أنا لا أحب القهوة ، بل أنني ممنوع عنها طبيا أيضا ، لكني أحب رائحتها فهي تغريني دوما .
كثيرون هم الذين يتفاجئون مني عندما يعلمون بأنني مدخن من الطراز الأول ومع هذا لا اشرب القهوة أو أحبها ، أولئك هم اللذين لا يجدون لذة لصباحهم إلا بفنجان من القهوة تملأ رائحته أروقة الروح المنهكة والمتعبة والضجرة فتحييها وتعدل المزاج .
وقد اثبت العلم بان هناك فوائد للقهوة فهي تزيد نشاط المخ وتحسن المعنويات وتزيد من الطاقة وتقاوم الأمراض وتحمي من مرض (باركنسون – الشلل الرعاشي) وتعالج (السيلولايت – الأنسجة الدهنية) والطب ينصح بشرب فنجانين إلى أربعة يوميا من القهوة لتجنب أمراض القلب والشرايين وأمراض أخرى .
واهم شيء أن القهوة تزيد التركيز ، بالمختصر تجعل من يشربها \" مصحصح \" فهي تعمل على زيادة التركيز واليقظة .
ومع هذا فقد قامت الحكومة الرشيدة بإلغاء الإعفاء المترتب على سلعة القهوة وفرض رسوم ضريبية وجمركية على هذه السلعة مما جعل سعرها \" يطير بالعلالي \" ويرتفع بشكل مبالغ فيه . ولكون حكومتنا العزيزة رؤوفة ورحيمة بنا ، ولكونها وجدت أن التركيز واليقظة والصحصحة تتعبنا وتتعبها فقد آثرت أن تلغي إعفاء القهوة كي لا نتمكن من شرائها وممارسة طقوس الصحصحة المرهقة والمتعبة لنا ولها .
أنا لست مهتم كوني لا اشربها أساسا ، ولكني أشعر بالخجل فيما لو جائني ضيف ولم استطع تقديم فنجان من القهوة له كوني لن استطيع توفيرها وتقديمها.
المهم على كل حال ... نحن لن نفتح بعد اليوم بالفناجين ولن نتمكن من قراءة الحظ ، فالطريق أصبح مسدود مسدود مسدود لا محالة . بقهوة ومن دون .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com