردن على وجه الخصوص من
تهديدات تتكرر من حين لآخر ، جراء مواقف الأردن المشرفة
بمواجهة احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين
ومحاولة تهويد القدس وتهجير أهلها العرب وماحصل للعراق
الشقيق كنموذج للوحدة الوطنية التي دمرها الخلاف الطائفي وما
يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة أخيراً الإنسان والأرض
والشجر والحجر كنموذج للصراع من أجل البقاء ، لذلك كله وما
سيحدث لأمتنا يجب أن يستعد كل منا بالدفاع عن قضايا مجتمعه
ووطنه مهما تعرض للعزلة أو المحاسبة بسوء فهم ، إذ كلنا في
هذا الوطن سواء ، وهذا ما يجب أن ترتقي إليه المفاهيم والقيم ،
لمواجهة الأزمات بكافة أشكالها الداخلية والخارجيية السياسية
والأقتصادية والإجتماعية ، مروراً بإبراز مجلس نواب قادر على
تحمل مسئولية المواجهة والتحدي لطبيعة المرحلة الآتية بعيدا
عن إحباطات الماضي ومفاهيم النكبة والنكسة وما طرءا عليها
من مصطلحات فكرية و سياسية وعسكرية في أيامنا هذه ، منها
ما اتخذ دلالات وأبعادا جديدة ولم يبقى لها في معناها الأول أي
علاقة ، ومنها ما ظل متصلاً بالمعنى الأصل الذي عشناه بكل
وعي وجلادة ، نحن الجيل الذي تجرع الأزمات والنكبات والنكسات
بكل أشكالها وقصصها وأصاطيرها بدءا من اغتصاب أرض
فلسطين ، ونكبة
أهلها عام ً 1948متصلة بما بعدها في عام 1967وما خلفته
المرحلة المؤلمة للأمة من تبديل للمفاهيم الخلقية والأدبية والفكرية
، تساوى فيها الجميع شعوبا وقيادات ، محاولين معا مجابهتها
سلوك ووعي إلى أن(أخذت قيادات صهيون العزة بالإثم وخططوا
لإحتلال أجزاء من الأرض الأردنية ، مستغلين خوف وخمول
أمتنا العربية !!! فكان يوم الكرامة عام 1968الذي سجل فيه
جيشنا العربي الباسل بقيادته الهاشمية الشجاعة ، ملحمة جديدة
من ملاحم البطولة والشرف إضافة إلى ملاحم السلف في معارك
مؤتة واليرموك وحطين دفاع عن كرامة العرب
فوزي الختالين العبادي