زاد الاردن الاخباري -
نظم ملتقى القدس الثقافي في عمان وبالتعاون مع لجنة مهندسون من أجل القدس-نقابة المهندسين الاردنيين دورة تأهيلية متخصصة لدراسة \" أكناف بيت المقدس \" قدّمها خبير الآثار الأردنية نادر عطية .
مدير ملتقى القدس الثقافي المشرف على الدورة أحمد الشيوخي تحدّث للسبيل حول أهداف الدورة وقال : \" تعتبر هذه الدورة بمثابة تعريف عام بآثار الأردن الإسلامية حيث يمكن أن يستفيد منها الطلاب الراغبون بالتوسع لاحقا نحو الدراسة المستفيضة للآثار الإسلامية الأردنية ، وتعطي الدورة المشاركين فكرة عامة وتفتح أمامهم الأبواب والآفاق لدراسة هذا المكان المبارك المرتبط ببيت المقدس والمسجد الأقصى ، كما تهدف الدورة بالأساس إلى التعرف على الآثار الإسلامية وتنوعها وارتباط العديد منها بالفتوحات الإسلامية وبالأخص بفتوح بيت المقدس ومن ثم تربط المشاركين بهذه الأرض المباركة وتنبههم إلى اهتمام الأوائل بهذه الأرض وكيف كانت حاضرة من حواضر الإسلام على مدى التاريخ الإسلامي وذلك بأسلوب جديد هادف يركز على تعليمهم منهجية خاصة في فهم حقيقة وتاريخ الآثار الإسلامية في الأردن والتي غابت عن معظم الناس في وقتنا الحاضر \" متابعا \" لقد تعرف الطلاب المشاركون في الدورة على آثار الأردن الإسلامية من معارك وغزوات ومقامات للأنبياء والصحابة وقلاع وحصون وقصور ومحطات للحج والسكة الحديدية ومساجد أثرية ، كما سيقوم طلاب الدورة بزيارة لهذه الآثار الإسلامية ورؤيتها عن قرب ودراستها والربط بين المادة النظرية والرحلة الميدانية \" .
مدرّب الدورة نادر عطية تحدّث عن مكانة الأردن التاريخية والدينية وقال : \" الأردن مهد الحضارة ووطن الأنبياء وباب الفتوحات الإسلامية ومهوى الصحابة الكرام ومتحف إسلامي وتاريخي يعبق ترابه بآثار الصحابة والتابعين والأولياء والقادة والعظماء ، من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه وحيث ما سارت بك الأقدام ستجد أنك في واقعة تاريخية وبين أحضان أثر من الآثار ومن كافة العصور \" .
وبيّن نادر عطية خلال الدورة أهمية دراسة الآثار وقال \" رسالتنا في هذه الدورة تعريف المجموعة المشاركة بالدورة على آثار الأردن الإسلامية بشكل مبسط وربطهم بها وتعريفهم بمنهج دراسة الآثار الإسلامية ليتمكّنوا من الاستزادة بأنفسهم من المراجع المختلفة مستقبلا كمقدمة بسيطة للدخول في حقل دراسة أكناف بيت المقدس والتوسع في أحد مجالاتها \" وتحدّث عن فلسفة السياحة في الإسلام وذكر منها \" النظر والتفكر في ملكوت الله وعظمة الخالق ومعرفة سير الأمم ونشر الإسلام والاعتبار بمصائر الأقوام الضّالين ومعرفة سنن الله في الكون والناس وكيفية بدء الخلق \" .
وأكّد عطية أنه على كل مشارك في الدورة أن يضيف جهدا يعمل على تنميته في مجال خدمة دعوة الإسلام .
وقدّم عطية خلال أيام الدّورة ملخّصا تفصيليا عن المعارك والغزوات التي حدثت على أرض الأردن وقال \" شكّلت بلاد الشام عموما والأردن خصوصا حلقة وصل بين الديار الحجازية وسائر أنحاء العالم المعروف قديما الأمر الذي اتجهت الأنظار إليه منذ عهد النبي صلى الله عليه سلم وقد ترجمت هذه الأهمية في عهد الرسول الكريم بإرساله لأحد رسله إلى هذه الأرض ألا وهو الحارث بن عمير الأزدي ، ثم جاء عهد الخلفاء الراشدين بإكمال إنفاذ بعث أسامة ومن ثم تسيير الجيوش الإسلامية الأربعة إلى بلاد الشام بقيادة عمرو بن العاص وأبو عبيدة عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان لتكون أولى وقائعهم فيها مع الروم وقعة العربة بقيادة أبو أمامة الصدي الباهلي وتتبعها وقائع الدبية وداثن ثم كان فتح الديار الأردنية على إثر معركتي فحل واليرموك التي لم يكن بعدها وقعة ، ثم جاءت معركة حطين على مشارف الحدود الشمالية للأردن والتي جرت أعمال الحشد والاستعداد لها على الأراضي الأردنية \" .
وتحدث عطية حول مقامات الأنبياء والصحابة وقال \" لقد تشرّفت هذه الأرض بمولد أو معيشة أو مرور أو وفاة العديد من الأنبياء والمرسلين ، كيف لا وهي مهبط الديانات ومهد الرسالات ومبعث الأنبياء ، وقد تشرّفت هذه الأرض على وجه الخصوص بمرور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بها في صغره مع عمه أبي طالب وفي فتوته مع ميسرة في تجارته لخديجة بنت خويلد ثم في كبره مرورا بأجوائها في رحلة الإسراء والمعراج الشريفين \" متابعا \" ولقد شهدت أرض الأردن العديد من الغزوات والمعارك والسرايا الأمر الذي ترتب عليه استشهاد الألوف من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على ثراه الطهور ومما ثبت موقع دفنه تاريخيا قبر كل من : أبو عبيد عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وزيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة \" .
وعن القلاع والقصور التي بنيت على الأراضي الأردنية في العصور الإسلامية قال \" انتشرت الحصون والقلاع الإسلامية في منطقة الأردن في فترة متأخرة من العصور الإسلامية وتحديدا في العهدين الأيوبي والمملوكي ذلك أن المنطقة قد تعرّضت للغزو الصليبي والذي تمخض عن بناء مجموعة من القلاع الصليبية فكان لا بد من بناء حصون وقلاع في مواجهة هذه الحصون الصليبية فكانت قلعة عجلون المتميزة بخصائصها المعمارية والتحصينية المتعددة ومن ثم كان إعادة بناء وتحصين قلاع الشوبك والكرك بعد تحريرهما من الصليبيين وكانت أيضا قلعة السلط والأزرق والعقبة \" متابعا \" ولقد تسابق الخلفاء الأمويون عبر العصور وتفاخروا بقيامهم على خدمة الحجيج وتأمين الطرق والخدمات لهم وممن اشتهروا بذلك الخليفة يزيد بن عبد الملك الذي ابتنى قصرا في البلقاء قرب زيزياء ليكون قريبا من طريق الحجيج وليقوم على خدمتهم ورعايتهم حيث لا زالت آثار قصره الجميل ماثلة للعيان في منطقة القسطل جنوب عمان قرب مطار الملكة علياء ، ويتبع القصر مسجد أموي كبير يقع إلى الشمال من القصر يعتقد الأثريون أنه يعود لفترة أقدم من قترة القصر وفي الزاوية الشمالية الغربية للمسجد لا زالت بقايا مئذنة ماثلة للعيان بارتفاع
( 6 ) أمتار فيما يعتقد أنها أقدم مئذنة لا زالت قائمة في العالم كلّه \" .
وبيّن عطية محطات الحج التاريخية كما قدّم شرحا مفصّلا عن سكة الحديد في الأردن وقال \" بدأ العمل بإنشاء خط سكة حديد الحجاز في أيلول من العام 1900م بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتتويج السلطان عبد الحميد الثاني وكهدية للمسلمين بهذه المناسبة وقد تبرّع السلطان عبد الحميد من ماله الخاص بـ ( 300 ) ألف ليرة ذهب لهذا المشروع الذي قُدّرت تكاليف إنشائه في ذلك الوقت بمبلغ يزيد على خمسة ملايين ليرة ذهب ، ويبلغ طول هذا الخط من دمشق إلى المدينة المنورة ( 1303 كم ) منها ( 141 كم ) في الأراضي السورية وحوالي ( 452 كم ) في الأراضي الأردنية والباقي في الأراضي السعودية ، وقد وصل الخط إلى مدينة الزرقاء وعمان في الأردن عام 1903م \".
وتحدث عن المساجد الأثرية التي بنيت في الأردن منذ العهود الأموية وحتى بداية تأسيس المملكة وقال \" والباحث في أرجاء هذه الأرض يمكنه الوقوف على الكثير من هذه المساجد الأثرية والتي تعود في أصل بنائها إلى عصور إسلامية ، ومن المساجد الأثرية التي لا تزال تقام الصلاة فيها كل من مساجد عجلون وعنجرة وكفرنجة وريمون واربد وسوف والحميدي في كل من جرش والكرك ، أما التي على شكل بقايا فمساجد عصيم ولستب والكدادة وجلعاد والمشتّى والحميمة وغيرها كثير ، ويعتبر مسجد عجلون الأيوبي من أقدم المساجد الأثرية التي لا زالت تقام الصلوات فيها حتى يومنا هذا ويقع المسجد وسط مدينة عجلون وينسب بناء هذا المسجد إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة ستمائة وخمس وأربعين هجرية كما يشير إلى ذلك النقش التأسيسي الموجود فوق بوابة المسجد \" .
جدير بالذكر أن هذه الدورة تعتبر باكورة أعمال الملتقى ولجنة مهندسون من اجل القدس في دراسة آثار الأردن الإسلامية شارك فيها نحو ( 50 ) متدربا على مدار خمسة أيام متتالية ، وقد تناولت موضوعات الدورة : المعارك والغزوات ومقامات الأنبياء والصحابة والقلاع والقصور ومحطات الحج وسكة الحديد والمساجد الأثرية على الأراضي الأردنية .