زاد الاردن الاخباري -
حصل الزميل احمد أمين عتوم، على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الشرق الأوسط للدراسات العليا، حيث قدم دراسة بعنوان: (أهمية الأنشطة الاتصالية في عمل العلاقات العامة- دراسة ميدانية في الوزارات الأردنية) وتكونت لجنة مناقشة الدراسة من: الأستاذ الدكتور تحسين منصور رئيسا، والأستاذ الدكتور تيسير أبو عرجه مشرفا، والدكتور إبراهيم أبو عرقوب مناقشا خارجيا.
بدأ العتوم دراسته بإهدائها إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حيث دعا جلالته إلى أن يكون لوسائل الاتصال في وطننا المفدى حرية سقفها السماء.
وبدأت مشكلة الدراسة عند الباحث العتوم من خلال ملاحظاته ومتابعاته لإعلانات الصحف عن طلب موظفي علاقات عامة في القطاع الحكومي والخاص، بأن أغالبها يركز على تخصصات أخرى غير العلاقات العامة، كالعلوم الإدارية، أو الاقتصاد، أو التسويق، أو الكمبيوتر، أو الحقوق، أو اللغة الانجليزية، أو العلاقات الدولية، أو السياحة، أو السكرتاريا، أو أن يركز الإعلان المطلوب على حسن المظهر بأي تخصص كان أو بدون تخصص، مع العلم بأن هناك أعدادا كبيرة من خريجي الصحافة والإعلام في تخصص العلاقات العامة قد مضى على تخرجهم أكثر من (20) سنة لم يتم تعيينهم أو طلبهم للتعيين من ديوان الخدمة المدنية الأردنية للتعيين في أي وزارة ليكون دورهم اكبر في الأداء الوظيفي ممن هم دون مؤهل لهذا العمل، وقد لاحظ الباحث عند قيامه بمراجعة دوائر العلاقات العامة المستمرة للوزارات الأردنية – وإحساسه بالمشكلة قبل إجراء الاستبانة- بان هناك فجوة معرفية بعمل العلاقات العامة، إداريا وتنظيميا تتلخص في النقاط التالية:
1. مكان العلاقات العامة في الهيكل التنظيمي وفي بناء الوزارة بعيد عن الوزير والقيادات العليا في الوزارة، وبان هناك فصلا إداريا بين وظيفة العلاقات العامة والإعلام.
2. إن اغلب موظفي العلاقات العامة لا يحملون الدرجة الجامعية في الصحافة والإعلام/ تخصص علاقات عامة.
3. يتم تعيين خريجي العلاقات العامة في بعض الوزارات خارج دائرة العلاقات العامة.
4. هناك تخلفا واضحا لمفهوم العلاقات العامة، فقد فهمها البعض بأنها تقديم خدمات بسيطة لا تتعدى الاهتمام باستقبال كبار المسؤولين للوزارة وحمل حقائبهم، وتلميع كبار شخصيات الوزارة.
5. هناك خشونة في التعامل من جانب موظفي العلاقات العامة أنفسهم لبعض المراجعين.
6. إن موظفي العلاقات العامة ليس لديهم صلاحيات نشر أي مادة إعلامية عن الوزارة إلا بموافقة الوزير أو أمين عام الوزارة، والاتصال يكون بأسلوب الإعلام باتجاه واحد من الوزارة للجمهور فقط.
7. ندرة بإجراء البحوث والدراسات لرأي عام جمهور الوزارة الداخلي والخارجي.
وتناول العتوم في دراسته في الفصل الأول: مشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها وفرضياتها ونطاقها ومحدداتها وتعريف للمصطلحات، أما الفصل الثاني، فقد تعرض فيه الباحث العتوم إلى الإطار النظري باعتماده على نماذج جرونج وهنت، ولأهمية العلاقات العامة في العصر الحديث، ولجمهور العلاقات العامة الداخلي والخارجي، وفي القطاع الحكومي، ولتنظيم عمل العلاقات العامة، ولموقع العلاقات العامة في الهيكل التنظيمي للمنشاة، والشروط الواجب توافرها في العاملين في العلاقات العامة، والعلاقات العامة الالكترونية، ولدور العلاقات العامة في إدارة الأزمات ولمفهوم الأزمة ولمبادئ وإرشادات عامة لإدارة الأزمة، ولأسباب الأزمات، وتناول الباحث أيضا العلاقات العامة في الأردن، ولمجوعة من الدراسات السابقة، أما الفصل الثالث، فقد تناول فيه الباحث: منهجية البحث، ومجتمع الدراسة، وصدق أداة الدراسة وثباتها ولطريقة التصحيح ومتغيرات الدراسة وإجراءاتها والمعيار الإحصائي والمعالجة الإحصائية، أما الفصل الرابع فقد قام الباحث بعرض النتائج واختبارها، وفي الفصل الخامس فقد عرض فيه الباحث العتوم مناقشة النتائج والتوصيات التي قدمها.
وهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع عمل العلاقات العامة في الوزارات الأردنية ومدى قيامها بالأنشطة الاتصالية، من خلال الإجابة على أسئلة وفرضيات الدراسة، وللتعرف على سبل التطوير المقترحة من الباحث والقائمين بعمل العلاقات العامة في مراكز الوزارات الأردنية، وتم استخدام أداة مكونة من(197) فقرة موزعة على مجالين: الأول الأنشطة الاتصالية له (5) مجالات هي: الشروط الواجب توافرها في العاملين في إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة من حيث: الصفات الشخصية المحبوبة، وخصائص المقدرة الاتصالية، والمؤهلات العلمية، والصفات التكميلية للموظفين الإداريين، والوسائل الاتصالية التي تستخدمها العلاقات العامة. أما المجال الثاني فله (5) مجالات هي: أهداف ووظائف إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة، وتقييم إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة لأنشطتها، وسبب اختيار العاملين للعمل في إدارة العلاقات العامة في الوزارة، والانتقادات التي تواجه إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة، ودور إدارة العلاقات العامة والإعلام عند حدوث أزمة في الوزارة، واستخدام إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة وسائل الاتصال الجماهيري لتحقيق الوظائف الاتصالية، وتم التأكد من صدق وثبات الدراسة على عينة مكونة من (104) موظف وإداري في مراكز الوزارات الأردنية.
وقد توصلت الدراسة بان هناك مجموعة من المشكلات والانتقادات التي تواجهها إدارة العلاقات العامة والإعلام في الوزارات الأردنية، ومنها: أن إدارة العلاقات العامة والإعلام لا تستطيع نشر المواد الإعلامية إلا بموافقة الوزير أو أمين عام الوزارة، بدرجة عالية، وان الوزارة تعين بعض خريجي الصحافة والإعلام بدوائر غير إدارة العلاقات العامة والإعلام، ولا تتوافر كوادر مؤهلة وكافية للعمل في إدارة العلاقات العامة والإعلام، وان إدارة العلاقات العامة تقدم مصلحة الوزارة على مصلحة الجمهور، وان الدعم المالي المخصص لإدارة العلاقات العامة والإعلام غير كاف للقيام بواجباتها، وان الإدارة لا تفهم طبيعة عمل العلاقات العامة، ولا يوجد اهتمام بتطوير كفاءات وقدرات العاملين في العلاقات العامة، وان الاتصال يكون باتجاه واحد من الوزارة للجمهور، وان إدارة العلاقات العامة مفصولة إداريا وعمليا ومكانيا عن الإعلام في الوزارة، ولا يوجد وحدة إدارية في إدارة العلاقات العامة والإعلام تعنى بالتطوير وإجراء البحوث والدراسات، وان إدارة العلاقات العامة في الوزارة تخفي عيوب الوزارة وتضخم ايجابياتها، ولا يوجد في الوزارة وإدارة العلاقات العامة فريق متخصص في إدارة الأزمات، وان الوزارة تستعين بجهات خارجية للقيام بإجراء البحوث والدراسات، وان عمل إدارة العلاقات العامة والإعلام روتيني ومتعارف عليه ولا يحتاج لتخطيط، بدرجة متوسطة.
وقد أوصى الباحث العتوم بالنقاط التالية لتحسين أداء عمل أنشطة العلاقات العامة في الوزارات الأردنية:
1. تعيين مدراء ورؤساء الأقسام وموظفي العلاقات العامة الرئيسيين من خريجي الصحافة والإعلام/ تخصص علاقات عامة، في الوزارات، واختيار موظفي العلاقات العامة والإعلام في الوزارة ممن يتصفون بالصفات الشخصية المحبوبة، والمقدرة الاتصالية العالية، والمتمتعين بالمستوى العلمي العالي، بالإضافة إلى الصفات القيادية للإداريين، فهم العنصر الأساسي في العمل وعليهم تقع المسؤوليات بالتأثير في الرأي العام التي تعتمد عليها الوزارات بتغيير صورتها للأفضل. وابتعاث عدد من موظفي العلاقات العامة في الوزارات الأردنية للحصول على شهادات في الدراسات العليا بمجال العلاقات العامة، لتطوير العمل.
2. إتباع العلاقات العامة في الهيكل التنظيمي مع مكتب الوزير مباشرة، ومشاركة العلاقات العامة باجتماعات الوزارة، وإشراك موظفي العلاقات العامة في اتخاذ القرارات، ومنحهم مزيد من الصلاحيات، لتحسين أداء العمل، وبذلك يكون للعلاقات العامة حضورها ودورها الدائم مع الجماهير الداخلية والخارجية والنوعية والدولية للوزارة.
3. ضرورة ضم مديريات العلاقات العامة والإعلام في مديرية واحدة ليسهل التنسيق والتنفيذ والقيام بالواجبات والعملية الاتصالية على أكمل وجه. وضرورة تلمس احتياجات العلاقات العامة في الوزارات، والعمل على حل المعيقات والانتقادات التي تواجههم.
4. ضرورة النظر إلى عمل العلاقات العامة كنشاط اتصالي كمنظومة متكاملة من العمل بخطوات العملية الاتصالية (الإعلام والاستعلام والتنسيق) وابتدآ من المرسل وهو العصب الرئيسي في العملية الاتصالية، وتنفيذ الرسالة، واستعمال الوسيلة الاتصالية المناسبة، واختيار الجمهور المناسب، ودراسة الرأي العام، ليتم التوافق في الرأي بين متطلبات المنظمة أو المؤسسة وجماهيرها الداخلية والخارجية.
5. ضرورة أن لا يكون الاتصال باتجاه واحد من الوزارة أو المنظمة أو المؤسسة للجماهير، بل يجب أن يكون هناك دراسة للطرف الآخر وهو الجمهور الداخلي والخارجي للنظر إلى مطالبه من تلك المؤسسة أو المنظمة، والعمل على تحقيق اكبر قدر من تنفيذ تلك المطالب.
6. الاهتمام بالبحث العلمي، واستطلاعات الرأي العام، والتخطيط، والتقييم، ودراسة أنشطة العلاقات العامة الاتصالية (بتركيز خاص) في الوزارة.
7. ضرورة عقد دورات تدريبية للعاملين في العلاقات العامة وخاصة للعاملين من التخصصات الأخرى لتعرفهم من خلالها بالفرق بين العلاقات العامة والأنشطة الاتصالية الأخرى كالإعلام والدعاية والإعلان والفرق بين العلاقات العامة والشؤون الإدارية والشؤون العامة والتسويق.
8. تحسين ظروف العاملين في العلاقات العامة ماديا وإعادة النظر في سلم الترقيات والمكافآت.
9. ضرورة عمل دراسة شاملة للمتقدمين لديوان الخدمة المدنية من حملة الصحافة والإعلام بتخصصاتها (العلاقات العامة والإعلان، والتحرير الصحفي، والإذاعة والتلفزيون) للحد من تكدس طلباتهم في ديوان الخدمة المدنية، دون أن يحصل هؤلاء على فرص عمل مناسبة لهم.
10. تشكيل فريق عمل متخصص بالأزمات مكون من العلاقات العامة والدوائر الأخرى.
11. ضم موظفي العلاقات العامة من خريجي الصحافة والإعلام تخصص العلاقات العامة، والتحرير الصحفي، والإذاعة والتلفزيون، إلى عضوية نقابة الصحفيين، للحصول على الامتيازات التي تقدم للصحفيين، فهم إعلاميو مؤسساتهم.
12. أن تكون تسمية العلاقات العامة في الوزارات والهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة ب (العلاقات العامة الاتصالية) لتمييزها عن باقي الأنشطة الاتصالية الأخرى كالإعلام والإعلان والدعاية وفروع الإدارة كالشؤون العامة والتسويق، ليكون من تسميتها عنوانا لاهتمامها بالاتصال باتجاهين المنظمة والجماهير الداخلية والخارجية.
13. ضرورة تزويد العاملين بالعلاقات العامة بكل جديد في علم التكنولوجيا لما له من أهمية في ربط العلاقات العامة بالمحيط والعالم الخارجي.